ثمة سؤال جوهري صار يطرح نفسه بقوة، وهو يتعلق بالسفير يوسف العتيبة. بات ملحا أن نفهم حقا، ونعرف من هي الدولة التي يمثلها ويعمل من أجل مصالحها في واشنطن، هل هي الإمارات العربية المتحدة أم إسرائيل، وما هو الدور المناط به، هل هو القيام بعمل دبلوماسي مثل بقية سفراء الدول، أم أنه شخص متعدد المواهب عابر لكل الاختصاصات؟
تحفل التسريبات التي خرجت إلى العلن من بريد العتيبة الإلكتروني في الأشهر الأخيرة بمواقف كثيرة، تدور حول عدة موضوعات، تتعلق بصورة أساسية بالقضايا الكبرى في المنطقة العربية، ولكن ما يميزها هو أنها جميعها تتقاطع مع المواقف من إسرائيل، وصار واضحا أن الرجل يعمل بدون تردد، وفق رؤية وخطة منسقة مع الدوائر والأجهزة والشخصيات التي تعمل لصالح إسرائيل.
وكلما حصل تسريب جديد تم كشف مختلف أكثر فداحة من سابقه، وآخرها ما يتم تداوله اليوم نقلا عن موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني، من أن العتيبة بحث مع المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، دينيس روس، في معاقبة قطر، بسبب دعمها للحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل "بي دي إس"، واستياء العتيبة وروس من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يديره الدكتور عزمي بشارة، لتنظيمه مؤتمراً عن مقاطعة إسرائيل بعنوان "إستراتيجية المقاطعة في النضال ضدّ الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي: الواقع والطموح" في مدينة الحمامات التونسية في أغسطس/آب 2016.
وتكشف المراسلات المتبادلة بين العتيبة وروس، أنّهما بحثا وتداولا بعد نشر مقال في "ذي تليغراف" البريطانية عن المؤتمر قبل أن ينظمه المركز، والذي رد في حينه على أن المؤتمر أكاديمي، ولكن المركز منحاز إلى مقاطعة النظام العنصري في إسرائيل.
ويقول الموقع البريطاني إنّ المراسلات بين العتيبة وروس تكشف رغبة إماراتية في تطبيع سريع للعلاقات مع إسرائيل، وعلاقات وثيقة مع مؤسسات الضغط التي تعمل لصالح تل أبيب في واشنطن، وأضاف الموقع أن المراسلات تكشف عن قنوات اتصال خلفية، وعن جهود إماراتية تستهدف إخماد الثورات الشعبية التي اندلعت في المنطقة.
كان الظن السائد حتى الآن أن هدف الاتصالات الإماراتية بإسرائيل يقتصر على التطبيع وبناء علاقات ثنائية، ولكن بات واضحا أن هناك أهدافا استراتيجية أبعد من ذلك بكثير، تتعلق بإعادة تشكيل المنطقة العربية وفق نسق سياسي وثقافي واجتماعي جديد، يصبح فيه وجود إسرائيل أمرا عاديا بالتحالف مع فرسان الثورة المضادة.
ويبدو أن قضيتي البحث وحرية التعبير تحتلان مكانة أساسية في توجه الطرفين الإماراتي والإسرائيلي، وقد كشفت التسريبات عن نشاط واسع للعتيبة على صعيد شراء مراكز بحث وتفكير في الولايات المتحدة، ليس من أجل بناء لوبي خاص فقط، وإنما في إطار توجيه البحث بعيدا عن أهدافه المتعارف عليها، وتحويله إلى نوع من البروباغندا للحكومات.
حين قلنا في أغسطس/ آب 2016 إن شبيحة الأسد وإسرائيل التقوا في مدينة الحمامات التونسية من أجل إفشال مؤتمر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، اعتبرنا بعض المراقبين نبالغ في هذا الربط، وها هو اليوم يتكشف بالوقائع أن ما حصل كان مدبرا مع سبق الإصرار، ولم يكن الأمر عبارة عن توارد أفكار أو رد فعل شعبي عفوي، مثلما حاول البعض أن يصوره في ذلك الحين.
اتضح اليوم أن اقتحام مؤتمر المركز العربي في الحمامات، ومحاولة منعه بالقوة، وإطلاق شتائم ضد مدير المركز الدكتور عزمي بشارة كانت عملية مدبرة على نطاق أبعد من تونس، تقف وراءها أجهزة إماراتية وإسرائيلية، وهنا لا يمكن في أي حال من الأحوال تبرئة الشبيحة من العمل المشين الذي قاموا به، لأنهم كانوا يعرفون أن هدف المؤتمر هو تعزيز المقاطعة ضد إسرائيل.
