كشفت مصادر سياسية عراقية ببغداد اليوم الاثنين، أن ثلاثة وزراء وضعوا استقالاتهم تحت تصرف رئيس الحكومة حيدر العبادي كبادرة لتفكيك مشكلة التعديل الحكومي المرتقب الذي أطلقه رئيس الوزراء وتعارضه بعض الكتل السياسية داخل التحالف الوطني الحاكم للبلاد.
ووفقا لمصادر داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد فإن وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي، ووزير النقل باقر صولاغ، ووزير الشباب عبد الحسين عبطان، وضعوا استقالاتهم تحت تصرف رئيس الوزراء وقدموها مكتوبة ليكون العبادي قادرا على الإعلان عن قبولها وإجراء التغيير الوزاري في أي وقت.
وبحسب قيادي بارز في التحالف طلب عدم الكشف عن اسمه فإن وزراء الشباب والنقل والنفط قدما استقالاتهم صباح الاثنين وضمنا فيها تأييدهم الإصلاحات حتى إن كانت على حساب مناصبهم.
وينتمي الوزراء الثلاثة إلى كتلة المواطن التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى ما يعد موافقة مطلقة على تعديلات العبادي المرتقبة بحكومته التي من المرجح أن تقتصر على 15 وزارة فقط من أصل 28 وزارة، بعد دمج وزارات وإلغاء أخرى وتسمية وزراء "تكنوقراط" من ذوي الاختصاص، وفقا لبيان العبادي الذي شدد على أنهم سيكونون خارج إطار التقسيم الطائفي.
وبهذه الخطوة، يكون عدد الوزراء الذين قدموا استقالاتهم أربعة بعد قرار مشابه لوزير التعليم العالي حسين الشهرستاني الذي أصدر بياناً الأسبوع الماضي، أكد فيه وضع استقالته تحت تصرف رئيس الحكومة.
وعزا رئيس الحكومة حيدر العبادي في كلمه له، أول من أمس السبت، تأخره في تقديم ورقة التعديل الجديدة للحكومة إلى رفض وتحفظ بعض الكتل السياسية، مطالبا البرلمان بدعمه في خطواته الإصلاحية للعبور بالبلاد من الأزمة المالية الحالية فضلا عن الأمنية.
وأعربت الكتل السياسية الكردية والسنية تأييدها لخطوات العبادي الإصلاحية في حكومته، فيما تحفظت كتل أخرى عليها من داخل التحالف الوطني أبرزها كتلة نوري المالكي وحزب الفضيلة وبدر، إذ تطالب بأن يكون التغيير جذريا من خلال تغيير رئيس الوزراء نفسه، وليس الوزراء فحسب.
وبوضع الوزراء الجدد استقالاتهم تحت تصرف رئيس الحكومة، تكون الطريق أكثر سهولة أمام الأخير في الإعلان عن حكومته الجديدة التي يعول عليها في مواجهة الأزمات الأمنية والسياسية والمالية التي تعصف بالعراق.
اقرأ أيضا: العراق: مطالبات مسيحية بتمثيل مناسب في حكومة العبادي الجديدة