تشهد محافظة كركوك (شمال العراق) توتراً سياسياً وشعبياً ملحوظا منذ عدة أيام، بسبب الخلافات بين الأكراد والتركمان، بشأن استفتاء الانفصال الذي ينوي إقليم كردستان العراق إجراءه في الخامس والعشرين من سبتمبر/ أيلول المقبل.
ونشر رافضون تركمان للاستفتاء مئات اللافتات المنددة بالمحاولات الكردية للانفصال عن العراق في مناطق متفرقة من كركوك، بحسب الناشط المدني التركماني عماد أصلان، الذي قال لـ"العربي الجديد" إن اللافتات رفضت شمول كركوك بالاستفتاء، كون المدينة تضم خليطا من المكونات العراقية، كالتركمان والعرب والأكراد والمسيحيين.
وأضاف أصلان أن "اللافتات والشعارات قد تتحول إلى احتجاجات، في حال أصرت الحكومة المحلية في كركوك، على المشاركة في استفتاء إقليم كردستان المقرر إجراؤه في سبتمبر/ أيلول المقبل"، مشيراً إلى وجود حراك تركماني لتدويل الأزمة في حال تشبث الأكراد بالاستفتاء.
وانتقد أصلان قيام قوة من "البشمركة" الكردية بإزالة عدد كبير من اللافتات المنددة بالاستفتاء من الشوارع والأرصفة، موضحاً أن القوة لوحت بعقوبات صارمة بحق كل من يعيد تعليق مثل هذه اللافتات.
إلى ذلك، رفضت الجبهة التركمانية العراقية، اليوم الجمعة، قيام مجموعات كردية بتمزيق اللافتات المناهضة لاستفتاء إقليم كردستان، معتبرة ذلك "اعتداء على حرية الرأي والتعبير".
وأشارت الجبهة إلى أن "مثل هذه الأعمال تعكس حالة الفوضى التي تعيشها كركوك هذه الأيام"، موضحةً في بيان، أن "استقدام قوة عسكرية من إقليم كردستان لتمزيق اللافتات المعارضة للاستفتاء التي وضعها التركمان يمثل أسلوبا ًغير حضاري، واعتداء على حرية الرأي والتعبير، ويعكس مدى حالة الفوضى التي تعيشها كركوك".
وأضافت أن "الجبهة التركمانية تعلن رفضها لتقسيم العراق والتجاوزات على الحقوق الديمقراطية"، مبينة أنها أعلنت، في أكثر من مناسبة، رفضها لإقامة استفتاء إقليم كردستان في كركوك، وأكدت تمسكها بوحدة الأراضي العراقية، ورفضها إلحاق المحافظة بالإقليم.
وقال محافظ كركوك، نجم الدين كريم، أمس الخميس، إن محافظته ستشمل باستفتاء إقليم كردستان، موضحا أن "كركوك جزء من الأراضي الكردية من الناحية التاريخية".
كذلك، أعلنت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان، في وقت سابق، عن افتتاح مكاتب للمفوضية في "المناطق الكردية" خارج إدارة إقليم كردستان، مؤكدة أن المكاتب فتحت في محافظتي كركوك والموصل، من أجل تهيئة مناطق في المحافظتين في استفتاء الانفصال.