العملة السورية تتهاوى والذهب يقفز إلى 20 ألف ليرة

25 ابريل 2019
تضخم الأسعار في سورية (فرانس برس)
+ الخط -

تستمر الليرة السورية بالتهاوي، مع ارتفاع شكاوى السوريين نتيجة ارتفاع الأسعار وتثبيت أجورهم عند عتبة 40 ألف ليرة سورية، رغم ارتفاع الأسعار بأكثر من 12 ضعفاً وخسارة الليرة السورية أكثر من 1100 في المائة من قيمتها، منذ اندلاع الثورة السورية.

وكسر الدولار الأميركي، اليوم الخميس، ولأول مرة منذ عامين، حاجز 580 ليرة سورية، لتهوي العملة المحلية أمام الدولار إلى 582 مبيعاً و580 ليرة شراء، بحيث خسرت أكثر من 17% من قيمتها منذ مطلع العام الجاري.

وكان التهاوي قد تجدد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتودع الليرة العام الماضي بخسائر أوصلت سعر الدولار إلى نحو 501 ليرة، بعد أن كان سعر الدولار في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي لا يتعدى 463 ليرة.

ويرجع الاقتصادي السوري صلاح يوسف أسباب تراجع صرف الليرة، إلى عوامل مستجدة، سياسية ونفسية "لها علاقة بما يقال عن تهاوي أركان النظام السوري واحتمال سقوطه أو التخلي عنه من حلفائه بروسيا وطهران"، ما دفع السوريين، بحسب يوسف، إلى فقد الثقة بالعملة السورية والإقبال على شراء العملات الأجنبية والمعادن الثمينة "بواقع محدودية عرض القطع الأجنبي بالسوق السورية".

ويضيف يوسف لـ"العربي الجديد": "جاء تطبيق العقوبات الأميركية والنقص الكبير لبعض السلع بالأسواق السورية، وبمقدمتها المشتقات النفطية، ليزيد من مخاوف السوريين. طبعاً هذه الأسباب تضاف إلى أسباب اقتصادية سابقة ومعروفة، كنفاد القطع الأجنبي من المصرف المركزي وعجز حكومة الأسد عن التدخل لنجدة الليرة".

ويلفت الاقتصادي السوري إلى أن طلب التجار الزائد على الدولار خلال الفترة الأخيرة، لاستيراد السلع والمنتجات، بما فيها المازوت والبنزين، ساهم بشكل كبير في تراجع معروض الدولار بالسوق السورية "فالمسألة بالنهاية عرض وطلب".

وحول توقعاته لسعر الليرة، يشير الاقتصادي السوري إلى أن "عوامل انهيار الليرة اليوم مكتملة أكثر من أي وقت سابق وخلال طيلة فترة الثورة، فاليوم المصرف المركزي بدد كامل احتياطياته الأجنبية البالغة 18 ملياراً عام 2011، وباتت حكومة الأسد عاجزة عن استيراد النفط أو دعم الليرة أو توفير العملات الأجنبية للاستيراد، وهذا بالتوازي مع العقوبات الأميركية وتوقع المزيد إن تم التوقيع على قانون (سيزر) من الرئيس الأميركي".

ولا يزال المصرف المركزي بدمشق يثبت، عبر نشراته الرسمية، سعر الدولار عند مستوى 438 ليرة سورية للبيع و436 ليرة سورية للشراء.

وعزا مصرف سورية المركزي أسباب تهاوي سعر الليرة إلى "المضاربات التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس والمتآمرين الذين ينفذون أوامر مشغليهم في الخارج".

وخلال إجابته عن أسئلة مواطنين على صفحته في "فيسبوك"، أرجع تراجع الليرة إلى "العقوبات الاقتصادية التي تحاول النيل من صمود المواطن والليرة السورية".

وأكد المصرف اتخاذ عدد من الإجراءات المتعلقة بإدارة السيولة والمعروض النقدي بما يمكن المصارف من التوظيف وجذب مدخرات المواطنين وتعزيز مراكز القطع للمصارف العاملة ودعم الليرة من خلال دعم الإنتاج والتشغيل ودعم العجلة الاقتصادية.

ونتيجة مخاوف السوريين من استمرار تهاوي الليرة، زاد الإقبال على المعدن الأصفر، اليوم الخميس، لتقفز أسعار الذهب في سورية لأعلى مستوياتها في عام ونصف والعام، بعدما ارتفع سعر غرام الذهب عيار 21، صباح اليوم، بمقدار 300 ليرة دفعة واحدة ليبلغ سعره 20200 ليرة.

وهذه هي المرة الأولى التي يصعد فيها سعر غرام الذهب لتلك المستويات منذ عام 2017، وسط ضغط من سعر صرف الدولار في السوق المحلية، وسط استمرار مؤشر أسعار الذهب بصعوده القياسي مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 14% منذ بداية العام الحالي.

المساهمون