العمل التطوعي موضة شبابية في رمضان بموريتانيا

23 يونيو 2016
تتضاعف الأعمال التطوعية في رمضان (العربي الجديد)
+ الخط -
يُقبل الشباب في موريتانيا على العمل التطوعي في شهر رمضان، يجوبون المستشفيات ويوزّعون وجبات الإفطار على المرضى وذويهم، ويتفقدون أحوال المشردين في الشوارع ويقدمون لهم المواد الغذائية، ويجمعون التبرعات ويُشرفون على موائد الرحمن من شراء المؤونة وتجهيز الطعام إلى غسل الصحون وتوديع المفطرين ودعوتهم إلى مائدة الغد.

وتحولت الأنشطة التطوعية والاجتماعية إلى موضة شبابية خلال شهر الصيام، حيث يتنافس الجميع في الانتساب للجمعيات وإطلاق مبادرات خاصة لأعمال الخير، ومنهم من يشتري سترة تحمل شعارات خيرية ويقحم نفسه في أي نشاط خيري، مثل أحمد ولد سيدفال (18 عاما) الذي يتنقّل بين الجمعيات والمبادرات التي تساعد سكان التجمعات الشعبية في العاصمة نواكشوط، لمساعدة العاملين فيها على تنظيم موائد الإفطار وتوزيع المواد الغذائية.

يقول ولد سيدفال لـ"العربي الجديد": "إنها تجربة جميلة وفريدة، جميل أن نساعد في أعمال البر في شهر يتضاعف فيه الأجر، وأن نقوم بأشياء لم نقم بها من قبل، كغسل الصحون وتجهيز الموائد ومساعدة المشرفات على الطعام، والتجول في الشارع بحثاً عن متبرعين وصائمين لملء الموائد وقت الإفطار".

ويضيف أحمد، الذي كان مولعا بالعمل التطوعي الاجتماعي والإنساني منذ صغره، "أترك منزلي حيث كل شيء مجهز لراحتي، وأبحث عن جمعية تحتاج متطوعين وأعمل معهم من العاشرة صباحا وحتى صلاة التراويح".

ويؤكد الشاب المتطوع أنه رغم ضجر عائلته من غيابه المتواصل عن البيت، خاصة عن مائدة الإفطار، فإنه لن يتوقف عن المشاركة في العمل التطوعي الذي علمه الصبر والإيثار والتعاون وحب الخير.


يسخر الشباب  أوقاتهم للعمل التطوعي


وفي حي "السبخة" الشعبي في نواكشوط يُسَخّر الكثير من الشباب وقتهم لتوزيع مؤونة رمضان ووجبة الإفطار على الفقراء، ويبحثون بكل جهد عن المحتاجين الذين لا يملكون قوت يومهم، كما يبحثون عن الأغنياء والميسورين لحثهم على التصدق والمساعدة في تمويل مشاريع إفطار الصائم وكسوة العيد.

ورغم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم من حيث الدراسة والعمل وتحديات جيلهم والمشاكل التي يعاني منها محيطهم، يساعد هؤلاء الشباب في تنمية منطقتهم ويتطوعون في أعمال البر والإحسان.

وفي حي "عرفات" بالعاصمة، تقوم مجموعات شبابية بحملة نظافة وطلاء الجدران، حيث يجتمعون في الإجازة الأسبوعية لتنظيف الشوارع والحارات ثم ترميم وطلاء الجدران. وفي التجمعات التجارية بالأحياء الراقية يقود شباب المدينة حملات توعية لتحسيس المجتمع بمختلف الأمراض والظواهر الاجتماعية السيئة.

وظهرت خلال شهر رمضان عدة مبادرات لأعمال الخير، لعل أهمها مبادرة "محسن بلا حدود" التي أعلنت عن نيتها إفطار 15 ألف صائم في موريتانيا خلال رمضان الجاري، مؤكدة أنها تمكنت حتى الآن من تحقيق نصف برنامجها. 

وقالت الجمعية إنّ برنامجها تضمن توزيع "قفف إفطار" تحوي مواد غذائية أساسية من تمر وأرز وزيت وحليب وسكر. كما أعلنت تنظيم وجبات إفطار جاهزة في المساجد وعدد من الأماكن العمومية وبعض الأحياء الشعبية الأكثر فقراً في العاصمة.

دلالات
المساهمون