02 فبراير 2016
العربي الصغير
اليهودي الصغير، أو اليهودي الكاره نفسه، مصطلح يستخدم بين اليهود للتحقير، أو للدلالة على أنه يهودي يحمل مشاعر معادية للسامية، أو مشترك في أفعالٍ بذلك. ويطلق هذا المصطلح على أي شخص يهودي يقرّر أن يعمل ضد المصلحة أو القومية اليهودية، ليكون مصيره الملاحقة والتشهير والتضييق عليه من الجماعات اليهودية المتعصبة. ولذلك، تعرض كتّاب ومفكرون يهود كثيرون للتشهير والملاحقة والعداء بتلك التهمة.
وقد ذاع صيت تلك العبارة، بعد نشر ثيودور ليزنج كتابه "كراهية الذات اليهودية"، علما أن الاتهام بكراهية الذات اليهودية استخدم من قبل بين الحركات اليهودية المختلفة في صراعها فيما بينها، حتى قبل قيام فكرة الحركة الصهيونية.
وما يعنيني، هنا، ليس الحالة اليهودية تحديداً، والتي على الرغم من الاختلاف معها، استطاعت، بنجاح، أن تدافع عن الحالة اليهودية، من خلال العمل، أولاً، على تنظيف البيت الداخلي من الأصوات الناشزة، وعدم السماح لها أن تنطلق من الداخل اليهودي، لتكون معول هدم في بناء جدار البيت اليهودي الداخلي، وهو ما يعيق ويشتت الجهود التي تقوم بها الحركة اليهودية، لتحقيق الأهداف القومية لليهود، لكي تتفرّغ بعد ذلك لإدارة معركتها مع الخارج. فهل يمكن اتهام الحالة اليهودية بأنها حالة إقصائية، تعمل على تهميش من يختلف معها في الرأي، أم إنها حالة صحية؟ وهل العرب في حاجة لمثل هذا المصطلح؟
نعم. العالم العربي أحوج ما يكون، اليوم، لتبني تلك الحالة، نظراً لانتشار ظاهرة الشعوبية الجديدة، سواء من الجيران العرب التاريخيين، أو من الاستعمار الرأسمالي المحافظ الجديد؛ حيث عملت تلك الحالة الشعوبية الجديدة على تفريخ كم هائل من العرب الكارهين أنفسهم، والمحتقرين قوميتهم، والمنخرطين في أعمالٍ ضد أمتهم.
يعيش العالم العربي حالة من عدم الاستقرار واختلال التوازن، وهي حالة تصب في مصلحة أعداء الأمة. وقد عمد بعضهم إلى تحميل مفهوم العروبة المسؤولية الكاملة عن كل كوارث الأمة في العصر الحديث، حقاً كان أو باطلاً. لكن مردّ ذلك إلى الفهم القاصر لدى تلك الفئة حول الإمكانات العظيمة، وعناصر القوة الجبارة في فكرة العروبة التي فهمها معلم البشرية، الرسول العربي الذي استطاع تحويلها إلى قوة عظيمة، شيد بها أعظم حضارات البشرية.
ثمّة بشأن مفهوم العروبة حالياً، وبسبب عدم وضوح الرؤية والإحساس بالضعف وغياب الأمل، كثيرون كارهون أنفسهم وأمتهم، من كتاب ومثقفين، وبعض من هم في مناصب قيادية، يستغلون ظروف الأمة الحالية، وما تمر به من ضعفٍ وتشتتٍ ذريعة للهدم، وغرس خناجرها المسمومة في خاصرة الأمة . وأصبحوا أدواتٍ ومطايا يستغلها أعداؤها، لإحباط أي بارقة أملٍ، تلوح في أفق نهضة الأمة، والقضاء على أي شخصية قيادية عروبية.
ولكن، لماذا لم يسأل أولئك الكارهون أنفسهم: إذا كانت العروبة فكرةً فاشلةً، ولا نصيب لها في النجاح، فلماذا يتكالب الشرق والغرب على التحالف ضدها، ومنع أي مشروع للوحدة بين أقطارها، مهما كان شكله؟
الأمم لا تحارب، ولا تحاصر، القوميات الضعيفة التي لم يكن لها دور أو إرث تاريخي. ونظراً لامتلاك العرب الإرث الحضاري، وعوامل القوة الكامنة في قوميتهم وموقعهم الجغرافي وثرواتهم الطبيعية، كان لا بد من استهداف فكرة العروبة، وتحقيرها في المجتمعات العربية، باستخدام فئة الكارهين أنفسهم من العرب، ممن يحسبون زوراً على فئة الأدباء والمفكرين والسياسيين. بينما هم أدواتٌ، في الحقيقة، يخدمون الفكر الشعوبي، سواء كان منبعه من الشرق أو الغرب. فالكل متفق على هدف واحد؛ هو عدم السماح بعودة الروح العربية إلى دورها الحضاري، ومنع أي بادرة للوحدة العربية الحقيقية التي تقام على أساس صحيح، مثلما بناها ووحّدها الرسول الكريم وصحابته. مثل هؤلاء الكارهين أنفسهم هم من حاربتهم وأقصتهم الحالة اليهودية. كم نحن في حاجةٍ، اليوم، إلى وضع تشريع لملاحقة من يثبت عليه أنه من الكارهين للعروبة والتشهير به، حتى لا يبث سموم الحقد الشعوبي، وينفثها في جسد الأمة.
