العراق يباشر تنفيذ "سور بغداد" الأمني ومجلس العاصمة ممتعض

03 فبراير 2016
سور بغداد الأمني يهدد بعزل سكانها اجتماعياً (فرانس برس)
+ الخط -
أعرب مجلس محافظة بغداد اليوم الأربعاء، عن امتعاضه من بدء تنفيذ سور بغداد الأمني الذي أعلنت قيادة عمليات العاصمة عنه، أول يوم أمس. وذكر المجلس في بيان له، أنه "يرفض تنفيذ المشروع، كونه يسيء للتعايش السلمي بين البغداديين".

وقال مقرر لجنة الأمن في مجلس بغداد فاضل الشويلي، إن "المشروع طرح منذ بداية الحرب على تنظيم "داعش"، بهدف فصل العاصمة عن المحافظات غير المستقرة أمنياً، لكنه توقف لصعوبة فصلها عن باقي المحافظات العراقية".

وأوضح الشويلي في تصريح صحفي، أن "قيادة عمليات بغداد، باشرت بتنفيذ المشروع دون علم مجلس المحافظة، في الوقت الذي يقف فيه الأخير ضد المشروع تماماً".

مبيناً أن "المجلس يهدف لتشجيع التعايش السلمي بين الأهالي، عبر رفع الحواجز والجدران الإسمنتية من أحياء بغداد، ما يعني أن زيادة تلك الأسوار والحواجز ستترك أثراً سلبياً في نفوس البغداديين".

وتابع المتحدث ذاته، أن "هناك العديد من البدائل عوض السور الأمني. منها تفعيل نقاط التفتيش الأمنية، ورفع قدرات الجهاز الاستخباري، كذا تطوير بوابات العاصمة وفرض رسوم على السيارات الداخلة إليها من باقي المحافظات ".

اقرأ أيضاً: نائب عراقي: نرفض محاربة المواطن تحت ستار قتال "داعش"

وسبق وأعلنت قيادة عمليات بغداد، مساء أمس الثلاثاء، عن المباشرة بتنفيذ مشروع سور بغداد الأمني، لفصلها عن "المحافظات الساخنة، وحمايتهم من تسلل العناصر المسلحة".

وذكرت القيادة في بيان لها، أن "المشروع يهدف إلى منع تسلل المشبوهين والإرهابيين إلى داخل العاصمة، ورفع قدرات الأجهزة الأمنية للسيطرة على الأوضاع، وفتح الطرق الداخلية لإشاعة الاستقرار".

مبينة أن "فرق الهندسة العسكرية الأولى والثانية والثالثة في الجيش العراقي باشرت بتنفيذ المشروع، وشرعت في حفر خندق بعرض 3 أمتار وعمق مترين، وإقامة طريق محاذ للخندق من كافة الجهات".

وأكدت أنه سيتم "رفع الكتل والحواجز الإسمنتية من داخل العاصمة لاستخدامها حول السور الأمني".

ولفتت القيادة، إلى أن "المشروع سينفذ بمشاركة عدد من القطاعات الهندسية لبعض الوزارات، فضلاً عن مساهمة مليشيات الحشد الشعبي بأمر من القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي".

وأشارت إلى أن "المشروع يتضمن نصب نقاط تفتيش مجهزة بمعدات حديثة لكشف المتفجرات عند مداخل العاصمة. وسيسهم المشروع بفتح الطرق المغلقة داخلها بعد رفع نقاط التفتيش والكتل والحواجز الإسمنتية منها".

اقرأ أيضاً: واشنطن تعتزم إرسال مروحيات قتالية تمهيداً لتحرير الموصل

ويعتبر سور بغداد الأمني مشروعاً ضخماً يمتد على مسافة 300 كيلومتر، ويمتد حول محيط العاصمة من جميع الجهات. وكان مقرراً إنشاؤه عام 2012 لكنه توقف آنذاك لأسباب مجهولة.

ويأتي هذا المشروع، بعد عامين من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على ما يقرب نصف مساحة العراق، في وقت حذر فيه محللون من محاولة تقدمه نحو العاصمة بغداد لاقتحامها.

وتتولى حماية العاصمة، بغداد أربع فرق عسكرية، وفرقتان لقوات الشرطة الاتحادية، وعدد من أفواج الطوارئ، تم تعزيزها بقوات من مليشيات "الحشد الشعبي"، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مدينة الموصل في العاشر من يونيو/حزيران 2014

واعتبر مراقبون أن مشروع سور بغداد الأمني، ينطوي على سلبيات كثيرة، رغم الإيجابيات التي ترافقه وتتمثل في رفع الحواجز داخل المدينة، والتي أرهقت المواطنين، نتيجة الاختناق المروري، وإغلاق عدد من الطرق. لكنه في ذات الوقت سيعزل أهالي العاصمة عن باقي المحافظات اجتماعياً.

للإشارة، شابت اختلالات عميقة مشاريع نصب نقاط التفتيش الأمنية حول العاصمة بغداد. وطفت ملفات فساد كبير فيها، خلال السنوات الماضية، كشفت هدر مليارات الدولارات في مشاريع وهمية مماثلة بحسب الخبراء.

اقرأ أيضاً: الأداء العسكري لـ"البشمركة" يستقطب مكونات عراقية غير كردية

المساهمون