العودة إلى مشيرب... معرض ذكريات قطر وتراثها

08 ابريل 2017
المعرض يستمر حتى يوليو المقبل (فيسبوك)
+ الخط -


يمثل معرض "العودة إلى مشيرب ـ ذكريات شوارعنا"، الذي افتتح، الثلاثاء الماضي بالدوحة، استعادة لذاكرة واحد من أعرق أحياء العاصمة القطرية، الذي عاش فيه، أو مر به عشرات الألوف من المواطنين أو المقيمين، قبل أن يجري بفعل التطور العمراني الذي تشهده المدينة هدمه وجرفه عام 2000، تمهيدا لأعمال البناء لمشروع "مشيرب قلب الدوحة".

ويوثق المعرض الذي تستضيفه متاحف مشيرب بالتعاون مع طلاب كلية لندن الجامعية -قطر، ويستمر إلى 27 يوليو/ تموز المقبل، المعالم الحيوية التي مرت بها منطقة مشيرب في قطر كمركز تجاري، من خلال مجموعة مختارة من العلامات المتداولة في المنطقة والروايات الشفوية من ذكريات شخصية لأشخاص عاشوا وعملوا في هذا الحي التجاري السابق حيث يعرضون قصصهم عن هذا الجزء من الدوحة.

وأصبحت مشيرب منذ عام 1970 وجهة يرتادها السكان والزوار للتسوق وكانت بمثابة مركز لمجتمع محلي صغير بين الأعوام 1980و2000 وذلك قبل فترة طويلة من انتشار ثقافة مراكز التسوّق في البلاد مما سمح بتلاقي الثقافات والأذواق واللغات والتقاليد المتنوعة، حيث أدى النمو الاقتصادي وتطور فرص العمل في دولة قطر، إلى زيادة التعداد السكني للمقيمين في البلاد من دول مثل الهند، باكستان، إيران، لبنان، سورية، الأردن، والفيليبين.

ورحبت مشيرب بالمقيمين الأجانب الجدد، مما أدى إلى تغيير طبيعة الحي، حيث قام الخبازون والخياطون وأصحاب المتاجر من الدول العربية، ودول جنوب آسيا، بإدارة محال متنوعة في شوارع مشيرب، الذي اصبح حيا مزدحما يضج بالحياة وبمختلف اللغات، ومكانا لتجمع الأصدقاء في المقاهي، في حين يتجول المتسوقون في الشوارع المضيئة بلوحات المتاجر وتمتلئ المطاعم بالعديد من الأطعمة المتنوعة المحلية "القطرية"، والعربية والآسيوية.



ويقول رئيس متاحف مشيرب، حافظ علي، "هذا المعرض المصمم بعناية يوثق لتاريخ المدينة ومراحل تطورها من أجل المحافظة على قصصها الجميلة ومشاركتها مع المجتمع"، وتسعى متاحف مشيرب لتعزيز المشهد الثقافي لمدينة الدوحة وتمكين السكان من التعرف بشكل أفضل على الإرث القطري الغني.


جانب من بيت ابن جلمود ضمن متاحف مشيرب (فيسبوك) 



ووفق رئيس كلية لندن الجامعية -قطر، سام إيفانز، فإن هذا "المعرض/ المشروع" المقام من قبل الطلبة، فضلا عن أنه مكون من برامج دراسية تسعى إلى سد الفجوة بين نظرية المتاحف وتطبيقها، يتيح للطلبة الذين يخضعون لتدريب تخرج صارم، مزيدا من الاحتراف، حيث كان لدى فريق طلاب الماجستير هذا العام الفرصة لاستكشاف وإجراء البحوث التنظيمية حول مجموعة التحف ومحفوظات التاريخ الشفوي في متاحف مشيرب والذي مكنهم من تنظيم المعرض المؤقت في بيت محمد بن جاسم.

بيت الشركة التابع لمتاحف مشيرب (فيسبوك) 


وتعد متاحف مشيرب، في قطر، الوجهة الثقافية الجديدة التي تعكس تاريخ أربعة بيوت تراثية تم ترميمها في الحي التراثي ضمن مشروع "مشيرب قلب الدوحة" وهي: بيت محمد بن جاسم، بيت الرضواني، بيت الشركة وبيت ابن جلمود، حيث تجسد هذه البيوت آمال وأحلام وإنجازات الأجيال القطرية السابقة التي أرست القواعد للدولة الحديثة، حيث تفتح البيوت التراثية الأربعة الباب للتعرف على التراث الوطني الذي لم يكشف عنه حتى الآن.

ويسرد بيت محمد بن جاسم، الذي تم تشييده من قبل الشيخ محمد بن جاسم آل ثاني، وهو ابن مؤسس دولة قطر الحديثة، قصصا من الماضي والحاضر، ويستعرض تاريخ منطقة مشيرب والدور المهم الذي لعبته المنطقة في نمو مدينة الدوحة. ويُظهر بيت الرضواني، الذي بني في عشرينيات القرن الماضي، في موقع يفصل بين أقدم أحياء مدينة الدوحة، "حي الجسرة وحي مشيرب"، التحول الذي طرأ على حياة العائلة القطرية مع اكتشاف النفط وكيفية تحسن الحياة بسرعة مع الأجيال الجديدة.

مشروع مدينة مشيرب العقاري (فيسبوك) 


ويعرض بيت الشركة الذي كان مقرا رئيسيا لأول شركة نفط بريطانية عملت في قطر، تاريخ قطر من خلال الظروف الصعبة التي عاشها القطريون الأوائل، ويحمل بيت ابن جلمود الزوار في رحلة إلى تاريخ الاسترقاق حول العالم وصولا إلى عالمنا الحالي، حيث يلقي الضوء على ظاهرة الرق على مستوى العالم، ويستعرض مظاهر الصبر والمثابرة في مواجهة العديد من المحن والصعاب الإنسانية، كما يعرض البيت قضية الرق والمساهمات المتعددة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي قدمها هؤلاء في إنماء الحضارات الإنسانية.


دلالات
المساهمون