أعلنت عائلة الطفل المقدسي قيس أبو ارميلة (ثمانية أعوام) الذي اختفى أثره منذ عصر أمس الجمعة، عن وفاته رسمياً، صباح اليوم السبت. وأكّد محمد أبو ارميلة أحد أقرباء الطفل خبر الوفاة لـ"العربي الجديد"، وذلك "بعد فشل كل محاولات إنقاذه من قبل أطباء المستشفى وفرق الإنقاذ والإسعاف المحلية". أضاف أنّ العائلة قرّرت تشريح جثّة قيس لمعرفة ملابسات وفاته. وذكر أنّه عُثر على جثة الطفل في منطقة تجمّعت فيها المياه (عبّارة) بالقرب من منزل العائلة في دوار الضاحية في حيّ بيت حنينا، شمالي مدينة القدس المحتلة. وقد حمّل مقدسيّون الاحتلال الإسرائيلي وبلديته في القدس المحتلة المسؤولية الكاملة عن وفاة قيس.
وكان عشرات الشبّان قد أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي المطاطي في حيّ بيت حنينا، الليلة الماضية وفجر اليوم السبت. جاء ذلك خلال بحث مئات المقدسيين عن قيس الذي اختفى أثره عند الساعة الرابعة من عصر أمس الجمعة. وأوضح أبو ارميلة أنّ "أعمال البحث والتمشيط امتدت في مناطق واسعة من المدينة المقدّسة، خصوصاً في محيط المستوطنات وفي الغابات القريبة، بعد خشية من أن يكون الطفل قد تعرّض لعملية اختطاف من قبل مستوطنين". شارك في ذلك مئات المقدسيين على الرغم من البرد الشديد، فيما حاولت سلطات الاحتلال وقف عمليات بحثهم واشتبكت معهم عند مداخل مستوطنة نيفي يعقوب، ما أدّى إلى إصابة نحو ثلاثين شاباً بالعيارات المطاطية. وقد تلقّى هؤلاء العلاج على أيدي طواقم إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
في السياق، دعا أحمد الصفدي، عضو هيئة العمل الوطني في القدس في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى "ملاحقة بلدية الاحتلال في القدس قانونياً بسبب وفاة الطفل المقدسي، لإهمالها البنى التحتية في التجمعات السكانية التي يقطنها مقدسيون. فهي لم تتّخذ أيّ إجراءات للسلامة العامة حول حفرة تصريف المياه الضخمة التي سقط فيها الطفل الضحية، مثلما تفعل في العادة في المناطق التي يقطنها مستوطنون". أضاف الصفدي أنّ "ثمّة مدرستَين ورياض أطفال في المنطقة حيث حفرة تصريف المياه التي كانت ممتلئة بكميات كبيرة من مياه الأمطار، يقصدها مئات التلاميذ"، لافتاً إلى أنّ "الكارثة كانت لتكون أكبر لو أنّ سقوطاً جماعياً للتلاميذ وقع. يُضكر أنّ سياج حديدي ملقى على الأرض بالقرب من هذه الحفرة".
من جهته، أصدر الحراك الوطني الاجتماعي المقدسي بياناً حمّل فيه بلدية الاحتلال وسلطاته المسؤولية الكاملة عن وفاة الطفل قيس أبو ارميلة، "بسبب تركها مجمّع مياه عميق وخطير من دون تغطيته أو ضمان أيّ احتياطات للسلامة العامة، خصوصاً أنّه يقع في منطقه حيوية بها مجمّعات تجارية وملاعب ومدارس للأطفال وعمارات تجارية قريبة". وتساءل الحراك: "كيف يُترك مجمّعاً بهذه الخطورة من دون تغطية، أو سياج حديدي، يضمن عدم وقوع أيّ طفل فيه، خصوصاً أنّ جميع الأطفال يمرون من هناك؟". أضاف: "هذا إهمال لأنّ المنطقة عربية، ولو كان سكانها يهود لما أهملت البلدية إجراءات السلامة".
أمّا الناشط المقدسي علي فريتخ فقال لـ"العربي الجديد": "أتمنى من أهل القدس حلّ المشكلة بإقامة سياج أو بناء سور وعدم انتظار المحتل، بالإضافة إلى حصص توعية في المدارس والمنازل لتبيان مخاطر الاقتراب من تجمّعات المياه. كذلك لا بدّ من العمل على إقامة وحدة إنقاذ مقدسية أو تطوير الوحدات في حال كانت متوفّرة، والعمل على إنشاء وحدة إعلامية مقدسية تتبع لوحدات الإنقاذ، وإنشاء غرفة عمليات مشتركة لوحدات الدفاع المدني والإنقاذ لتوحيد الجهود". وشدّد فريتخ على أنّ "الغموض حول سبب غرق قيس يدفعنا إلى توعية الأطفال حول ضرورة عدم التحدّث إلى الغرباء، علماً أنّ لا سبب للتخوّف من خاطفين محتملين نظراً إلى عدم ظهور نتائج التحقيق حتى اللحظة".
وكانت حالة الغليان والغضب الشديدَين التي سادت مدينة القدس، خصوصاً حيّ بيت حنينا حيث تقطن عائلة الطفل، بعد اختفاء قيس، قد دفعت قوات الاحتلال إلى إغلاق محيط المدينة وكذلك حواجزها العسكرية، لا سيّما حاجز قلنديا العسكري، شمالي القدس، الذي يبعد نحو مائة متر عن منزل الطفل. كذلك عزّزت قوات الاحتلال انتشارها في محيط المستوطنات بعدما حاول مئات الشبّان اقتحام مستوطنة نيفي يعقوب المقامة إلى الجنوب من منزل الطفل على نحو مائة متر.
في السياق، كانت محافظة القدس قد أعلنت حالة الطوارئ وتكثيف عمليات البحث، وأفاد المحافظ عدنان غيث "العربي الجديد" بأنّ "أجهزة المحافظة كلها وضعت في حالة استنفار، وتتولى هي الأخرى أعمال بحث وتمشيط إلى جانب مئات المتطوّعين من أبناء القدس الذين هبّوا لمساعدة العائلة في العثور على الطفل". وكان متطوّعون قد تحدّثوا لـ"العربي الجديد" عن بحث في عدد من الغابات القريبة من مستوطنتَي نيفي يعقوب وراموت، وفي غابات قرية دير ياسين غربي القدس حيث عُثر في عام 2014 على جثّة الشهيد محمد أبو خضير بعد حرقه حياً. كذلك شمل البحث محيط معسكر جيش الاحتلال عناتوت، ومنطقة عين فارة وهي نبع مياه تقع ما بين رام الله وأريحا.
في السياق، كانت محافظة القدس قد أعلنت حالة الطوارئ وتكثيف عمليات البحث، وأفاد المحافظ عدنان غيث "العربي الجديد" بأنّ "أجهزة المحافظة كلها وضعت في حالة استنفار، وتتولى هي الأخرى أعمال بحث وتمشيط إلى جانب مئات المتطوّعين من أبناء القدس الذين هبّوا لمساعدة العائلة في العثور على الطفل". وكان متطوّعون قد تحدّثوا لـ"العربي الجديد" عن بحث في عدد من الغابات القريبة من مستوطنتَي نيفي يعقوب وراموت، وفي غابات قرية دير ياسين غربي القدس حيث عُثر في عام 2014 على جثّة الشهيد محمد أبو خضير بعد حرقه حياً. كذلك شمل البحث محيط معسكر جيش الاحتلال عناتوت، ومنطقة عين فارة وهي نبع مياه تقع ما بين رام الله وأريحا.