أعلنت محافظة ميسان 300 كلم جنوب شرق العاصمة بغداد عن تضرر وتدمير 30 برجاً ناقلاً للطاقة الكهربائية في المدينة وضواحيها نتيجة العواصف الترابية والرعدية الشديدة التي ضربت البلاد أخيراً
وكشف محافظ ميسان علي دواي عن سقوط 30 برجاً من أبراج نقل الطاقة الكهربائية في المحافظة نتيجة العواصف الشديدة ليلة أمس الثلاثاء والتي رافقتها عواصف رعدية وأمطار غزيرة شملت معظم المدن العراقية شمالاً وشرقاً وغرباً وجنوباً
وقال دواي في تصريح صحافي إن "سقوط هذا العدد من أبراج نقل الطاقة الكهربائية أسفر عن فصل مدينة ميسان عن المنظومة الوطنية المجهزة للكهرباء".
وأضاف دواي أنه "من ضمن الأبراج التي اقتلعتها العواصف 20 برجاً من فئة ( 123 كي في ) تابعة لخط نقل ( القرنة - ميسان ) وتسعة أبراج أخرى تابعة لخط منطقة الهارثة من فئة ( 400 كي في ) وبرجاً آخر من فئة ( 400 كي في ) تابع للخط الناقل بين مدينتي ( ميسان - وواسط) ".
موضحاً ان "اللجان الهندسية المختصة لاتزال تستكشف المناطق التي تمتد فيها أبراج نقل الطاقة لمعرفة إن كانت هناك أبراج معرضة للسقوط نتيجة العواصف الشديدة".
ويتعرض العراق إلى منخفض جوي شديد أسفر عن حدوث عواصف ترابية ورعدية شديدة شملت أغلب مناطق البلاد صاحبتها أمطار غزيرة أسفرت عن فيضانات في بعض المدن والقرى والأرياف .
ويعاني العراق من نقص حاد في الطاقة الكهربائية بسبب تهالك محطات التوليد وتراجع قدراتها الإنتاجية ما دفع البلاد إلى استيراد نحو 1000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية من إيران عبر خمسة خطوك ناقلة أربعة منها قادمة من إيران وهي خط ( كرمانشاه - ديالى ) الناقل وخط ( سربيل زهاب - خانقين ) وخط ( عبادان - بصرة ) وخط ( كرخة - عمارة ) وخط آخر قادم من تركيا بقدرة 100 ميغاواط
وتعرضت الأبراج العملاقة لنقل الطاقة الكهربائية في العراق إلى عمليات تفجير وسرقة ونهب لمحتوياتها بعد سقوط بغداد على يد الاحتلال الأميركي عام 2003 ما تسبب بفقدان العراق لأعداد كبيرة من تلك الأبراج وخاصة الممتدة عبر المناطق الصحراوية
وسقطت في فبراير/ شباط الماضي خمسة أبراج ناقلة للطاقة تابعة لخط ( ميرساد - ديالى ) بعد تعرضها لأعمال تخريبية بتفجير تلك الأبراج ما أدى إلى سقوطها وخروجها عن الخدمة
وقالت وزارة الكهرباء في بيان إن "الطاقة المفقودة من سقوط الأبراج الخمسة تبلغ 350 ميغاواط تغذي معظم مناطق ديالى وبغداد .
ويخسر العراق كل عام عدداً من أبراج الطاقة نتيجة الأعمال التخريبية بتفجير تلك الأبراج وتدميرها أو بسبب العواصف الترابية والرعدية التي تضرب البلاد كل عام نتيجة تآكل أرضيات تلك الأبراج وعدم تأهيلها منذ نحو عقدين بحسب الخبراء
ولجأت وزارة الكهرباء إلى إعادة تأهيل عدد من تلك الأبراج تحسباً من سقوطها خلال العواصف الشديدة التي تضرب البلاد فيما نشرت نقاط مراقبة على طول الخطوط الناقلة خشية استهدافها بأعمال تخريبية
وكان قائد شرطة ديالى أعلن في وقت سابق عن نشر وتعزيز نقاط كمراقبة لأبراج نقل الطاقة الكهربائية المارة من ديالى إلى بغداد على مسافة عشرات الكيلومترات بعيداً عن المدن".
ويمتلك العراق شبكة معقدة وحديثة من أبراج نقل الطاقة الكهربائية أنشئت في ثمانينيات القرن الماضي تربط البلاد مع دول الجوار وتنقل الطاقة بين مختلف المحافظات العراقية عبر المناطق الصحراوية وتمتد لمئات الكيلومترات .
وتنقل أبراج الطاقة فولتية عالية جداً من محطات التوليد والسدود المنتشرة في مختلف مدن البلاد إلى باقي المدن وهي عبارة عن هياكل عملاقة مصنوعة من الحديد أو الفولاذ بارتفاع يتراوح بين 25 و30 متراً .