قتل وأصيب أكثر من 30 عنصراً من الجيش العراقي ومليشيا "الحشد الشعبي"، اليوم الإثنين، بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري في بلدة أبو غريب، غربي بغداد، فيما تصاعدت المخاوف من تنفيذ عمليات انتقامية، في بلدة المقداديّة في محافظة ديالى، من قبل المليشيات الطائفيّة التي توجّهت إليها.
وقال مصدر في قيادة عمليات الجيش ببغداد، لـ "العربي الجديد"، إن "السيارة المفخخة استهدفت تجمعا للقوات العراقية و(الحشد الشعبي) عند المدخل الغربي لأبو غريب"، مؤكداً أن "التفجير أوقع 9 قتلى من الجيش والحشد، بينهم ضابط برتبة مقدم و22 جريحاً".
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "التفجير تزامن مع هجمات أخرى نفذها تنظيم داعش على مقرات للجيش العراقي في منطقة خان ضاري، التابعة لبلدة أبو غريب" ، مشيراً إلى "اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجانبين" .
وجاءت هذه الهجمات بعد وصول قادة المليشيات على رأس قوة من "الحشد الشعبي " إلى أبو غريب لحفظ الأمن.
وقال رئيس مليشيا (بدر)، هادي العامري، إن "تركيز تنظيم داعش على أبو غريب يهدف لتشتيت جهود القوات الأمنية، وإبعادها عن ساحات القتال الحقيقية" ، مبيناً خلال حديثه لعدد من وسائل الإعلام أن "القوات العراقية والحشد الشعبي سيطرت على أبو غريب بشكل كامل" .
في موازاة ذلك، عادت بلدة المقداديّة في محافظة ديالى الحدوديّة مع إيران إلى الواجهة، بعد نحو شهر على الهدوء النسبي، لتشهد انفجاراً يقتل ويصيب العشرات، بينهم قادة من مليشيات "الحشد الشعبي"، الأمر الذي ينذر بأزمة أمنيّة جديدة وتصعيد من قبل المليشيات الطائفيّة التي توجّهت نحو البلدة.
وقال عضو في مجلس المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيات الحشد الشعبي استنفرت عناصرها في المحافظة، وتوجّهوا إلى بلدة المقداديّة عقب التفجير الذي وقع مساء اليوم"، مؤكّدا أنّ "قوات أخرى من مليشيا الحشد تحرّكت من بغداد صوب المقداديّة في مشهد خطير جدّا".
وأضاف عضو المجلس، الذي طلب عدم كشف اسمه، أنّ "استنفار المليشيات صوب المقداديّة ينذر بعمليّات انتقاميّة، قد تطاول مكوّنا بعينه، الأمر الذي قد يدفع البلدة والمحافظة نحو منعطف فتنة طائفيّة خطيرة"، مشيراً الى أنّ "الوضع الأمني في عموم المحافظة مرتبك جدّا بعد التفجير، فيما لا يوجد أيّ دور للقوات الأمنيّة في المحافظة وأنّ الدور كلّه للمليشيات".
من جهته، حمّل النائب عن المحافظة، رعد الدهلكي، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، والأجهزة الأمنيّة مسؤولية "الفشل الأمني في المحافظة".
وقال الدهلكي، في بيان صحافي، إنّه "على الرغم من تعرض المقداديّة بين الحين والآخر إلى تفجيرات وخروقات أمنيّة كبيرة، فلم نلمس أي دور من قبل الأجهزة الأمنيّة بوضع خطط كفيلة بحماية المواطنين".
ودعا إلى "تطهير الأجهزة الأمنيّة في المحافظة من المندسّين ومحاسبتهم"، مؤكّدا أنّ "هذه التفجيرات تهدف إلى زرع الفتنة وتأجيج التفرقة بين النسيج العراقي".
وشهدت بلدة المقداديّة مساء اليوم تفجيرا نفّذه انتحاري بحزام ناسف، استهدف مجلس عزاء حضره قادة وعناصر في مليشيات "الحشد الشعبي"، مما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 75 منهم.
اقرأ أيضاً:ارتباك أمني في بغداد ومخاوف من هجوم جديد لـ"داعش"