العراق: أرباح غير مسبوقة من المنافذ الحدودية بعد شهر من سيطرة الجيش

18 اغسطس 2020
ارتفاع في حجم الإيرادات الجمركية (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت سلطة المنافذ الحدودية العراقية، اليوم الثلاثاء، عن تحقيق أرباح قياسية وغير مسبوقة من عائدات المنافذ الحدودية للبلاد، بلغت مئات ملايين الدولارات، وذلك بعد نحو شهر واحد من تسلم الجيش العراقي مسؤولية المنافذ وطرد مليشيات مسلحة وجهات محسوبة على أحزاب سياسية من تلك المنافذ.
ويملك العراق أكثر من 20 منفذا بريا مع إيران وتركيا والكويت والأردن وسورية بينما لا تزال منافذه مع السعودية مغلقة تجاريا، فضلا عن ثلاثة موانئ بحرية على مياه الخليج العربي في محافظة البصرة جنوبي البلاد، ويقدر حجم التبادل التجاري الإجمالي في كل المنافذ بأكثر من 60 مليار دولار سنويا.
وقال بيان مشترك لقيادة العمليات العراقية المشتركة، وهيئة المنافذ الحدودية، إنه "بتوجيه مِن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، عقدت قيادة العمليات المشتركة وهيئة المنافذ الحدودية اجتماعاً مشتركا، لتقييم الإجراءات الأمنية وإنفاذ القانون في جميع المنافذ الحدودية التي أصبحت تحت مسؤولية قطعات الجيش العراقي".

وأضافت البيان أن الاجتماع ناقش بحضور نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري، وقائد القوة البحرية ورئيس هيئة المنافذ الحدودية عمر الوائلي، وعدد من قادة الجيش المشاركين في حماية المنافذ، حيث جرى خلال اللقاء مناقشة عمل المنافذ وما تحقق مِن تغيير فيها فضلا عن توفير الظروف الملائمة بما يضمن انسيابية العمل، الأمر الذي سيكون له أثر إيجابي على مختلف الصعد التي تخص عمل هذه المنافذ".
ونقل البيان عن رئيس هيئة المنافذ الحدودية قوله، إن "تواجد القوات الأمنية مِن الجيش قد ساهم بشكل كبير في تأمين البيئة الأمنية داخل المنافذ، الأمر الذي انعكس على توفير أرباح إلى الدخل الوطني بنحو خمسمائة مليار دينار عراقي خلال شهر واحد (نحو 420 مليون دولار) وإيقاف أكثر من 1073 مخالفة، مشيرا إلى أن الإجراءات الأمنية الجديدة أسهمت بشكل واضح في إيقاف هدر المال العام". وتابع البيان "لقد خرج المجتمعون بعدد من التوصيات والقرارات التي تهدف إلى تعزيز الأمن في المنافذ الحدودية، فضلا عن التهيؤ لافتتاح منافذ أخرى كانت مغلقه بسبب الوضع الأمني".
مسؤول عراقي بارز في بغداد قال لـ"العربي الجديد"، إن الأرباح المتحققة من المنافذ هي أموال موجودة أصلا وكانت تنهب من قبل مليشيات وجماعات مسلحة وأحزاب متنفذة في المنافذ الحدودية وتتلاعب بقيمة الرسوم والإعفاءات المترتبة على دخول البضائع والتهرب من دفع رسوم أو تغيير جنس البضاعة وأخرى تمرير بضائع بدون أوراق إدخال باتفاق مع التجار مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وأضاف المسؤول نفسه أن الإنجاز المتحقق لا يتعلق فقط بالأموال التي تم إيقاف نهبها بل حتى على مستوى ادخال البضائع الفاسدة أو المخالفة للمواصفات أيضا.

 الخبير بالشأن الاقتصادي والمالي العراقي عباس النافع قال لـ"العربي الجديد"، إن استمرار نجاح الجيش العراقي في إدارة المنافذ بشكل ينهي سطوة المليشيات قد يرفع عائدات البلاد المالية ويدفع الى سد العجز الحكومي في دفع مرتبات الموظفين، مبينا أن تحقيق قرابة النصف مليار دولار في شهر واحد يعني تأمين مرتبات ما لا يقل عن 800 ألف متقاعد وموظف، وهذا الرقم مهم جدا ويعني تأمين مرتبات ربع الذين يتطلب من الحكومة دفع مرتبات شهرية لهم.
ووصف الإعلان بأنه أهم منجز على مستوى محاربة الفساد منذ سنوات، لكن بالوقت نفسه يجب على الحكومة ملاحقة الأموال التي نهبتها المليشيات والأحزاب طيلة السنوات الماضية من التلاعب والسيطرة على المنافذ.

المساهمون