أطلقت الحكومة العراقية عملية أمنية واسعة لتحرير محافظة صلاح الدين بعد التقدم الأخير الذي أحرزه تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، في المحافظة واقترابه من قضاء سامراء الذي يضم مراقد دينية مقدسة.
وقال مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العملية بدأتها القوات الأمنية (الجيش والشرطة) وتساندها مليشيا (الحشد الشعبي)، من ناحية يثرب، وتحديداً من الجانب الغربي من الناحية".
وأضاف أنّ "العملية أسفرت عن مقتل عدد من عناصر التنظيم بينهم القيادي أبو صادق الحشماوي"، مبيناً أنّ "التنظيم تدارك الموقف ووصلته إمدادات من المناطق القريبة من الناحية الأمر الذي صعّد من زخم المعركة ووقعت اشتباكات عنيفة في الناحية".
وأوضح المصدر أن "قضاء بلد المجاور للناحية شهد وصول المئات من عناصر الجيش و(الحشد الشعبي) وعشرات الآليات العسكرية للتقدم باتجاه يثرب تمهيداً للتقدم باتجاه سامراء، الأمر الذي تسبب بمحاصرة مئات العائلات وعدم استطاعتها النزوح من المدينة".
من جهته، استنجد الشيخ علي حسين الحشماوي، برئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، مطالباً إياه بـ"فتح منفذ لنزوح العائلات المحاصرة في ناحية يثرب".
وقال الحشماوي لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش والمليشيات أغلقوا جميع المنافذ باتجاه الدجيل وبلد، ما يهدد بكارثة إنسانية قد تحدث خلال الساعات المقبلة إذا لم يتم إنقاذ العائلات المحاصرة هناك"، مضيفاً أن "(داعش) منع عبور النساء والأطفال الهاربين من يثرب إلى الضفة الأخرى باتجاه منطقة بيشكان التابعة لناحية الضلوعية".
أما عضو مجلس محافظة صلاح الدين، محمد النيساني، فقد أكد أنّ "تقدم (داعش) باتجاه سامراء والمراقد الشيعية أفقد الحكومة والقوات الأمنية صوابها، ودفعها لتحريك قطعاتها بسرعة غير متوقعة دفاعاً عن تلك المراقد".
وأكّد النيساني لـ"العربي الجديد"، أنّ "التحرك السريع للأجهزة الأمنية قد يتسبب بكارثة إنسانية لا تقل خطراً عن سيطرة (داعش) على سامراء، بسبب حصار مئات العائلات وجعلهم متاريس بين (داعش) والأجهزة الأمنية والمليشيات، الأمر الذي قد يتسبب بكارثة إنسانية".
واستطاع تنظيم "الدولة الإسلامية" الأسبوع الماضي تحقيق تقدم في محافظة صلاح الدين، وحقق خرقاً في ناحية المعتصم التابعة لقضاء سامراء، الأمر الذي يجعل سامراء في مرمى نيرانه، مما يشكل خطراً على المدينة وعلى مراقدها المقدسة.
وكشف مصدر لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق عن بدء "داعش" إقامة سواتر ترابية في محيط مدينة تكريت ونشر المئات من مقاتليه تحسباً لـ"عملية الحسم" لتحرير صلاح الدين، وقال محافظ صلاح الدين، رائد ابراهيم، إن عملية تطهير المحافظة من سيطرة "داعش" ستنطلق قريباً من قضاء بلد لتنتهي في الشرقاط.