لم يتوقف طموح تنظيم "الدولة الإسلامية" بالتمدد نحو مدن كربلاء وربما بغداد وبابل، رغم الساتر الترابي بين كربلاء وبلدة العامرية (20 كيلومتراً جنوب الفلوجة) والخندق الذي حفرته قوات الصحوة. ولا يزال القتال محتدماً عند أطراف العامرية، التي فُرض فيها حظر للتجوال منذ خمسة أيام، ومُنعت العائلات من الخروج بعد إغلاق جميع المنافذ.
ويوضح سكان محليون لـ"العربي الجديد"، أن "العشائر والشرطة المحلية منعوا أيّة حركة في شوارع الناحية ومجمع الفارس العربي السكني القريب منها، ما أثار قلقهم من هذه الخطوة التي قد تهدف لاستخدامهم كدروع بشرية بوجه المسلّحين الذين يقاتلون على مشارف عامرية الفلوجة".
وقد قتل وأصيب العشرات من مسلّحي "داعش" الذين هاجموا البلدة من محاور "الحصي، البوهوي، زوبع، العويسات "، بحسب ما يؤكد مصدر في شرطة العامرية لـ"العربي الجديد".
ويشير المصدر إلى أن "المواجهات أوقعت خسائر كبيرة في صفوف أبناء العشائر والشرطة المحلية". ويلفت أيضاً إلى أن "حظر التجوال على المركبات والدراجات والأشخاص لا يزال مستمراً حتى إشعار آخر خوفاً من تجدد الهجمات".
ويؤكد مدير شرطة البلدة، الرائد عارف الجنابي لـ"العربي الجديد" أن "القوات الأمنية صدّت ثالث هجوم خلال أربعة أيام". ويوضح أن "الاشتباكات لا تزال مستمرة، وقد دمّر الطيران دبابة ومدرعة كان تنظيم "داعش" ينوي استخدامها خلال هجومه الأخير على الناحية".
ويسعى تنظيم "داعش" من خلال هجومه على البلدة من ثلاثة محاور، للسيطرة عليها، تمهيداً لهجمات محتملة على محافظة كربلاء، وهو ما يحذر منه مجلس العامرية.
وأعلنت كربلاء، التي تستعد لاستقبال الآلاف من الزائرين خلال شهر محرم، أنها ستكون المنطلق لتحرير جميع الأراضي العراقية.
ويوضح محافظها عقيل الطريحي، في بيان، أن "العمليات العسكرية لتأمين حدود المحافظة تنطلق من كربلاء، وستستمر حتى تصفية الأراضي العراقية بالكامل من الوجود الإرهابي".
وبدأت السلطات المحليّة في محافظة كربلاء، في وقت سابق، في إنشاء "ساتر كربلاء"، على حدود المحافظة الشمالية، التي تربط المحافظة بعامرية الفلوجة، المحاصرة من قبل المسلّحين.
كما تعزز القوات الأمنيّة وعناصر "الحشد الشعبي"، قبضتها على الحدود مع الأنبار، بحسب مجلس محافظة كربلاء، فضلاً عن قيام السلطات المحلية العراقية، في الآونة الأخير، بحفر خندق، في ناحية عامرية الفلوجة، يفصلها عن المناطق المحيطة بها.
ويحاصر مئات المسلّحين من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عامرية الفلوجة، تمهيداً لاقتحامها على الرغم من الإعلان عن وصول 100 عسكري أميركي إلى مطار الحبانية، القريب من الناحية، لتدريب قوات العشائر على قتال تنظيم "الدولة" .
ورغم تشكيك رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، في قدرة مسلّحي "داعش" على اقتحام عامرية الفلوجة، بتأكيده لـ"العربي الجديد" أنّ الناحية محصنة بشكل كامل، لكن التنظيم يعتبرها جسر عبور نحو كربلاء، بحسب ما يؤكد أستاذ الاستراتيجية في جامعة النهرين، عمران التميمي لـ"العربي الجديد".
ووفقاً للتميمي، فإن "تجاهل التحالف الدولي للمعارك التي تدور في عامرية الفلوجة وقبلها في هيت وحديثة، قد يظهر تخلي الأميركيين عن دعم الجيش العراقي، وهو ما يندرج ضمن استراتيجية جديدة تمهد لوصول المسلّحين الى أطراف بغداد وبابل وكربلاء، لتكون الحكومة العراقية مضطرة لطلب تدخل قوات برية أميركية تمنحها الضمانات القانونية اللازمة".