للمرة السادسة منذ مطلع الشهر الجاري، فشلت القوات الحكومية العراقية والمليشيات المساندة لها، في اقتحام مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، بعد هجوم واسع نفذته من ثلاثة محاور مختلفة، بهدف استعادة السيطرة على المدينة.
وقال الضابط باللواء الثالث في الجيش العراقي، مازن خالد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "ثلاث وحدات قتالية، نفذت هجوماً من ثلاثة محاور، بمشاركة متطوعي الحشد الشعبي لفتوى الجهاد الدينية ومليشيات مسلحة مساندة لها، لاستعادة المدينة، ودارت معارك عنيفة استمرت من الساعة الخامسة من صباح اليوم الثلاثاء وحتى الواحدة ظهراً".
وأضاف خالد أن "قوات الجيش حققت تقدماً في الساعات الأولى من الهجوم، عند محوري الشمال والجنوب، لكنها اضطرت للتراجع أخيراً، بسبب المقاومة العنيفة التي جوبهت بها من قبل المسلحين".
وأشار إلى أن "30 جندياً قتلوا بتلك المعارك بسبب كمائن وعبوات ناسفة زرعها المسلحون على حدود المدينة، فضلاً عن إصابة العشرات الذين نقلوا إلى بغداد بواسطة مروحيات تابعة للجيش لعلاجهم". وأضاف "أوقعنا خسائر غير معروفة حتى الآن في صفوف المسلحين".
وأوضح أن "ثلاث دبابات من طراز أبرامز الأميركية، دُمّرت خلال تلك المعارك، فضلاً عن عربات مدرعة وآليات مختلفة، وسجل اختفاء عدد من الجنود يرجح أسرهم من قبل المسلحين".
من جهته، قال أحد قادة الفصائل العشائرية المسلحة، سعيد التكريتي، لـ"العربي الجديد"، إن" القوات الحكومية هاجمت مقبرة قرب تكريت التي تحوي قبور نجلي الرئيس السابق صدام حسين، عدي وقصي، وحفيده مصطفى، وقامت بنبشها قبل أن تتقدم إلى المدينة".
وأوضح التكريتي أنه "لو كنا نعلم أن تلك القوات وطنية بحقّ، ما قاومنا دخولها على الإطلاق، لكنها طائفية وستعيث بالمدينة الفساد والخراب لذا لن يدخلوا إليها". وأشار إلى أنه "يتوقع تكرار محاولة الهجوم على المدينة في الأيام المقبلة، لكننا سنكون مستعدين لهذا كما فعلنا اليوم".
وتضم مدينة تكريت أربعة فصائل مسلحة هي "المجلس العسكري لثوار العشائر" وجيشي "النقشبندية" و"المجاهدين"، إضافة إلى تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، الذين يسيطرون على المدينة منذ 11 يونيو/حزيران الماضي.
وأبلغ سكان محليون في مدينة تكريت، عن مشاهدتهم أسرى من القوات الحكومية يقتادون إلى داخل المدينة من قبل المسلحين بعد انتهاء المعارك.
وقال المواطن أحمد مجبل لـ"العربي الجديد"، إنه شاهد "سيارة شحن صغيرة من طراز تويوتا وهي تحمل ما لا يقل عن خمسة عسكريين بالجيش، يرافقهم مسلحون وكانوا معصوبي الأعين ومصابين وتوجهوا بهم إلى وسط المدينة". وكشف أن "موجة نزوح جديدة بدأت، للسكان القاطنين في الأحياء القريبة من مواقع المعارك، باتجاه مدن أخرى أكثر هدوءاً".
وفي هذه الأثناء، كشف مسؤول عراقي في وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية، عن نجاة زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، من غارة جوية نفذتها طائرات أميركية بدون طيار قرب الحدود العراقية السورية، يوم الأحد الماضي.
انسحاب "داعش"
وأكدت مصادر كردية عراقية، أن مسلحي "داعش"، بدأوا بالانسحاب، اليوم الثلاثاء، من عدد من المواقع التي احتلها من قبل شمال محافظة نينوى، كركوك، وديالى.
وأوضح المسؤول الإعلامي للحزب "الديمقراطي" الكردستاني في محافظة نينوى، سعيد مموزيني، لــ"العربي الجديد"، أن مسلحي "داعش انسحبوا من العديد من المناطق التي كانوا يتمركزون فيها، في شمال مدينة الموصل، من دون قتال، كما سحبوا أسلحتهم، وخلّفوا وراءهم خلال اشتباكات، الإثنين والثلاثاء، 86 جثة لمقاتليهم".
وأشار إلى أن "التنظيم يخطط لتفخيخ الجسور الخمسة التي تربط جانبي مدينة الموصل لتفجيرها عند تقدم قوات البشمركة لملاحقتهم". وأضاف أنه "حتى في داخل مدينة الموصل، انسحبوا وتركوا المقرات التي اقاموها في منطقة الساحل الأيسر من المدينة، بسبب وجود عمليات تستهدفهم ولخوفهم من تزايدها".
ولفت مصدر كردي في كركوك، إلى أن "مسلحي داعش المتمركزين في موقع قريب من قضاء الحويجة، غرب كركوك، انسحبوا، اليوم الثلاثاء، منها، وسحبوا أسلحتهم الثقيلة من الموقع تمهيداً للانتقال إلى مناطق غرب العراق".
وفي ناحية سليمان بيك، التابعة لقضاء طوزخورماتو، شرق صلاح الدين، فجّر عناصر "داعش" مباني إدارة الناحية ومجلس الناحية ودائرة البلدية ودائرة الجنسية.