العلاقات المغربية الأميركية بعد فوز ترامب: تفاؤل حذر وهواجس

12 نوفمبر 2016
طلاب أميركيون يحتجون ضد مواقف ترامب بمراكش(فاضل سنة/فرانس برس)
+ الخط -
تضع نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، المغرب أمام أمر واقع لا مفر من التعامل معه، ذلك أن التوجه الرسمي، وحتى الشعبي، في المملكة، كان يعول على انتخاب المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، رئيسة للولايات المتحدة، نظراً للعلاقات المتميزة التي تجمعها بالنظام المغربي، ودعمها له في ملف الصحراء.

وكان استطلاع للرأي أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، فرع واشنطن، أظهر أن 78 في المائة من المغاربة يفضلون وصول كلينتون إلى البيت الأبيض. وهي أعلى نسبة سجلتها نتائج الاستطلاع الذي شمل تسع دول عربية، مقابل 4 بالمائة فقط من المغاربة فضلوا ترامب، في حين اعتبر 15 في المائة منهم أنه لا فرق بين المرشحين.
وتتطلع الدبلوماسية المغربية، بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، إلى إرساء علاقات جيدة مع واشنطن في عهد ترامب، لا سيما على مستوى ملف الصحراء المتنازع بشأنها بين المغرب الذي يقترح الحكم الذاتي، وجبهة البوليساريو التي تطالب بحق تقرير المصير.

وبادر العاهل المغربي محمد السادس إلى إرسال برقية تهنئة لترامب، عبّر فيها عن ارتياحه للدعم المتواصل والاهتمام الكبير الذي توليه الولايات المتحدة للإصلاحات الهيكلية العميقة من أجل تحقيق التنمية الشاملة في المغرب، ولما يبذل من جهود لترسيخ السلم والاستقرار في المنطقة، وما يتخذ من مبادرات من أجل قيام اتحاد مغاربي متكامل ومندمج.

وعلق المستشار الدبلوماسي، سمير بنيس، في حديث مع "العربي الجديد"، على موضوع العلاقات المستقبلية بين المملكة والولايات المتحدة في ظل وجود ترامب في البيت الأبيض. وقال إنه بناء على مميزات شخصيته غير العادية، قد يكون هناك مجال للتخوف من أن انتخابه قد يؤثر بشكل سلبي على هذه العلاقات، لا سيما أن ترامب ذكر المغرب مرتين خلال حملته الانتخابية، بطريقة غير إيجابية. وتابع أنه "إذا نظرنا إلى العلاقات بين البلدين من منظور موضوعي يأخذ بعين الاعتبار العلاقات المتميزة التي جمعت المغرب مع الرؤساء الأميركيين من الحزب الجمهوري، فسيكون هناك مجال للتفاؤل الحذر".


وعلل بنيس ذلك بالقول إن هناك فرقا كبيرا بين الخطاب الانتخابي للمرشحين الذين يسعون لكسب أصوات الناخبين، والسياسات التي يعتمدونها حينما يصلون لأعلى هرم السلطة، وفق تعبيره. ولفت إلى أن المغرب لديه بعض الأوراق التي قد تساعده على الحفاظ على علاقات متينة مع الولايات المتحدة في ظل رئاسة ترامب. وأوضح أن الورقة الأولى تتمثل في أن المغرب يعتبر حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما يعتبر من أقدم الشركاء السياسيين لأميركا في العالم العربي.

وبحسب بنيس، هناك ورقة ثانية تصب في صالح المغرب، وهي تتمثل في كون الحزب الجمهوري يعطي الأولوية للقضايا الأمنية وتعزيز العلاقات الاقتصادية. ولفت إلى أن المغرب عرف كيف يبني جسوراً للتواصل مع صقور هذا الحزب منذ فترة الحرب الباردة حتى اليوم، بدليل الموقف الذي اتخذته إدارة الرئيس السابق، جورج بوش الابن، عامي 2007 و2008 من خلال دعم موقف المغرب بخصوص الصحراء.

ورأى بنيس أن انتماء ترامب للحزب الجمهوري قد يكون لصالح المغرب، غير أن الشخصية المزاجية للرئيس الجديد وقلة خبرته بالعلاقات الدولية تدفع إلى الحذر وعدم إعطاء أي أحكام أو تحاليل مسبقة. وبالتالي، ينبغي الانتظار إلى حين إلقائه لأول خطاب حول السياسة الخارجية التي ينوي انتهاجها، ومعرفة وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي اللذين سيقوم بتعيينهما، لتتضح معالم السياسة التي يسلكها ترامب تجاه المغرب.