العراق: عبدالمهدي يشكّل حكومته من تكنوقراط ونواب يشكون إقصاءهم

وأكد مصدر سياسي مقرّب من حوارات عبد المهدي مع الكتل السياسية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، أنّ رئيس الوزراء المكلف "كان حريصاً خلال حواراته على تولّي المرشحين الكفؤين لوزارات حكومته"، مضيفاً أنّ "عبد المهدي ركّز على مسألة وجود تكنوقراط ومستقلين في كابينته".

وأوضح أنّ "رئيس الوزراء المكلف تعرّض لضغوط كبيرة، لا سيما من قبل القوى السنية، من أجل إقناعه باستيزار نواب حاليين ووزراء سابقين"، مؤكداً أنّ "عبد المهدي رفض جميع هذه الضغوط، وقرّر المضي بالتشكيلة الحكومية التي يقتنع بها".

وبحسب المصدر، فإنّ الحكومة الجديدة لن تكون مقتصرة على النواب، كما في الحكومات السابقة، مشيراً إلى أنّ "بعض الكتل السياسية الكبيرة اعتبرت هذا الأمر إقصاء لنوابها الفائزين بأصوات الشعب".

وتابع "إلا أنّ عبدالمهدي يتعامل مع هذا الأمر بحذر وسرية تامة، إلى أن يحين موعد الإعلان عن حكومته الأسبوع الحالي".

مقابل ذلك، اعترض عضو البرلمان العراقي عن المكوّن "السني" قتيبة الجبوري، على الأحاديث التي تروّج لإقصاء النواب عن المشاركة في حكومة عبد المهدي.

وعبّر الجبوري، في بيان، عن استغرابه من "قيام بعض الساسة بالتكلّم بدلاً عن المرجعية الدينية في النجف المتمثلة برجل الدين العراقي علي السيستاني، والادعاء بأنّه يرفض ترشيح النواب لتولّي الحقائب الوزارية، مضيفاً أنّ "المرجعية الرشيدة كانت ولا تزال صمام الأمان للعملية السياسية، ويعود لها الفضل في توجيه مسار البلاد نحو الأفضل".

وانتقد الجبوري بعض السياسيين الذين اتهمهم بـ"إيصال معلومات غير صحيحة إلى وسائل الإعلام حول حق النواب بتولّي الوزارات"، مشدداً على أنّ "الحديث عن رفض من قبل المرجعية لا أساس له من الصحة، لأنّها لم تبين موقفها من ذلك، وبالتالي نستغرب من قيام هؤلاء باستخدام اسم المرجعية في تصريحات تهدف لتحقيق مآرب شخصية ضيقة"، بحسب البيان.

واعتبر أنّ "التمادي في مثل هذه الأمور يتسبب في حرفها عن مسارها الصحيح، وإثارة جدل نحن في غنى عنه اليوم".

يُشار إلى أنّ وسائل إعلام محلية كانت قد قالت، خلال الأيام الماضية، إنّ نواباً سيتولّون مناصب في حكومة عبد المهدي المرتقبة، غير أنّ المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء المكلف، سارع إلى إصدار بيان، أمس الأحد، نفى فيه جميع الأنباء التي تحدّثت عن تشكيل الحكومة، مبيّناً أنّ الأنباء التي تم تداولها على منصات إعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي، "غير صحيحة".