يلفت بيان المركز إلى أن "الثيمة الأساسية في الأعمال المعروضة هي المكان بكل تجلياته، إذ يسعى الفنانون إلى تقديم رؤية بصرية جديدة ذات صياغات معاصرة قادرة على طرح تفسيرات فلسفية وجمالية حول المكان "العراق" كوطن وتاريخ وحاضر وعلاقة الإنسان به".
يشارك كل فنان بخمسة أعمال، حيث تحتفي لوحة الفنان حيدر فاخر الحاصل على ماجستير الرسم من "جامعة طهران" باللون؛ البني والأخضر والأورق على نحو رئيسي، ضمن أسلوب تعبيري يقدّم مقاربات واقعية يبرزها توظيف الكتابات والرموز على سطح لوحته التي توحي بأنها طباعة غرافيكية لكنها جزء من تكوين العمل الأصلي، وكأن هناك عالمين متداخلين الأول يشير إلى الطبيعة وجمالياتها والثاني إلى حضور الإنسان بما تتضمنه من تأويلات فلسفية.
يذهب وسام عبد جزي خريج "أكاديمية الفنون الجميلة" في بغداد، إلى استحضار الميثولوجيا في لوحاته التي تظهر شخصيات بملامح صارمة حيث تصوّر إحداها رجلاً يمسك بثورٍ يتفلّت منه ليركبه، وثانية تمثّل شخصاً فوق بساط الريح بينما الطير تأكل من يديه، وثالثة حملت عنوان "فلسطين" وتبرز ثلاثة شخوص يرتدون ثياباً بلون الأرض وخضرتها وفوق كتف أحدهم الطير بينما يقبض الثاني على عصاه، والثالث يرفع حجراً.
أما علاء الدين محمد كاظم الحاصل على الماجستير في الفنون التشكيلية، فيلجأ إلى الفانتازيا في رسم كائنات بأجساد بشرية ووجوه حيوانية يصعدون على شجرة، أو يسيرون في فضاءات غرائبية، أو يظهرون بملامح مشوهة بما يحيل إلى اغترابهم في المكان.
من جهته، يقارب مثتى طليع خريج "أكاديمية الفنون الجميلة" في بغداد، موضوعات مختلفة عبر استعارة رموز من الأساطير القديمة في بلاد ما بين النهرين، التي تتمحور معظمها حول النهر والمرأة والثور المجنح والسمكة، وفيها يختط الواعي بالعجائبي.