14 أكتوبر 2022
العربي المتدين بطبعه!
زحفت المادية إلينا زحفاً يطير الألباب ويحير الأفهام، ولا ندري إن كان سيخرجنا من ممر العميان أم يتركنا خالدين فى درك الظلمات، لكن بداية، من اللازم أن أعطيك موجزا في دقائق معدودات عن ممر العميان.. الدرب الذي لا بد أن تغمي عينيك بيدك فيه، أفضل بكثير من أن يضع أحدهم الغمامة على بصرك، وقتها ستكون مجبراً على السير، لكن أفضل الأشياء أن تكون مخيراً.
فهذا الصراع الأبدي بين المادية المتعجرفة وعنفوان التدين الذي يمثله أشخاص على أرض الواقع فى أبسط الأحوال لا يعبرون إلا عن ذواتهم لأنهم يرسمون في خلسة حقيقة التدين ولكنهم أبعد ما يكون عن الدين، لقد حدث في عصرنا الحاضر خلط في المفاهيم وتلاعب في أوراق المعاني، انقلب كل هذا على طاولة الواقع، لذا لا بد أن نضع حاجزاً بين الدين والتدين، لأن أيامنا نضحت علينا آلاف المتدينين، ولكن قلّما نلاقي من يعرف حقيقة دينه، فأصبحت حياتنا عنوانها: "كل يغني على ليلاه".
وكأن أولئك المتدينين فيض من إله قد أنعم الله بهم علينا لكي ينقذونا من غلائل الفاحشة.. فهل حقا سينقذونا من غلائل الفاحشة أم سيقودونا إليها؟
فتشت كثيرا عن ماهية الدين.. التقيت بالتشدد، لكن لم أجد المعنى الحقيقي للدين، ومشيت في الانحراف، لكني لم أعثر على معنى واضح له ولا حتى لفهمه، فاتخذت من الوسطية محركا للبحث، فعثرت على مغزى الدين بكل وضوح وابتعاد عن اللهجة المفعمة بالزهو التي ستتغير للزهد إذا ألقينا نظرة على العصور القديمة في خلال فترة نزول الأديان.. فلتجمع شتات أفكارك ونهبط إلى شبه الجزيرة حيث حقبة الإسلام.
أين نزل الإسلام؟
نزل في أبشع مناطق الأرض، أقلها ثروة من حيث الطبيعة وأكثرها فحشاً من حيث الأشخاص، لكن ما وجدنا أن أول تعاليم الإسلام هي الصلاة أو الحج أو الزكاة، لكن وجدنا أن الإسلام قد جاء في أصله لتقويم سلوك الإنسان، إذن فلنقولها إن الدين غايته تقويم الفرد وتحسين سلوكه من العشوائية والغوغاء ليرسم حياة تجمعت فيها ألوان الإنسانية، فينقل الواحد منا من البداوة للحضارة، إذا فالدين هو خطوة من خطوات التحضر ولم يكن أبدا عائقا للتقدم.. هذا هو الدين وحقيقته، لكنا ما نعاصره في وقتنا الحاضر ما هو إلا تدين فقط.
من خلال ما سردناه نجد أن هناك ديناً يقوّم الإنسان معتمداً على دواخله، وهنالك قواعد للدين وهي الصلاة والصيام وغيرهما من أركانه، ولكن ما نراه في وقتنا الحاضر إما ترك للدين وتمسك بقواعد تقودنا للتشدد، أو هجر لقواعد الدين وتمسك بمفهومه فتوصلنا في نهاية الطريق للانحراف، فهذا ما يدعى بالتدين.. فهل علمت كم نحن متدينون يا صديقي؟
لذلك كل ما لا يقبله العقل بعيداً عن الثوابت فهو من باب التخريف الذي يحيدنا إلى التحريف فيضلنا بالتمسك أو بالتفريط، وكلاهما إفراط يتبعه إجحاف يوصلنا إلى ممر العميان.
وهذا الخلاف المدوّي بين الدين والتدين أشعل فتيلة الصراع بين المادية والدين، ولكن في حقيقة الأمر أن المادية لا تصارع إلا التدين، لكن لا مفر من حسم الأمور وألا نميل في الكيل لصالح المادية أيضاً، لأنّا ما وجدنا في المادية ضالتنا، لكن نحن فقط نريد أن نقنع أنفسنا بما ليس له وجود..
إذا نظرنا للدول التي تفشت فيها المادية الجارفة وظهر هذا التيار المضاد فى تلك الآونة، سنجد الفكر النازي الإلحادي وقد تميز بالعنصرية، وهو الذي صنع الحرب العالمية الثانية وارتكب أبشع الجرائم وانتهك حقوق الإنسان مجابهة للمعتقد الشيوعي الملحد وما نشره من فساد ودمار على الجنس البشري كاف.
كل ما نحتاجه هو عودة لتمحيص وفحص القديم بأدق الإمكانيات وقدرة على استيعابه ومعرفة حقيقة تاريخنا والتحكم في واقعنا، كي نخط مستقبلنا، فليس هناك أمة تعيش بالتغني على عنفوان ماضيها، لكن هناك أمة عرفت تاريخها وأدركت واقعها فتحكمت في مستقبلها..
