العراق: إجراءات أمنية مشددة في بغداد تحسباً لاعتداءات

08 أكتوبر 2018
عناصر الأمن انتشروا بمناطق بغداد (حيدر كرالب/الأناضول)
+ الخط -

بعد سلسلة اعتداءات إرهابية ضربت العاصمة العراقية بغداد وضواحيها، وأسفرت عن مقتل وإصابة نحو 30 مدنياً، قال مسؤولون بالشرطة، إنّ حالة استنفار واسعة اتخذت في صفوف الأمن، وسط عمليات بحث وتفتيش المركبات بعدد من أحياء العاصمة، تحسباً لاعتداءات جديدة.

وتشهد مناطق عدة في العراق، منذ يومين، توتراً أمنياً، حيث انفجرت سيارة مفخخة في الفلوجة بمحافظة الأنبار، وتعرّضت حافلة تقل موظفين في مصفاة نفطية لتفجير بعبوة ناسفة، السبت، أسفرا عن مقتل وجرح 18 مدنياً، أعقبتهما، الأحد، هجمات في بغداد وضواحيها، بواسطة سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين زرعتها عناصر إرهابية في مناطق سكنية، بحسب تقارير للشرطة العراقية.

وذكر ضابط في قيادة عمليات بغداد، اليوم الإثنين، أنّ "الإجراءات الأمنية تأتي في سياق ورود معلومات استخبارية حول نشاط لجماعات إرهابية تسعى لتنفيذ هجمات واعتداءات مختلفة"، مبيّناً أنّ "القوات الأمنية تمكّنت من تطويق مصادر الخطر، وحدّت من حركة المشتبه بهم، ويمكن اعتبار الإجراءات اليوم زيادة في الاطمئنان أكثر"، وفق قوله.

وكان رئيس الحكومة العراقية المكلف عادل عبد المهدي، قد تحدّث عن إمكانية رفع الحواجز الأمنية من داخل شوارع بغداد، ضمن خطة تهدف لإعادة الحياة الطبيعية إلى العاصمة، بعد إنجاز السور الأمني المحيط بها، ونصب حواجز تفتيش ذكية على مداخلها ومخارجها.

وقال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "مناطق عدة في بغداد شهدت قطوعات مع ساعات الفجر الأولى، خاصة في منطقة الكرادة وسط العاصمة، والتي تضم منزل عبد المهدي، فضلاً عن مقار حزبية مهمة"، مؤكدين أنّ "عناصر الأمن انتشروا في أغلب شوارع الكرادة، بينما تجرى عمليات تفتيش مشددة على السيارات، ما تسبّب بازدحام مروري شديد".

ولم تشمل القطوعات الكرادة فقط، بحسب الشهود، بل مناطق الجادرية والمنصور والشعلة والكاظمية.

وجاء ذلك في وقت شهدت العاصمة بغداد، مساء الأحد، تفجيرات متزامنة بمناطق متفرقة، أوقعت نحو 30 قتيلاً وجريحاً.


ويؤكد خبراء أمنيون، أنّ الصراع السياسي، وانتشار السلاح خارج إطار الدولة، من أهم أسباب الانتكاسات الأمنية في العراق.

وقال الخبير الأمني عبد الله الفزع، لـ"العربي الجديد"، إنّه "يتحتم على الأجهزة الأمنية أن تكون أكثر وعياً أمنياً، حيث إنّ الانتكاسات الأمنية ترافق دائماً الخلافات السياسية، ما يتطلّب إجراءات وخططاً احترازية، في كل ظرف سياسي وخلاف".

وأكد أنّ "ما يساعد على تلك الانتكاسات، هو انفلات السلاح بيد المليشيات والمجاميع المسلحة"، داعياً الحكومة الجديدة إلى أن "تتحرك باتجاه حصر السلاح بيد الدولة".

المساهمون