العراق: دعاية انتخابية بـ80 مليون دولار كفيلة بإنهاء معاناة النازحين

كركوك

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
08 مايو 2018
F4497A3A-B7B0-4CBB-A65A-5AECCB98023F
+ الخط -
كشفت منظمة محلية عراقية معنية بمراقبة الانتخابات، أن حوالي 80 مليون دولار أنفقت لغاية الآن على الدعايات والإعلانات والصور والاحتفالات الانتخابية بالبلاد في أقل من شهر واحد، وهو مبلغ كافٍ لإنهاء معاناة النازحين بالعراق على الأقل لثلاثة أشهر كاملة وكذلك علاج الآلاف منهم.

وفي السياق، قال الدكتور أوس الربيعي، رئيس منظمة بغداد المدنية، إحدى المنظمات المحلية العراقية التي تم التعاقد معها لمراقبة الانتخابات بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، إنّ "إجمالي نفقات الأحزاب والكتل السياسية على الحملات الانتخابية خلال شهر واحد تجاوز الــ 100 مليار دينار عراقي نحو (ثمانين مليون دولار) حتى الآن، وهو رقم كافٍ لإنهاء معاناة النازحين بالعراق على الأقل لثلاثة أشهر كاملة وكذلك علاج الآلاف منهم، بمن فيهم نحو أكثر من 10 آلاف جريح من الذين سقطوا جراء الحرب وزراعة أطراف صناعية لأكثر من 5 آلاف يحتاجون لها، وكذلك إغاثة 80 مخيماً لا يقل عدد النازحين في كل واحد منها عن 3 آلاف.

وبيّن لـ "العربي الجديد"، أنّ "المرشحين زاروا المخيمات مع أكياس عدس وأرز وبعض البطانيات وقدموا لهم وعودا لا يستطيع رئيس الوزراء نفسه تنفيذها، مثل إعادتهم لمدنهم وبناء منازلهم". ووصف الربيعي هذا التصرف بغير الأخلاقي، لما يتضمنه من استغلال لوجع النازحين ومعاناتهم.

وجع أثقل كاهل "أمّ نجم"، النازحة في مخيم تازة قرب كركوك، التي عاتبت المرشحين المتبارين في الظفر بمقعد برلماني، قائلة: "لو تمّ صرف هذه الأموال الطائلة التي سخرت للحملات الانتخابية من ملصقات عجت بها شوارع العراق عامة وبرامج تلفزيونية لكانت كفيلة برفع الحيف عن الكثير من النازحين والمرضى المقيمين داخل المخيمات إلى اليوم، ومساعدتهم في العودة إلى ديارهم".

وبينت لـ"العربي الجديد"، إنّ مبلغا بسيطا من الأموال التي تصرف على صور المرشحين في الشوارع بوسعه المساهمة في علاج ابنها.

وأضافت "بعد أن نجونا بقدرة الله من الحرب وهجمات "داعش" ونزحنا من قضاء الحويجة إلى مركز محافظة كركوك أقمنا في مخيم تازة، والحمد لله تم بناء هذه الغرف البسيطة، لكن إصابة ابني نجم أثناء هروبنا وإعاقته نغصت فرحة هروبنا، فقد أصيب بشلل بعد سقوط قذيفة بقربه".

أما إبراهيم أحمد الجبوري (25 عاماً) نازح في مخيم جنوب كركوك فقد أكد، أنّ "هناك العشرات من الحالات الحرجة في مخيمهم (تازة)، وأغلبها كانت جراء المعارك التي دارت قبل النزوح وأثناءه".

وأضاف لـ"العربي الجديد" "ناشدنا الكثير من المسؤولين ولم نر أي اهتمام، ولهذا قمنا بإغلاق أبوابنا عن استقبالهم هم وممثليهم أثناء الترويج لحملاتهم الانتخابية التي يطلقون فيها أكاذيبهم ووعودهم الوردية للنازحين دون أن يتحقق منها شيء على أرض الواقع".


يذكر أن مخيماً للنازحين العراقيين يقع جنوب غرب مدينة الفلوجة، شهد السبت الماضي، طرد أحد المرشحين البارزين بعد وصوله هناك للترويج لحملته الانتخابية، حاملا مواد غذائية عبارة عن معلبات رخيصة ومواد تنظيف وصابون، وفقا لمصادر محلية عراقية في المنطقة.

ذات صلة

الصورة
محمد حبوب.. إعاقة ونزوح بسبب الحرب السورية (عامر السيد علي)

مجتمع

خلفت الحرب السورية مآسي مروعة بكل تفاصيلها، طاولت مدنا وبلدات وعائلات بأكملها، وشكلت تلك المآسي انقلابا في حياة الكثير من السوريين
الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
معاناة قاطني الخيام شمال غرب سورية (عامر السيد علي)

مجتمع

منخفض جوي جديد يضرب مناطق سيطرة المعارضة السورية، يترافق مع هطولات مطرية غزيرة وهطولات ثلجية تفاقم معاناة مخيمات الشمال السوري.
الصورة
معاناة النازحين في مخيمات الشكال السوري مستمرة (عامر السيد علي/العربي الجديد)

مجتمع

تتواصل معاناة النازحين في مخيمات الشمال السوري، في ظل ندرة المساعدات الإنسانية وحاجتهم خلال فصل الشتاء إلى البحث عن التدفئة، فضلاً عن الأمطار التي تغرق الخيم.