في الواقع أو هكذا ينقش الخيال لنا.. نحن أمة تجمعت كلها بحضرها وبدوها تحت لواء العروبة التي مرضت!.. والآن تنتظر من أبنائها أن يحضروا لها الدواء.. فهل الأمنيات باتت مستحيلات؟
فهذا الصراع الأبدي بين المادية المتعجرفة وعنفوان التدين الذي يمثله أشخاص على أرض الواقع فى أبسط الأحوال لا يعبرون إلا عن ذواتهم لأنهم يرسمون في خلسة حقيقة التدين ولكنهم أبعد ما يكون عن الدين، لقد حدث في عصرنا الحاضر خلط في المفاهيم وتلاعب في أوراق المعاني، انقلب كل هذا على طاولة الواقع، لذا لا بد أن نضع حاجزاً بين الدين والتدين، لأن أيامنا نضحت علينا آلاف المتدينين، ولكن قلّما نلاقي من يعرف حقيقة دينه، فأصبحت حياتنا عنوانها: "كل يغني على ليلاه".
وكأن أولئك المتدينين فيض من إله قد أنعم الله بهم علينا لكي ينقذونا من غلائل الفاحشة.. فهل حقا سينقذونا من غلائل الفاحشة أم سيقودونا إليها؟
فتشت كثيرا عن ماهية الدين.. التقيت بالتشدد، لكن لم أجد المعنى الحقيقي للدين، ومشيت في الانحراف، لكني لم أعثر على معنى واضح له ولا حتى لفهمه، فاتخذت من الوسطية محركا للبحث، فعثرت على مغزى الدين بكل وضوح وابتعاد عن اللهجة المفعمة بالزهو التي ستتغير للزهد إذا ألقينا نظرة على العصور القديمة في خلال فترة نزول الأديان.. فلتجمع شتات أفكارك ونهبط إلى شبه الجزيرة حيث حقبة الإسلام.
أين نزل الإسلام؟
نزل في أبشع مناطق الأرض، أقلها ثروة من حيث الطبيعة وأكثرها فحشاً من حيث الأشخاص، لكن ما وجدنا أن أول تعاليم الإسلام هي الصلاة أو الحج أو الزكاة، لكن وجدنا أن الإسلام قد جاء في أصله لتقويم سلوك الإنسان، إذن فلنقولها إن الدين غايته تقويم الفرد وتحسين سلوكه من العشوائية والغوغاء ليرسم حياة تجمعت فيها ألوان الإنسانية، فينقل الواحد منا من البداوة للحضارة، إذا فالدين هو خطوة من خطوات التحضر ولم يكن أبدا عائقا للتقدم.. هذا هو الدين وحقيقته، لكنا ما نعاصره في وقتنا الحاضر ما هو إلا تدين فقط.
من خلال ما سردناه نجد أن هناك ديناً يقوّم الإنسان معتمداً على دواخله، وهنالك قواعد للدين وهي الصلاة والصيام وغيرهما من أركانه، ولكن ما نراه في وقتنا الحاضر إما ترك للدين وتمسك بقواعد تقودنا للتشدد، أو هجر لقواعد الدين وتمسك بمفهومه فتوصلنا في نهاية الطريق للانحراف، فهذا ما يدعى بالتدين.. فهل علمت كم نحن متدينون يا صديقي؟
لذلك كل ما لا يقبله العقل بعيداً عن الثوابت فهو من باب التخريف الذي يحيدنا إلى التحريف فيضلنا بالتمسك أو بالتفريط، وكلاهما إفراط يتبعه إجحاف يوصلنا إلى ممر العميان.
وهذا الخلاف المدوّي بين الدين والتدين أشعل فتيلة الصراع بين المادية والدين، ولكن في حقيقة الأمر أن المادية لا تصارع إلا التدين، لكن لا مفر من حسم الأمور وألا نميل في الكيل لصالح المادية أيضاً، لأنّا ما وجدنا في المادية ضالتنا، لكن نحن فقط نريد أن نقنع أنفسنا بما ليس له وجود..
إذا نظرنا للدول التي تفشت فيها المادية الجارفة وظهر هذا التيار المضاد فى تلك الآونة، سنجد الفكر النازي الإلحادي وقد تميز بالعنصرية، وهو الذي صنع الحرب العالمية الثانية وارتكب أبشع الجرائم وانتهك حقوق الإنسان مجابهة للمعتقد الشيوعي الملحد وما نشره من فساد ودمار على الجنس البشري كاف.
كل ما نحتاجه هو عودة لتمحيص وفحص القديم بأدق الإمكانيات وقدرة على استيعابه ومعرفة حقيقة تاريخنا والتحكم في واقعنا، كي نخط مستقبلنا، فليس هناك أمة تعيش بالتغني على عنفوان ماضيها، لكن هناك أمة عرفت تاريخها وأدركت واقعها فتحكمت في مستقبلها..
في الواقع أو هكذا ينقش الخيال لنا.. نحن أمة تجمعت كلها بحضرها وبدوها تحت لواء العروبة التي مرضت!.. والآن تنتظر من أبنائها أن يحضروا لها الدواء.. فهل الأمنيات باتت مستحيلات؟