العراق: "البشمركة" تستعيد السيطرة على ست قرى من "داعش"

أعلن قائد عسكري في قوات "البشمركة" الكردية، اليوم الثلاثاء، أنّ "قواته تمكنت من استعادة السيطرة على ست قرى كبيرة، في المنطقة الحدودية بين نينوى ومحافظة دهوك، شمال العراق، كانت عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قد استولت عليها قبل يومين".

وأفاد قائد اللواء الرابع في قوات "البشمركة"، العقيد فرهنك حاجي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قواتنا تمكنت من استعادة زمام المبادرة، والهجوم على البلدات والقرى، التي استولى عليها مقاتلو داعش، قبل يومين، ونجحت في تحرير ست قرى كبيرة تابعة لقضاء تلكيف، فضلاً عن أجزاء من صحراء ربيعة وريف سنجار".

وأوضح حاجي أنّ "المعارك لا تزال مستمرة حتى الساعة ولم تتوقف منذ ليلة أمس"، مشيراً إلى أنّه "تم إيقاع خسائر كبيرة في صفوف المسلّحين".

وأعلن أنّ "قوات البشمركة تحولت الآن من الوضع الدفاعي إلى الهجومي، وأبعدت عناصر داعش، عن حدود إقليم كردستان بمسافة لا تقل عن 40 كيلومتراً".

ونفى حاجي وجود أيّ دعم جوي من قوات الجيش العراقي لـ"البشمركة" في معاركها مع "داعش"، واصفاً ردة فعل حكومة نوري المالكي على خسارة البشمركة بعض مواقعها بـ"التشفّي والمشاهدة، وهذا الموقف لا يرتقي إلى تصرفات الحكومات الوطنية".

وأفاد شهود عيان، من سكان مدينة سنجار، غرب نينوى القريبة من كردستان، أنّ "المعارك تتركز حالياً في محيط السلسلة الجبلية الواقعة جنوب المدينة، ويستخدم الجانبان فيها مدافع وصواريخ أرض ــ أرض".

وأشار شاهد عيان، يُدعى إبراهيم الزيدي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "آلاف السكان فرّوا مشياً على الأقدام إلى مناطق أكثر أمناً، والقوات الكردية تتقدم نحو مواقع "داعش" لكنّ ببطء وهناك خسائر لدى الجانبين".

ولفت إلى أنّ "غالبية مقاتلي داعش في تلك المنطقة من جنسيات غير عراقية، ويتحدثون بلهجات عربية مختلفة، وارتدى معظمهم ملابس كردية مدنية، وأخرى مشابهة لما يرتديه عناصر البشمركة، للتمويه والمناورة".

من جهة أخرى، اتهم عضو المجلس المحلي لقضاء سنجار، عبد الله خليل، تنظيم "داعش" بـ"العمالة للنظامين السوري والإيراني".

وقال خليل، في حديث لـ"العربي الجديد"،: إنّ "جميع العراقيين، بمن فيهم السياسيين الشيعة، باتوا يلاحظون أنّ تحركات تنظيم داعش، تصبّ في النهاية لصالح النظام السوري ومن خلفه النظام الإيراني، سواءً كان ذلك عسكرياً أو إعلامياً".

ولم يستبعد خليل "أنّ يكون تخلي داعش عن التقدم إلى بغداد، كما كان يهدد طوال الشهرين الماضيين، والالتفاف نحو المناطق الكردية، محاولة لتغيير موقف أكراد العراق من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومساندتهم للأكراد السوريين". وأشار إلى أنّ "التهديد الأمني لداعش، أوقف الحديث والحراك السياسي في أربيل، حول الاستقلال عن العراق وتأسيس دولتهم".

ورأى أنّ "وصول مقاتلي داعش إلى المثلث التركي، الذي يعتبر سلة الغذاء للشعب الكردي، هو تهديد خطير على أمن الإقليم وعلى الدول التركية أيضاً". وكشف أنّ "الحكومة التركية عززت تواجدها العسكري، على الحدود مع العراق خلال اليومين الماضيين".