العراق: رفع عديد القوات الأميركية تمهيداً لمعركة الأنبار

30 سبتمبر 2015
متطوعون عراقيون إلى جانب الجيش قرب الأنبار(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
بالتزامن مع انتهاء الحكومة العراقية وقوات التحالف الدولي من وضع اللمسات الأخيرة على خطة عسكرية، وصفت بـ"المعدّلة" عن سابقاتها لاستعادة مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار من قبضة تنظيم "داعش"، تؤكد مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد" وصول 98 عسكرياً أميركياً جدداً الى قاعدة عين الأسد الجوية غرب الأنبار. وبذلك يصبح عديد القوات الإجمالي نحو ألف جندي ومستشار ومدرب أميركي يتواجدون في قاعدة التقدم بالحبانية وقاعدة عين الأسد في بلدة البغدادي 90 كيلومتراً غرب الرمادي.
ويوضح مصدر عسكري رفيع في وزارة الدفاع العراقية لـ"العربي الجديد"، أن قادة عسكريين عراقيين، بمشاركة ضباط أميركيين، انتهوا من وضع اللمسات الأخيرة على خطة عسكرية معدّلة لاستئناف العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" داخل الرمادي بغية طرده منها" بعد سيطرته عليها، قبل أشهر عدة، وفشل الخطة السابقة في إنهاء تواجده في المدينة.

اقرأ أيضاً خطة أميركية لتحرير الرمادي: تعزيز دور العشائر واستثناء الحشد

ويشير المصدر، وهو ضابط برتبة عقيد في الجيش، إلى أنّ "الهجوم يفترض أن يكون برياً وجوياً، وبشكل متزامن، على محاور المدينة الأربعة، وهناك تفاؤل كبير بتحرير المدينة"، مؤكداً أنّ "الاستعدادات باتت جاهزة ونحتاج الى أوامر الهجوم".
ووفقاً للمصدر، فإنّ "الهجوم المرتقب من مسؤولية الجيش العراقي ومقاتلي العشائر، وبدعم مدفعي وصاروخي وجوي أميركي، من دون مشاركة من الأميركيين على الأرض". وكان رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، قد أعلن، في بيان يوم الاثنين الماضي، عمّا قال إنه "استكمال التحضير لتحرير الرمادي".
وأوضح الكرحوت أنّه "من المؤمل أن تنطلق العملية العسكرية قريباً من محاور عدة". وأشار إلى أن "أكثر من 25 ألف جندي في الجيش العراقي و5 آلاف مقاتل من أبناء العشائر، فضلاً عن قوات الشرطة المحلية والاتحادية الذين يفترض أن يشاركوا جميعهم في عمليات التحرير ومسك الأرض بعد التحرير". ولم يشر الكرحوت إلى مشاركة مليشيات الحشد الشعبي. وكانت مصادر عراقية قد أكدت لـ"العربي الجديد"، قبل أكثر من أسبوعين أن الخطة الأميركية لتحرير المحافظة تستثني مليشيات الحشد.
كما أوضح الكرحوت أنّ "عملية تحرير الرمادي يفترض أن يرافقها غطاء جوي مكثف لطيران التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي، بهدف دعم القوات الأمنية على الأرض وقصف واستهداف تجمعات داعش داخل الرمادي ومحيطها".
من جهته، يؤكد القائد الميداني لقوات العشائر في المحور الشرقي للأنبار، مجيد العيساوي، أن العشائر تسلمت، فجر السبت الماضي، أسلحة ومعدات متوسطة وخفيفة من الجانب الأميركي. ويلفت إلى أنّ "تحرير الرمادي يؤدي إلى عزل داعش في محافظة الأنبار، إذ يقطع الطريق بين الفلوجة وغربها"، مضيفاً "المعركة يتخللها تقديم تضحيات، لكن ما نحصل عليه، من هذه المعركة، غالٍ جداً".
وتعول القوات الأميركية والحكومة العراقية على مقاتلي العشائر، الذين وصفهم عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، محمد الجاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنهم "الحصان الأسود الذي يعد نجاحه في هذه المعركة دليلاً على صحة الاستراتيجية الأميركية، ويفضي إلى منحه المزيد من الاهتمام والمكانة على الساحة المحلية والدولية، أيضاً، كقوة معتمدة في الحرب على الإرهاب"، على حد قوله.
في غضون ذلك، يؤكد سكان محليون في الأنبار لـ"العربي الجديد" أن تنظيم "داعش"، باشر، منذ فجر الثلاثاء، عمليات تحصين واسعة حول محيط المدينة، إذ شوهدت آليات حفر ترفع سواتر ترابية حول الرمادي. ويشير السكان إلى أنّ "المئات من مقاتلي التنظيم، بينهم جنسيات آسيوية وعربية، استنفروا في محيط الرمادي وفخخوا الكثير من المباني والأرصفة، فضلاً عن أعمدة الإنارة، فيما عززت حقول الألغام حول المدينة". كما يخشى السكان من أن يؤدي "منع تنظيم داعش لهم من الخروج يعرضهم للقتل في القصف الجوي أو خلال تبادل إطلاق النار" عند بدء العملية العسكرية.

اقرأ أيضاً: التعزيزات الأميركية في الأنبار تربك صفوف "داعش"
المساهمون