العراق: حملات تمزيق الصور الانتخابية تستثني المالكي وحلفاءه

14 ابريل 2014
عمليات التخريب تجري تحت أنظار الأمن (صباح عرار، getty)
+ الخط -

تتسارع حمى التنافس بين المرشحين للانتخابات البرلمانية العراقية، المقررة في نهاية هذا الشهر. ووصلت وتيرة التنافس، خلال الساعات الـ 24 الماضية، حدّ تمزيق الصور والشعارات التي يرفعها المرشحون.

واستيقظ سكان بغداد، اليوم الاثنين، على الآلاف من الاعلانات الانتخابية الممزَّقة، والتي تعود إلى مرشحين بارزين معارضين لرئيس الحكومة نوري المالكي، ينتمون الى التيار الصدري، وكتلة المواطن، وكتلة متحدون، والحزب الشيوعي العراقي. في الوقت نفسه، لم تـُمس دعايات انتخابية تعود إلى المالكي وأعضاء كتلته، "إئتلاف دولة القانون"، في هذه العمليات التخريبية.

وقال عضو منظمة "عين" لمراقبة الانتخابات العراقية، ساري عبد الرزاق، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "آلاف الصور مُزِّقت بعمل تخريبي منظَّم، غضّت قوات الامن العراقية الطرف عنه، في الوقت نفسه لا يطال ذلك صور المالكي أو صور أعضاء حزبه المرشحين للانتخابات".

وأشار عبد الرزاق الى أنه في حال استعصى تنفيذ عمليات حرق وتمزيق ضد هذه الدعايات الانتخابية، يلجأ هؤلاء الى رشها بالطلاء، من دون أي رد فعل من قبل عناصر قوات الامن، المكلفة أصلاً بحمايتها. وأضاف أن "هذه الحملات التخريبية انطلقت من بغداد، أمس الأحد، ثم انتشرت في مدن عراقية أخرى".

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، إن عمليات تمزيق الدعايات الانتخابية تُنفذها "عناصر مخربة في ساعات الليل". وأضاف أن هناك تنسيقاً بين الوزارة ومفوضية الانتخابات لرصد حالات العبث، وحذر من أن "الوزارة ستعاقب المتورطين".

في المقابل، أشار المرشح أحمد عبد الرزاق، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "إعلانه الإنتخابي الرئيسي في بغداد طاله التمزيق، في الوقت نفسه لم تُمَسّ إعلانات مجاورة لرئيس الحكومة وأعضاء حزبه".

واتهم عبد الرزاق قوات الأمن العراقية المرتبطة بمكتب رئيس الوزراء بالوقوف وراء عمليات التخريب، بدليل أن التخريب يرتكب ليلاً أثناء حظر التجوال، أي من الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، ولغاية الساعة السادسة صباحاً.

أما المرشح عن الحزب الديمقراطي العراقي، سنان الخالدي، فيلفت إلى أن المالكي "يستغل المال العام، بما فيه المؤسسات الحكومية والأمنية، لصالح حملته الإنتخابية". واعتبر أنّ "حتى شاشات العرض الالكترونية في بغداد صارت حكراً على المالكي، ولا تسمح أمانة بغداد بعرض صورنا عليها، وهذا ما دفع مرشحين آخرين إلى اللجوء إلى صفحات التواصل الاجتماعي لنشر الترويج لحملاتهم الانتخابية".

ويرى المحلل السياسي، أحمد الصالحي، أنّ معركة تمزيق الدعايات الانتخابية في العراق، قبل أيام قليلة من انطلاق الانتخابات، تؤشر إلى أهمية هذه الانتخابات.

ولفت الصالحي الى أن هناك بعض عمليات التمزيق ينفذها مواطنون حانقون على مرشحين مشاركين في العملية السياسية الحالية بسبب إخفاقاتهم المتكررة.