العراق: تقدم في مفاوضات إقناع كتل سنية وكردية بدعم العبادي لولاية ثانية

26 اغسطس 2018
تتواصل محاولات تشكيل الكتلة الكبرى في العراق(ليدوفيش مارن/فرانس برس)
+ الخط -
كشف مسؤولون عراقيون، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، عن إحراز المبعوث الأميركي في العراق، بريت ماكغورك، تقدماً في المفاوضات الجارية بمدينة أربيل والعاصمة الأردنية عمّان منذ أيام لإقناع عدد من الكتل السنية والكردية بالدخول في تحالف داعم لرئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي للظفر بولاية ثانية.

ويطمح العبادي إلى ولاية جديدة وسط استمرار التحركات الإيرانية في بغداد لإقناع كتل وقوائم داخل "تحالف النصر"، الذي يتزعمه العبادي للانسحاب منه والانضمام إلى معسكر المالكي ـ العامري المدعوم من طهران.

وقال مسؤول حكومي لـ"العربي الجديد" إن هناك بوادر إيجابية كبيرة لتخلي بعض الكتل العربية السنية عن تقاربها الأخير مع معسكر المالكي ـ العامري، مؤكداً أن الشروط والمطالب التي وضعتها تلك الكتل وتعهد الفريق الآخر بتلبيتها صار من الممكن أن تنفذ من قبل "تحالف سائرون النصر"، بزعامة العبادي ومقتدى الصدر بعيداً عن أي ابتزاز.

ولفت إلى أن الحزب الإسلامي العراقي (الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين بالعراق) أرسل إشارات إيجابية بشأن قبول ولاية ثانية للعبادي وكذلك كتل سنية مختلفة، بالإضافة إلى الكتل الكردية، في حين ما زال التفاوض جارياً مع كتل أخرى.

وأوضح أن "للتيار الصدري تحفظاً على اسم خميس الخنجر (رجل أعمال) والتحالف معه وهذه مشكلة أخرى طفت للسطح في مفاوضات اليومين الماضيين، ما يجعل كتلاً سنية مدعومة من الخنجر تبتعد عن معسكر العبادي ـ الصدر".

من جانبه، قال عضو التحالف الكردستاني، محمد شنكالي لـ"العربي الجديد"، إن "الكتل العربية السنية والتحالف الكردستاني متفقون على موضوع الضامن قبل أي توقيع على تحالف لمنع الوقوع في خدعة ثانية، كما حصل مع مفاوضات تشكيل حكومات سابقة".

وأضاف: "حالياً، ومع نتائج الكتل المتوسطة التي أفرزتها الانتخابات، صار من السهل الإيقاع بأي حكومة تنكث بالعهد، لكن رغم ذلك هناك حقوق وجب ضمان تحققها بالسنوات المقبلة"، لافتاً إلى أن "الوسيط الأميركي عقد سلسلة اجتماعات نتج عنها تقدم كبير لكنه ليس نهائياً".

في الأثناء، قال نائب رئيس تحالف "سائرون" ناظم العبادي، اليوم الأحد، إن هناك تقدماً واضحاً في المشاورات مع الكتل الكردية والسنية، للانضمام إلى تحالف تشكيل الكتلة الكبرى، وقد تعلن الكتلة الكبرى خلال ساعات من الآن.

وقال العبادي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عراقية إن "النقاشات والتفاهمات وصلت إلى مراحل متقدمة مع جميع الكتل الفائزة".

وتابع: "أتوقّع أن يلتحق أفراد من دولة القانون (بزعامة نوري المالكي) بتحالف سائرون، كما أتوقع أنه سيلتحق بعض الأخوة من تحالف الفتح"، مبيناً أن "القسم الأكبر من تحالف المحور الوطني سيلتحق بنا باستثناء خميس الخنجر، لوجود تحفظات بسبب مواقفه السياسية السابقة".

وختم بالقول: "بناءً على المعطيات الحالية لليوم الأحد فقد يكون الإعلان عن الكتلة الكبرى خلال الساعات المقبلة".

من جانبه، قال عضو "تحالف الفتح"، مؤيد الجوراني لـ"العربي الجديد"، إن "دولة القانون وتحالف الفتح يكثفان من مشاوراتهما مع الكتل السياسية الأخرى ولن ندخل في حرب مع الجانب الثاني فيمن سيعلن تحالفه الأكبر أولاً".

وأضاف: "لدينا ورقة عمل قدمت ولدى الكتل الأخرى مطالب وشروط ونتفاوض معها، وهذا أساس الوصول لعملية سياسية مستقرة وحكومة قوية بلا مشاكل مستقبلاً، إذ سيعرف الجميع ما له وما عليه"، وفقاً لقوله.

وتحدث برلماني سابق مقرب من زعيم "ائتلاف دولة القانون"، نوري المالكي، لـ"العربي الجديد"، عن جهود مستمرة وبرعاية شخصيات إيرانية بارزة لم يسمها لإقناع أطراف داخل تحالف النصر باللحاق بمعسكر المالكي ـ العامري.

وأوضح أن زعيم كتلة عطاء، فالح الفياض، وزعيم حزب الفضيلة، عبد الحسين الموسوي، الموجودين حتى الآن مع تحالف النصر بزعامة العبادي أبرز من يتم التباحث معهم، ووفقاً لعروض تتضمن منحهم مناصب بالحكومة الجديدة، معتبراً أن الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستحدد الطرف الأقوى في السباق الحالي نحو الحكومة العراقية الجديدة.

وفي السياق، قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم إن دعوة البرلمان الجديد للانعقاد ستتم وفقاً للدستور والقوانين النافذة.

وذكر معصوم، في بيان، صباح اليوم الأحد، على هامش اجتماع مغلق عقد مع السفير الأميركي لدى العراق، دوغلاس سيليمان، جرى خلاله بحث التطورات السياسية بالبلاد، أن دعوة الرئاسة للبرلمان المنتخب للانعقاد ستتم وفقاً للدستور والقوانين النافذة.



ونقل البيان عن السفير الأميركي تأكيده "دعم بلاده لاستقرار العراق والاستمرار في تقديم المساعدات الضرورية له في إطار الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين".