يأتي ذلك في وقت يقترب العراق فيه من انتهاء المهلة الدستورية لتكليف مرشح لرئاسة الحكومة خلفاً لرئيسها المستقيل عادل عبد المهدي، بينما رفض المتظاهرون مرشحي الأحزاب التي تجري تفاهمات سياسية خلف الكواليس لتمرير أحدهم، وفقاً لأجندات سياسية.
وتصاعدت أعداد المتظاهرين بشكل ملحوظ منذ مساء الأمس السبت، الذي شهد احتجاجات واسعة في عموم المحافظات، فيما يستمر توافد المئات منذ صباح اليوم الأحد نحو تلك الساحات، في حراك يؤشر إلى تصعيد كبير في التظاهرات.
ووفقاً لشهود عيان، فإن "تعزيزات أمنية كبيرة وصلت بعد منتصف ليلة أمس إلى ساحات التظاهر في بغداد". وقال الشهود لـ"العربي الجديد"، إنه "مع تزايد أعداد المتظاهرين وتصعيد التظاهرات الرافضة لترشيح محمد شياع السوداني أو أي مرشح تابع للأحزاب، دفعت الأجهزة الأمنية بتعزيزات إضافية انتشرت على الجسور، وفي محيط ساحات التظاهر والطرق القريبة منها".
من جهته، أكد الناشط المدني، سنان الفايز، لـ"العربي الجديد"، أن "تظاهرات الأمس شهدت إطلاق قنبال الغاز من قبل الأمن في ساحة الوثبة وقرب جسر الأحرار، وتم تسجيل حالات اختناق جديدة بين المتظاهرين"، مبيناً أن "هناك تصعيداً أمنياً يرافق العد التنازلي لتقديم مرشح لمنصب رئيس الحكومة، الأمر الذي يؤشر إلى خطورة الموقف، وهذا مؤشر على نية لموجة قمع جديدة قد يقدم عليها الأمن لمواجهة الرفض الشعبي للمرشحين الحزبيين".
وأكد أن "ساحات التظاهر في عموم المحافظات متفقة فيما بينها على منع أي محاولة للالتفاف الحزبي على حقوق الشعب. لن نقبل بأي مرشح حزبي مهما كان، ولن نسكت، وسنصعد التظاهرات بقوة، ولن نضحي بدماء شهدائنا".
ولم تنحصر التعزيزات الأمنية في ساحات تظاهر بغداد فحسب، بل أكد شهود عيان في محافظات ذي قار والبصرة وميسان وكربلاء والمثنى والديوانية والنجف وبابل، أن الانتشار الأمني بدأ بعد منتصف الليل، وأن أعداد عناصر الأمن تضاعفت بشكل كبير.
واستمرت التظاهرات في تلك المحافظات حتى ساعات متأخرة من ليل أمس، رغم الطقس البارد والضباب الكثيف الذي عمّ الأجواء.
وهدد متظاهرو البصرة بإيقاف تصدير النفط في حال تسمية محمد شياع السوداني أو أسعد العيداني أو أي مرشح حزبي لمنصب رئيس الحكومة المؤقتة، فيما رفض معتصمو الديوانية (مركز محافظة القادسية) أي مفاوضات مع الحكومة المحلية لإعادة فتح الدوائر الحكومية، في وقت نصب فيه طلاب جامعة المثنى، سرادقاً عند بوابة الجامعة لمواصلة اعتصامهم، وسط توافد عشرات الطلاب.
في الأثناء، وفي ظل الجدل بشأن اختيار مرشح لرئاسة الحكومة المؤقتة، كشف عضو في البرلمان، أن ضغوطاً إيرانية تمارس من أجل تمرير ترشيح محمد شياع السوداني للمنصب، وقال النائب عن "سائرون"، محمد الغزي، في تصريح إذاعي، إن "التدخل الإيراني واضح بدعم السوداني للمنصب، وهي داعمة للتوافق السياسي لأجله".
ودعا، رئيس الحكومة، إلى "تحمل مسؤولياته الدستورية وترشيح شخصية تتوافق مع مطالب المحتجين، لا سيما وأنهم رافضون لأي مرشح حزبي".