اقــرأ أيضاً
تحفل التسريبات التي خرجت إلى العلن من بريد العتيبة الإلكتروني في الأشهر الأخيرة بمواقف كثيرة، تدور حول عدة موضوعات، تتعلق بصورة أساسية بالقضايا الكبرى في المنطقة العربية، ولكن ما يميزها هو أنها جميعها تتقاطع مع المواقف من إسرائيل، وصار واضحا أن الرجل يعمل بدون تردد، وفق رؤية وخطة منسقة مع الدوائر والأجهزة والشخصيات التي تعمل لصالح إسرائيل.
وكلما حصل تسريب جديد تم كشف مختلف أكثر فداحة من سابقه، وآخرها ما يتم تداوله اليوم نقلا عن موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني، من أن العتيبة بحث مع المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، دينيس روس، في معاقبة قطر، بسبب دعمها للحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل "بي دي إس"، واستياء العتيبة وروس من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يديره الدكتور عزمي بشارة، لتنظيمه مؤتمراً عن مقاطعة إسرائيل بعنوان "إستراتيجية المقاطعة في النضال ضدّ الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي: الواقع والطموح" في مدينة الحمامات التونسية في أغسطس/آب 2016.
وتكشف المراسلات المتبادلة بين العتيبة وروس، أنّهما بحثا وتداولا بعد نشر مقال في "ذي تليغراف" البريطانية عن المؤتمر قبل أن ينظمه المركز، والذي رد في حينه على أن المؤتمر أكاديمي، ولكن المركز منحاز إلى مقاطعة النظام العنصري في إسرائيل.
ويقول الموقع البريطاني إنّ المراسلات بين العتيبة وروس تكشف رغبة إماراتية في تطبيع سريع للعلاقات مع إسرائيل، وعلاقات وثيقة مع مؤسسات الضغط التي تعمل لصالح تل أبيب في واشنطن، وأضاف الموقع أن المراسلات تكشف عن قنوات اتصال خلفية، وعن جهود إماراتية تستهدف إخماد الثورات الشعبية التي اندلعت في المنطقة.
كان الظن السائد حتى الآن أن هدف الاتصالات الإماراتية بإسرائيل يقتصر على التطبيع وبناء علاقات ثنائية، ولكن بات واضحا أن هناك أهدافا استراتيجية أبعد من ذلك بكثير، تتعلق بإعادة تشكيل المنطقة العربية وفق نسق سياسي وثقافي واجتماعي جديد، يصبح فيه وجود إسرائيل أمرا عاديا بالتحالف مع فرسان الثورة المضادة.
ويبدو أن قضيتي البحث وحرية التعبير تحتلان مكانة أساسية في توجه الطرفين الإماراتي والإسرائيلي، وقد كشفت التسريبات عن نشاط واسع للعتيبة على صعيد شراء مراكز بحث وتفكير في الولايات المتحدة، ليس من أجل بناء لوبي خاص فقط، وإنما في إطار توجيه البحث بعيدا عن أهدافه المتعارف عليها، وتحويله إلى نوع من البروباغندا للحكومات.
حين قلنا في أغسطس/ آب 2016 إن شبيحة الأسد وإسرائيل التقوا في مدينة الحمامات التونسية من أجل إفشال مؤتمر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، اعتبرنا بعض المراقبين نبالغ في هذا الربط، وها هو اليوم يتكشف بالوقائع أن ما حصل كان مدبرا مع سبق الإصرار، ولم يكن الأمر عبارة عن توارد أفكار أو رد فعل شعبي عفوي، مثلما حاول البعض أن يصوره في ذلك الحين.
اتضح اليوم أن اقتحام مؤتمر المركز العربي في الحمامات، ومحاولة منعه بالقوة، وإطلاق شتائم ضد مدير المركز الدكتور عزمي بشارة كانت عملية مدبرة على نطاق أبعد من تونس، تقف وراءها أجهزة إماراتية وإسرائيلية، وهنا لا يمكن في أي حال من الأحوال تبرئة الشبيحة من العمل المشين الذي قاموا به، لأنهم كانوا يعرفون أن هدف المؤتمر هو تعزيز المقاطعة ضد إسرائيل.