وقالت مصادر محلية إن التوتر بدأ حين حاول عناصر مليشيات وأحزاب تنظيم تشييع رمزي لقتلى الغارة الأميركية الأخيرة التي قتل فيها قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس مليشيات "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، وآخرون، موضحة لـ"العربي الجديد" أن المتظاهرين منعوهم، ليقوم بعدها مسلحون بإطلاق النار بشكل عشوائي على المتظاهرين، ما تسبب بسقوط ضحايا لم يعرف عددهم، كما أحرقوا عدداً من خيم الاعتصام.
ولفتت إلى أن مسلحين تمركزوا بالقرب من جسر الحضارات بالناصرية أطلقوا النار بكثافة باتجاه المتظاهرين.
وأشارت المصادر إلى توافد أعداد كبيرة من أبناء مدينة الناصرية والقرى والمناطق المجاورة لها إلى ساحات التظاهر، ورددوا شعارات مناهضة للأحزاب والمليشيات الموالية لإيران، والتي تواصل سياسية قمع وقتل وترهيب المتظاهرين.
كذلك شهدت ساحة الاعتصام الرئيسية في مدينة الكوت بمحافظة واسط تظاهرات منددة بالسياسات القمعية التي تمارسها السلطات العراقية ضد المتظاهرين، مطالبة بالإسراع في اختيار شخصية وطنية مشهود لها بالخبرة والكفاءة والاستقلالية لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة.
وخرج المئات من سكان محافظة بابل في تظاهرات ليلية جابت شوارع مدينة الحلة (مركز المحافظة)، رافضين تجاوزات الأحزاب والمليشيات الحاكمة على المحتجين وتسويفها في قضية اختيار رئيس الوزراء الجديد.
وفي ساحة التحرير وسط بغداد، دعا ناشطون سكان العاصمة العراقية إلى المشاركة الفاعلة في التظاهرات الواسعة التي يجرى التحضير لها لتنطلق الجمعة المقبل، مطالبين بمواصلة الضغط الشعبي على أحزاب السلطة من أجل إرغامها على الاستجابة للمطالب الشعبية، وتشكيل حكومة جديدة يترأسها شخص وطني مستقل بعيد عن سطوة الأحزاب والقوى الخارجية.
في غضون ذلك، قال عضو البرلمان العراقي عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي) حامد الموسوي إن "مقتل سليماني والمهندس على يد الأميركيين دفع باتجاه حدوث تفاهمات بين القوى "الشيعية" بشأن رئيس الوزراء الجديد"، مشيراً، في تصريح صحافي، إلى "وجود رغبة بتشكيل حكومة واقعية تعمل على تفعيل كل القرارات المهمة".