العراق: الخلافات السياسية تتوسع لتشمل محافظين

22 ديسمبر 2018
جلسة انتخاب محافظ بغداد(تويتر)
+ الخط -
في الوقت الذي يشهد فيه العراق خلافات سياسية بين أكبر كتلتين برلمانيتين هما "الإصلاح" (التي تضم تحالفات سائرون، والنصر، والحكمة، والوطنية، وقوى سنية) من جهة، وكتلة "البناء" (التي تضم فصائل "الحشد الشعبي"، وائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي السابق نوري المالكي)، من جهة أخرى بشأن مناصب مهمة، تتوسع هذه الخلافات لتشهد صراعاً على منصب المحافظ في ثلاث محافظات هي العاصمة بغداد، والنجف والبصرة.

وبعد عشرة أيام فقط على انتخاب القيادي في تحالف "سائرون" المدعوم من "التيار الصدري" فاضل الشويلي محافظاً لبغداد، عقد مجلس المحافظة جلسة استثنائية ألغى بموجبها انتخاب الشويلي واختار محافظاً جديداً من "ائتلاف المالكي".

وأكد مصدر في حكومة بغداد المحلية، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّ مجلس المحافظة عقد صباحاً جلسة مكتملة النصاب بحضور 31 عضواً من مجموع 58؛ العدد الكلي لأعضاء المجلس، مبيناً أن "مجلس بغداد ألغى الجلسة السابقة التي عقدت في الثاني عشر من الشهر الحالي، والتي تم فيها انتخاب الشويلي محافظاً لبغداد".


وأشار إلى أنه "صوت مجلس المحافظة على فلاح الجزائري، وهو من قيادات ائتلاف دولة القانون محافظاً جديداً لبغداد"، مبيناً أن جلسة اليوم عقدت بمقاطعة من قبل تحالفي "سائرون" و"الحكمة".

وفي أول تصريح له بعد انتخابه محافظاً قال الجزائري، في مقابلة متلفزة، إن "بغداد تحتاج لوقفة من الجميع من أجل النهوض بواقعها"، موضحاً أنّ "مهمته ليست مفروشة بالورود".

وقال أيضاً إنّ "جلسة انتخابه كانت ديمقراطية وشفافة"، معتبراً أنّ "الخلافات بين القوى السياسية أمر طبيعي".

وفي السياق، اعتبر مدير المكتب الإعلامي لرئيس ائتلاف "دولة القانون"، هشام الركابي في تغريدة على "تويتر"، أنّ "اختيار الجزائري محافظاً لبغداد يمثل انتصاراً لائتلافه"، قائلاً إن "ما حدث هو انتصار جديد لائتلاف دولة القانون في بغداد، وإن القادم سيكون أكبر".

في المقابل، أكّد محافظ بغداد المقال في جلسة، اليوم، فاضل الشويلي، أن "التيار الصدري يرفض الجلسة"، لافتاً في بيان إلى أنّ "الأيام المقبلة ستشهد إجراءات الطعن بالجلسة".

من جهته، أوضح عضو تحالف البناء محمد التميمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "صراع تحالفه مع كتلة الإصلاح لا يقتصر على منصب محافظ بغداد"، مشيراً إلى أنّ "بعض قوى تحالف الإصلاح، وأبرزها "سائرون" و"الحكمة" تجري منذ أسابيع حراكاً واسعاً لنيل منصب المحافظ في محافظتين جنوبيتين هما النجف والبصرة".


وأضاف أن "الصراع على مناصب المحافظين يمثل امتداداً للخلافات السياسية التي تشهدها بغداد".

وشكل تحالفا "سائرون" و"الحكمة"، منتصف الشهر الحالي، كتلة داخل مجلس محافظة البصرة حاولت عقد جلسة لانتخاب محافظ جديد، بدلاً من المحافظ المنتهية ولايته أسعد العيداني الفائز بعضوية مجلس النواب، إلا أن الجلسة لم تعقد بسبب احتجاجات البصرة، كما تمكن التحالفان، يوم الأربعاء الماضي، من التحشيد لإقالة محافظ النجف لؤي الياسري، وهو مقرب من "ائتلاف دولة القانون".