اضطر تنظيم "داعش" الإرهابي إلى التراجع نحو مركز بلدة تلعفر (غرب الموصل) إثر الهجوم الذي يتعرض له من جميع المحاور من قبل القوات العراقية، ومليشيا "الحشد الشعبي" بإسناد من طيران التحالف الدولي.
وأكد مصدر في قيادة العمليات العراقية المشتركة، اليوم الجمعة، أن "داعش" انسحب من بعض الأحياء الواقعة في محيط بلدة تلعفر باتجاه مركز البلدة، نتيجة للضغط الكبير الذي تفرضه عليه القوات العراقية التي تمكنت من تحرير عدد من أحياء تلعفر خلال الأيام الخمسة الماضية من المعركة.
وأشار المصدر ذاته إلى اندلاع معارك عنيفة بين القوات العراقية المشتركة و"داعش" في أكثر من حي في تلعفر، لافتًا خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن البلدة تتعرض لقصف جوي ومدفعي عنيف لتفكيك دفاعات التنظيم.
إلى ذلك، أعلنت مليشيا "الحشد الشعبي"، اليوم، أن فصائلها قصفت مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في قرية المريشة غرب تلعفر، موضحة في بيان، أن القصف جاء تمهيدًا لاقتحام القرية وتحريرها من سيطرة التنظيم.
وفي سياق متصل، أكد رئيس مليشيا "الحشد الشعبي"، مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، أهمية التنسيق الذي يجري حاليًّا بين القوات التي تشارك في معركة تلعفر، موضحًا خلال تصريح صحافي، أورده الموقع الرسمي لمليشيا "الحشد"، أن معركة تلعفر أقل ضراوة من معارك الجانب الأيمن والمدينة القديمة في الموصل، لأن عدد السكان أقل والأرض منبسطة.
وسيطر تنظيم "داعش" الإرهابي على بلدة تلعفر التابعة لمحافظة نينوى بعد دخوله الموصل ومدنًا عراقية أخرى منتصف عام 2014.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد أعلن، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأحد الماضي عن انطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير تلعفر من سيطرة تنظيم "داعش"، بمشاركة قوات مشتركة من الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية، وقوة الردع السريع، وجهاز مكافحة الإرهاب، ومليشيا "الحشد الشعبي"، بإسناد من طيران التحالف الدولي.
قوات كردية تقتحم معسكرًا لمسلحي العشائر
اقتحمت قوات كردية مشتركة معسكرًا لمقاتلين قبليين، تابعين لعضو البرلمان العراقي أحمد مدلول الجربا، في محافظة نينوى (شمال العراق). وفيما أكد الأخير أن القوات الكردية صادرت أسلحة المقاتلين التابعين له، يوضح زعماء قبليون أن القوات الكردية تسعى لنزع سلاح أية جهة عربية في المناطق المتنازع عليها.
وقال النائب العراقي أحمد مدلول الجربا، اليوم الجمعة، إن قوة من "الأسايش" والمخابرات التابعة لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في إقليم كردستان، اقتحمت الليلة الماضية مقرًّا تابعًا لقوة قبلية تابعة له، مؤكدًا في بيان أن القوات الكردية صادرت الأسلحة والعتاد الموجودة في المعسكر الواقع في بلدة ربيعة (غرب نينوى).
وأضاف: "لم نعرف ما هي الأسباب"، مطالبًا القيادة السياسية في إقليم كردستان بإيضاحها.
وتساءل إذا ما كانت أوامر اقتحام المقر صدرت من قيادة إقليم كردستان، أم أن هذه التصرفات شخصية من قبل الضباط الأكراد، داعيًا مسؤولي الإقليم لوضع حد لهذه التصرفات التي وصفها بـ"غير المسؤولة"، مطالبًا بإعادة الأسلحة التي استولت عليها القوات الكردية.
إلى ذلك، قال الزعيم القبلي علي الشمري إن اقتحام قوات كردية لمعسكر يضم مقاتلين قبليين سبق أن خاضوا معارك عنيفة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي يمثل ردًّا على مواقف العشائر العربية الرافضة لإجراء استفتاء الانفصال خارج حدود إقليم كردستان، مؤكدًا لـ"العربي الجديد" أن سلطات الإقليم لم تكتف بحدودها الإدارية المتمثلة بمحافظات أربيل ودهوك والسليمانية؛ بل تسعى للتمدد ونزع سلاح أية جهة عربية في المناطق المتنازع عليها.
وأشار إلى أن النائب أحمد الجربا، ونوابًا ومسؤولين آخرين، وزعماء قبائل، رفضوا بشكل قاطع شمول مناطق في محافظة نينوى باستفتاء الانفصال، مطالبًا الحكومة المحلية في نينوى بالتدخل لوقف تجاوزات الأكراد على المناطق المتنازع عليها في المحافظة.
والمناطق المتنازع عليها، بحسب الدستور العراقي، تشمل عددًا من المدن والقرى الواقعة خارج إقليم كردستان، والتي تدّعي سلطات الإقليم تبعيّتها لها.
وتنوي سلطات إقليم كردستان إجراء استفتاء حق تقرير المصير والانفصال عن العراق في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول المقبل، وقد قوبل هذا القرار بموجة رفض محلية وإقليمية ودولية.