العراق: توتر بين البشمركة ومليشيات "الحشد" في الموصل

27 يناير 2017
البشمركة هددت بالرد على قصف "الحشد" لمواقعها(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -



بعد ساعاتٍ قليلة من قصف مليشيات "الحشد الشعبي" لمواقع تابعة لقوات البشمركة الكردية في مدينة سنجار، غرب الموصل، وتهديد الأخيرة بالرد في حال تكرار القصف، قالت منظمة البرزاني الإنسانية إن "الحشد" قطعت الطريق على إحدى قوافلها المشتركة مع الأمم المتحدة، ومنعتها من العبور إلى الموصل.

وقال مسؤولون أكراد في إقليم كردستان العراق إن مليشيات "الحشد" صعّدت من أعمالها العدائية ضد البشمركة في الفترة الأخيرة، مهددة باتخاذ خطوات مماثلة في حال تكرار تلك الأعمال.

وقصفت المليشيات، ليلة أمس، مواقع عسكرية تابعة للبشمركة بالصواريخ، أسفرت عن خسائر مادية، دون وقوع إصابات في صفوف أفراد القوات الكردية المتواجدة في المنطقة.

وأوضح ضابط كردي رفيع، لـ"العربي الجديد"، أن "المليشيات تريد السيطرة على المنطقة لتقاسم النفوذ مع مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" وتشكيل تهديد على تركيا"، مبيناً أن "التعليمات هي مواجهة أي قوة تحاول الدخول للمنطقة"، في إشارة إلى سنجار الواقعة على بعد نحو 100 كم غرب الموصل قرب الحدود الدولية مع سورية وتركيا.


في السياق، ذكر نائب رئيس مؤسسة البرزاني الخيرية، موسى أحمد، أن "مليشيات "الحشد" منعت العاملين في المؤسسة من إيصال المساعدات إلى النازحين المتواجدين في الموصل"، مؤكداً، في بيان صحافي، أن "عدداً من مسلحي "الحشد الشعبي" منعوا فريقاً مشتركاً من مؤسسة البرزاني وصندوق الأمم المتحدة للطفولة من الوصول إلى المتضررين في المنطقة".

وعلقت مليشيا "الحشد" على قصف عناصرها لمواقع البشمركة ببيان للمتحدث باسم المليشيا، أحمد الأسدي، اليوم الجمعة، قال فيه إنه "تم تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات القصف الذي تعرضت له مواقع لقوات "البشمركة" الكردية شرق بلدة سنجار"، مشيراً إلى أن "اللجنة التي شكلت ستعمل على معرفة ملابسات ما جرى ومنع تكراره"

من جانبه، قال رضا أحمد، وهو أحد قادة مليشيا "الحشد الشعبي"، إن "أوامر وصلتهم من مراجعهم، مساء الأربعاء، للانتقال إلى بعشيقة شرقي الموصل، ووصلنا إليها ونتمركز فيها حالياً، بهدف حماية المنطقة"، وفقاً لزعمه.

وأضاف، في تصريح صحافي: "بعشيقة هي أرض عراقية، وبإمكان الجميع الاستقرار فيها، وعلى الجميع الدفاع عنها، ومن يريد خلق المشاكل ستتصدى (الحشد الشعبي) له"، في إشارة لقوات البشمركة المتواجدة بالمنطقة.

وأشار رضا أحمد إلى أن "القوة التي وصلت إلى بعشيقة من "الحشد" معززة بكافة الأسلحة والمعدات التي تحتاجها، وعددها 2000 مقاتل، وتلقينا أوامر بإقامة قواعد لنا في المنطقة، لكن لم نتلق تعليمات بالتحرك باتجاه آخر، ولن ننسحب من المنطقة".


في المقابل، قال مسؤول الإعلام بوزارة البشمركة، ومسؤول خلية الإعلام الحربي المشتركة بين البشمركة والجيش العراقي، العميد هلكورد حكمت، إن "القوة التابعة للحشد الشعبي التي وصلت إلى المنطقة تهدف لتخريب وإنهاء الاتفاق الموجود بين الجيش العراقي والبشمركة والتحالف الدولي المناهض للإرهاب، والذي تحقق قبل بدء عملية تحرير الموصل".

وأضاف حكمت، في تصريح صحافي: "استقدام قوة (الحشد الشعبي) إلى بعشيقة خرق للاتفاقيات الموقعة. هناك بعض المسؤولين في (الحشد) قاموا بذلك، وبالتأكيد لن يكون لهذه الخطوة نتائج جيدة"، متمنياً "ألا تقع مشاكل، لأن وجود تلك القوة أمر خطير. على الحكومة العراقية قطع الطريق على أولئك المسؤولين في (الحشد الشعبي)، لأن لديهم أهدافاً خاصة من وراء الدفع بقوات إلى منطقة حررتها قوات البشمركة".

وأضاف: "هناك مسؤولون في (الحشد الشعبي) يعملون على خلق المشاكل بين البشمركة والجيش العراقي و(الحشد)، لذا نأمل أن يقطع الطريق عليهم، لأن البشمركة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي خرق يحصل".

واختتم مسؤول الإعلام بوزارة البشمركة، العميد هلكورد حكمت، بقوله: "سيكون لنا في وزارة البشمركة موقف رسمي إزاء استقدام قوة "الحشد" إلى بعشيقة، لأن ذلك تم برغبة بعض الأشخاص في وقت يجب أن تلتزم كافة القوات العراقية والتحالف الدولي المناهض لـ"داعش" بالاتفاقات الموجودة، والتي توصلوا إليها قبل بدء معركة الموصل".