شنّ الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، قصفاً بحرياً وجوياً ومدفعياً هو الأعنف على قطاع غزة، بينما كانت تتواصل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة، في يومه العاشر، بعد سقوط "المبادرة" المصرية أمام الاستهتار الإسرائيلي بأرواح المواطنين الفلسطينيين، وصمود المقاومة الفلسطينية، ورفضها الإذعان لـ"تهدئة" لا تلبي شروطها.
وفي الوقت الذي يستمر فيه العدوان، حاصداً المزيد من الأرواح، ومستهدفاً المزيد من الضحايا الأبرياء الذين بلغ عددهم، اليوم الخميس، 240 شهيداً بعد سقوط ثلاثة شهداء في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف حي الشجاعية شرقي المدينة، طلب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، المزيد من المرونة للوصول إلى "تهدئة".
وقال السيسي، اليوم الخميس، خلال استقباله رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إن الوصول لتهدئة في قطاع غزة لا يزال يتطلب مزيداً من المرونة من الطرفين اﻹسرائيلي والفلسطيني، وإن مصر أخذت على عاتقها بذل كل الجهود للتوصل إلى التهدئة لوقف نزيف الدم.
وبات معروفاً أن "المرونة" المصرية المطلوبة، تعني نسف الشروط التي وضعتها المقاومة الفلسطينية للتهدئة. وهو الأمر الذي يدفعها إلى الاستمرار في إمطار الأراضي المحتلة بالمزيد من الصواريخ.
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن السيسي وعباس "ناقشا باستفاضة الأحداث الجارية في قطاع غزة. واتفقا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار حقناً لدماء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وصوناً للأرواح والمقدرات، وذلك استناداً إلى المبادرة المصرية، وعلى أساس ما تضمنته من إجراءات وما تناولته بشأن تفاهمات عام 2012".
وأضاف بيان الرئاسة أن عباس والسيسي "اتفقا على ضرورة بذل كل جهد ممكن لتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك من خلال العمل على فتح المعابر الإسرائيلية، وضمان حرية حركة الأفراد والبضائع، وعدم استهداف المدنيين، لاسيما في المناطق الحدودية، إضافة إلى بحث باقي القضايا فور تثبيت وقف إطلاق النار، وذلك في محادثات تجري في القاهرة مع كل طرف على حدة للعمل على تحقيق التهدئة".
كما طرح عباس خلال اللقاء مبادرته بشأن وجوب العمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، تمهيداً لتحقيق السلام القائم على أساس دولتين على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
وأكد السيسي دعمه لهذه المبادرة اتساقاً مع ما تم الاتفاق عليه على مستوى جامعة الدول العربية، وفق البيان.
وعلم "العربي الجديد" أن مصر بدأت جولة اتصاﻻت جديدة سريّة مع حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" ، ﻹقناعهما بقبول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
كما أوضحت مصادر دبلوماسية أن إسرائيل أكدت لمصر عدم نيتها التدخل البري في قطاع غزة، في الفترة الحالية، وأنها لا تزال قابلة لبنود المبادرة المصرية.
وأشارت المصادر إلى أن جولة اﻻتصاﻻت المصرية لا تشمل حتى اﻵن إدخال وسطاء جدد، بعد تعثر مهمة اللجنة الرباعية الدولية.
وتأتي دعوة السيسي إلى "المرونة"، بعد نفي حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ما تداولته وسائل الإعلام الأجنبية والإسرائيلية حول التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال، خلال المفاوضات الجارية في القاهرة.
وكانت وكالة "فرانس برس" نقلت عن المسؤول في حركة "حماس"، سامي أبو زهري، قوله إنّ "لا اتفاق على وقف إطلاق النار، لكن الجهود مستمرة".
وفي سياق تواصل المشاورات للوصول إلى إيقاف العدوان، يجري رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، غداً الجمعة، زيارة إلى تركيا، للقاء رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوجان، وذلك في أعقاب مشاورات أجراها إردوجان مع أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني.
وأعلن المركز الإعلامي التابع لرئاسة الوزراء التركية، اليوم الخميس، أن عباس سيزور إسطنبول، يوم الجمعة، وذلك تلبية للدعوة التي وجهها له، في وقت سابق، رئيس الوزراء التركي. ومن المتوقع أن يكمل عباس جولة مشاوراته عبر التوجه إلى الخليج.