وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع بركات، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ القوات العراقية تصرّ على إغلاق "منفذ الصقور" أمام مواطني الأنبار الذين يحاولون الوصول إلى بغداد من أجل العلاج وقضاء احتياجاتهم، لافتاً إلى أنّ هذا المنفذ يفتح لساعات قليلة عند حضور النواب والمسؤولين، قبل أن يتم إغلاقه مرة أخرى.
وحذّر من أنّه "إذا بقي الحال على ما هو عليه، فليس لدينا حل غير إعلان الإقليم وفتح الحدود مع دول الجوار"، مضيفاً "لا نريد ذلك ولكن ليس لدينا غير هذا الخيار"، موضحاً أنّ الدعوة لإعلان "إقليم الأنبار" لاقت استحسان كثيرين.
ويؤكد زعماء قبليون أنّ محافظة الأنبار تمتلك حدوداً واسعة مع سورية والأردن والسعودية، ويمكنها الحصول على موارد اقتصادية كبيرة في حال إعلان الإقليم.
وفي هذا الإطار، حذّر محمد الجميلي عضو مجلس شيوخ الفلوجة (شرق الأنبار)، اليوم السبت، من تبعات إصرار القوات العراقية على إغلاق "منفذ الصقور" بوجه المسافرين إلى بغداد، موضحاً، خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، أنّ مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تكرار حادثة قتل أحد مواطني المحافظة على يد عنصر بالجيش العراقي.
وقال إنّ "الإجراءات التعسفية للقوات العراقية، تجاه مواطني الأنبار قد تدفع شيوخ المحافظة وسياسييها ومواطنيها للتفكير بخيار الإقليم"، مبّيناً أن الأنبار تمتلك حدوداً واسعة مع سورية والأردن، ويمكنها أن تحصل على موارد اقتصادية كبيرة في حال إعلان الإقليم بالفعل.
وفي السياق، لفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حسان العيداني، اليوم السبت، إلى أنّ المادة 119 من الدستور العراقي، تتيح لمحافظة أو أكثر تشكيل إقليم مستقل شرط تنظيم استفتاء يقر ذلك، بناء على طلب مقدم من ثلث عدد أعضاء مجلس المحافظة، أو عشر سكانها، موضحاً أنّ المادة التي تليها كفلت للإقليم المشكل حديثاً، سنّ دستور خاص به.
وأشار العيداني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الأمور بين الأنبار وبغداد، تسير نحو التأزم، لا سيما بعد حادثة مقتل مواطن من الأنبار على يد عناصر بالقوات العراقية، الأسبوع الماضي، ناصحاً الحكومة باستدراك الوضع والعمل على محاسبة العناصر الأمنية المقصرين وتقديمهم للعدالة.
وتشهد الأنبار موجة غضب عارمة، على خلفية قيام جندي ينتمي لقوة مشتركة من الجيش العراقي، ومليشيا "الحشد الشعبي"، بإعدام مواطن قادم من المحافظة، أثناء محاولته عبور "منفذ الصقور" الذي يربط بين المحافظة بالعاصمة بغداد، في 4 يوليو/ تموز الحالي.
ووصف رئيس مجلس محافظة الأنبار، حميد أحمد الهاشم، في وقت سابق، السبب وراء إغلاق مدخل بغداد بوجه سكان الأنبار، بأنّه "محاولة لإذلال الناس"، من خلال جعل الأنبار وكأنها محافظة خارج سيطرة الدولة العراقية، منتقداً صمت رئيس الوزراء حيدر العبادي، عن حل هذه "المأساة" على الرغم من مطالبته بالتدخّل أكثر من مرة.