بعد أن نفت وزارة الداخلية وقيادة عمليات دجلة والجهات المسؤولة، وقوع أيّ مجزرة في قرية بروانة، في محافظة ديالى، أكّد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبّادي، وقوع المجزرة، فيما طالب بالتحقيق وضرورة متابعتها، وكشف نتائجها ومحاسبة مرتكبيها، وتقديمهم للقضاء.
وأشار مكتب العبّادي في بيانٍ أصدره، أنّ الأخير اطلع على النتائج الأولية للتحقيق بقضية بروانة، حيث تبيّن ومن خلال الزيارات الميدانية، ومقابلة الشهود والاطلاع على مواقع الحادثة، أنّه تمّ العثور على مجموعة تضم 39 مغدوراً، وتم إيداعهم لدى الطب العدلي بعد الجريمة مباشرة، إضافة إلى ثلاث جثث متفرقة دفنها الأهل".
من جهةٍ أخرى، اتضح من خلال النتائج الأولية، عدم وجود أية مقبرة جماعية في المنطقة، وأن المغدورين من خارج بروانة، ما عدا واحد أو اثنين منهم".
ولفت البيان إلى أنّ "التحقيق الأولي بيّن وجود احتقان كبير سابق في المنطقة، جراء الجرائم الكبرى والاعتداءات من قبل "داعش"، والجماعات الإرهابية على المدنيين الآمنين"، مشيراً إلى أنّ "المنطقة التي وقع فيها القتل متعاونة مع القوات الأمنية، وهي منطقة آمنة، ولم تقع تحت سيطرة الإرهاب".
وكان نواب ديالى، قد هدّدوا بمقاضاة المسؤولين عن الملف الأمني في المحافظة دولياً، فيما دعوا رئيس الوزراء العراقي إلى زيارة المحافظة والاطلاع على الأوضاع فيها.
وفي هذا السياق، دعا النائب عن محافظة ديالى، رعد الدهلكي، اللجنة المكلفة بالتحقيق إلى أن "تكون حيادية، وأن لا تستجيب للضغوط السياسية التي تحاول إخفاء الحقيقة وتسويفها".
وشدّد في حديثه لـ"العربي الجديد"، على "ضرورة عرض نتائج التحقيق على مجلس النواب، ليتم عرضها على الشعب العراقي والرأي العام".
بدوره انتقد مجلس عشائر ديالى "تغاضي العبادي طوال هذه الفترة عن جريمة قرية بروانة".
واعتبر الشيخ هذّال العبيدي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "تأخّر التحقيق بالمجزرة، أخفى معالم الجريمة والأدلة على المجرمين"، مقللاً من "إمكانية تحقيق نتائج من خلال لجان التحقيق تدين المنفذين، وبالتأكيد ستركز الجريمة على تنظيم "داعش"، وتغض الطرف عن المليشيات".
وكانت المليشيات في الـ27 من يناير/كانون الثاني الماضي، قد أعدمت 80 نازحاً في قرية شمال شرقي ديالى، أمام أنظار الناس والقوات الأمنية.
وقد نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية، سعد معن، "صحة تلك المزاعم"، مؤكّداً أنّ "داعش" يحاول تقويض سمعة قوات الأمن العراقية والحشد الشعبي، كما نفى قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، وقوع أيّ إعدامات، معتبراً الحديث عنها "مجرّد شائعات مغرضة".