العرب يحتاطون لـ"إيبولا"

26 أكتوبر 2014
دول عربية دربت طواقمها الطبية لمواجهة إيبولا (فرانس برس)
+ الخط -
الأرقام التي تصدرها الأمم المتحدة يوماً بعد يوم، حول أعداد المصابين بفيروس إيبولا، الذي أودى بحياة نحو 4877 شخصاً حتى الآن، وتحذيراتها والبنك الدولي من خسارة المعركة أمامه، دفع بمعظم الدول العربية إلى اتخاذ تدابير وقائية لمواجهته، وخصوصاً أنها مهددة بسبب انتشار مواطنيها في الدول الموبوءة في غرب أفريقيا.

وتعدّ موريتانيا أكثر الدول العربية قرباً من الغرب الأفريقي، حيث ينتشر فيروس إيبولا في كل من ليبيريا وغينيا وسيراليون، ولا يفصلها عنها سوى السنغال. وقال مصدر في وزارة الخارجية إن "أعداد الموريتانيين في الدول المصابة تراجعت إلى النصف، بعد تسجيل مئات الوفيات في هذه الدول". وأكد لـ"العربي الجديد" أن "أعداد المهاجرين في هذه الدول تقدر بـ19 ألفا، عدا عن المهاجرين غير الشرعيين".

وتواجه السلطات الصحية تحدياً كبيراً، بسبب طول الحدود البرية غير المراقبة بين موريتانيا والسنغال ومالي، والتي يتسلل منها آلاف المهاجرين الباحثين عن فرص الهجرة السرية إلى أوروبا يومياً. وقررت موريتانيا أخيراً منع رعايا دولتي ليبيريا وغينيا من دخول أراضيها، وأغلقت حدودها البرية جزئياً مع مالي.

أما في الجزائر، فقال وزير الصحة، عبد المالك بوضياف، إنه "تم تزويد المطارات بجهاز طبي"، علماً أن الطبيب المتخصص في علم الأوبئة والفيروسات في معهد باستور، فوزي درار، لفت إلى أن "البيئة الحاضنة غير متوفرة في الجزائر". وتعدّ المناطق الجنوبية أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وخصوصاً أنها تستقبل اللاجئين القادمين من الدول الأفريقية، هرباً من الحروب والفقر.

ويتصاعد الحذر في تونس، خصوصاً أنها تستقبل آلاف الطلبة الأفارقة سنوياً. ويبلغ عدد التونسيين في أفريقيا نحو 1495، وفق إحصائيات وزارة الخارجية لعام 2010. ويوجد نحو 60 تونسيا في غينيا، وأقل عن 10 في كل من ليبيريا وسيراليون.

وفي السودان، أبدت مديرة إدارة الوبائيات في وزارة الصحة الاتحادية، حياة صلاح الدين "تخوفها من وصول الوباء إلى دولتي تشاد ونيجيريا، مما قد يسهّل انتقاله عبر الحدود إلى البلاد". وأشارت إلى "خطة احترازية من ثمانية محاور لمنع وصول الفيروس". وقال رئيس لجنة الصحة في البرلمان السوداني عبد العزيز أثنين لـ"العربي الجديد " إن "الحكومة نشرت فرقاً طبية في المطارات والموانئ، عدا عن تجهيز غرف للعزل". فيما أعلنت بعثة "اليوناميد" التي تضم عناصر ينحدرون من الدول الموبوءة "اتخاذ إجراءات وقائية إضافية للحد من انتشار المرض في البلاد، من خلال تقييد سفر موظفيها".

وفي الأردن، قال رئيس قسم الأمراض في مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة، سلطان القصراوي، إن "الوزارة خصّصت إحدى قاعات مطار الملكة علياء الدولي لتكون غرفة عزل، للتعامل مع أية حالة يشتبه بإصابتها بالفيروس"، لافتاً إلى "عقد دورات تدريبية وتعليمية لكيفية التعامل مع المصاب". وأكد الناطق باسم الخطوط الجوية الملكية، باسل الكيلاني، أن "الطيران الأردني لا يسير رحلات إلى تلك الدول".

وفي العراق، قال الوكيل الفني لوزارة الصحة، ستار جبار، لـ"العربي الجديد" إن "الحكومة وضعت خططاً احترازية. علماً أن البلاد ما تزال بعيدة عن الإصابة". وقال المتخصص في أمراض الأمعاء والمعدة، رياض منخي الفهداوي، إن "هناك مخاوف من دخول الفيروس، بسبب الذبح العشوائي في الشوارع، وعدم إخضاع المواشي للفحوصات اللازمة".

أما في اليمن، فقال مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة والسكان، عبد الحكيم الكحلاني، لـ"العربي الجديد" إن "الوزارة وضعت إجراءات احترازية تهدف إلى توعية وتقوية نظام الترصد الوبائي، عبر شبكة موزعة على 334 مديرية في جميع محافظات الجمهورية، إضافة إلى تدريب العاملين الصحيين حول كيفية التعامل مع الفيروس". ونفى وجود حركة ملاحية مباشرة بين اليمن ودول غرب أفريقيا الموبوءة.

وإلى غزة، ورغم قلة الإمكانيات الطبية لدى الجهات الصحية وتعدد أزماتها، إلا أنها عززت نقاط التفتيش عند معبري رفح وبيت حانون، ووضعت معدات للفحص الطبي قبل الدخول إلى القطاع، بحسب مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة مجدي ضهير لـ"العربي الجديد". وفي الضفة الغربية، وضعت وزارة الصحة نقاط تفتيش عند معبر الكرامة.

من جهة أخرى، حذر وزير الصحة اللبناني، وائل أبو فاعور، من أن "لبنان من الدول الأكثر عرضة للإصابة بإيبولا، بسبب وجود جاليات كبيرة في الدول الموبوءة". وفيما يتعلق بعدد الإصابات في صفوف الجالية اللبنانية في الخارج، وفق إحصاءات وزارة الصحة، قال إنه تم الاشتباه بنحو 10 إلى 12 حالة، تبين أنها ملاريا وليست إيبولا"، لافتاً إلى أن فريقاً من قبل وزارة الصحة سيتابع حالة المسافرين من الدولة المصابة.

وأضاف أنه "سيتم تدريب الفرق الطبية في جميع المناطق للتوعية بكيفية التصرف مع هذا الوباء، وقد تم حصر جميع الطائرات الآتية من الدول الموبوءة في مدرج واحد". ولفت إلى أن لبنان "بحاجة إلى غرفة عزل داخل الطائرات".
المساهمون