وقد ذاع صيت تلك العبارة، بعد نشر ثيودور ليزنج كتابه "كراهية الذات اليهودية"، علما أن الاتهام بكراهية الذات اليهودية استخدم من قبل بين الحركات اليهودية المختلفة في صراعها فيما بينها، حتى قبل قيام فكرة الحركة الصهيونية.
وما يعنيني، هنا، ليس الحالة اليهودية تحديداً، والتي على الرغم من الاختلاف معها، استطاعت، بنجاح، أن تدافع عن الحالة اليهودية، من خلال العمل، أولاً، على تنظيف البيت الداخلي من الأصوات الناشزة، وعدم السماح لها أن تنطلق من الداخل اليهودي، لتكون معول هدم في بناء جدار البيت اليهودي الداخلي، وهو ما يعيق ويشتت الجهود التي تقوم بها الحركة اليهودية، لتحقيق الأهداف القومية لليهود، لكي تتفرّغ بعد ذلك لإدارة معركتها مع الخارج. فهل يمكن اتهام الحالة اليهودية بأنها حالة إقصائية، تعمل على تهميش من يختلف معها في الرأي، أم إنها حالة صحية؟ وهل العرب في حاجة لمثل هذا المصطلح؟
نعم. العالم العربي أحوج ما يكون، اليوم، لتبني تلك الحالة، نظراً لانتشار ظاهرة الشعوبية الجديدة، سواء من الجيران العرب التاريخيين، أو من الاستعمار الرأسمالي المحافظ الجديد؛ حيث عملت تلك الحالة الشعوبية الجديدة على تفريخ كم هائل من العرب الكارهين أنفسهم، والمحتقرين قوميتهم، والمنخرطين في أعمالٍ ضد أمتهم.
يعيش العالم العربي حالة من عدم الاستقرار واختلال التوازن، وهي حالة تصب في مصلحة أعداء الأمة. وقد عمد بعضهم إلى تحميل مفهوم العروبة المسؤولية الكاملة عن كل كوارث الأمة في العصر الحديث، حقاً كان أو باطلاً. لكن مردّ ذلك إلى الفهم القاصر لدى تلك الفئة حول الإمكانات العظيمة، وعناصر القوة الجبارة في فكرة العروبة التي فهمها معلم البشرية، الرسول العربي الذي استطاع تحويلها إلى قوة عظيمة، شيد بها أعظم حضارات البشرية.
ثمّة بشأن مفهوم العروبة حالياً، وبسبب عدم وضوح الرؤية والإحساس بالضعف وغياب الأمل، كثيرون كارهون أنفسهم وأمتهم، من كتاب ومثقفين، وبعض من هم في مناصب قيادية، يستغلون ظروف الأمة الحالية، وما تمر به من ضعفٍ وتشتتٍ ذريعة للهدم، وغرس خناجرها المسمومة في خاصرة الأمة . وأصبحوا أدواتٍ ومطايا يستغلها أعداؤها، لإحباط أي بارقة أملٍ، تلوح في أفق نهضة الأمة، والقضاء على أي شخصية قيادية عروبية.
ولكن، لماذا لم يسأل أولئك الكارهون أنفسهم: إذا كانت العروبة فكرةً فاشلةً، ولا نصيب لها في النجاح، فلماذا يتكالب الشرق والغرب على التحالف ضدها، ومنع أي مشروع للوحدة بين أقطارها، مهما كان شكله؟
الأمم لا تحارب، ولا تحاصر، القوميات الضعيفة التي لم يكن لها دور أو إرث تاريخي. ونظراً لامتلاك العرب الإرث الحضاري، وعوامل القوة الكامنة في قوميتهم وموقعهم الجغرافي وثرواتهم الطبيعية، كان لا بد من استهداف فكرة العروبة، وتحقيرها في المجتمعات العربية، باستخدام فئة الكارهين أنفسهم من العرب، ممن يحسبون زوراً على فئة الأدباء والمفكرين والسياسيين. بينما هم أدواتٌ، في الحقيقة، يخدمون الفكر الشعوبي، سواء كان منبعه من الشرق أو الغرب. فالكل متفق على هدف واحد؛ هو عدم السماح بعودة الروح العربية إلى دورها الحضاري، ومنع أي بادرة للوحدة العربية الحقيقية التي تقام على أساس صحيح، مثلما بناها ووحّدها الرسول الكريم وصحابته. مثل هؤلاء الكارهين أنفسهم هم من حاربتهم وأقصتهم الحالة اليهودية. كم نحن في حاجةٍ، اليوم، إلى وضع تشريع لملاحقة من يثبت عليه أنه من الكارهين للعروبة والتشهير به، حتى لا يبث سموم الحقد الشعوبي، وينفثها في جسد الأمة.