وقال العبادي، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي العراقي، إنه سيرسل الحشد الشعبي إلى مدينة الموصل، على الرغم من المعترضين على ذلك، مشيراً إلى أن العراق يستعين بجميع الدول ومنها إيران لمحاربة "داعش" وطرده من جميع الأراضي العراقية، موضحاً أن العراق يدافع عن الخليج العربي ضد العصابات المسلحة، في إشارة إلى أن خطر التنظيم ليس فقط على العراق وإنما على جميع المناطق والبلدان المحيطة.
وتأسست ما عرفت لاحقاً بالحشد الشعبي من 34 مليشيا شيعية مسلحة عقب فتوى الجهاد الكفائي، والتي أعلن عنها المرجع الشيعي علي السيستاني في حزيران/ يونيو العام الماضي، لمساندة القوات العراقية التي منيت بخسارة كبيرة أمام زحف تنظيم الدولة على المدن والمحافظات الغربية والشمالية من العراق.
في المقابل، أكد تحالف القوى العراقية بزعامة نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي أن الآلاف من أبناء نينوى تطوعوا لتحرير مدينتهم، إلا أن عملية التجهيز للمتطوعين ضعيفة جداً من قبل الحكومة المركزية، بالأخص وزارة الدفاع التي تعاني من الفساد المالي.
وقال عضو تحالف القوى العراقية صلاح الجبوري في حديث خاص مع "العربي الجديد" إن أبناء العشائر العربية على أتم الاستعداد لتحرير المحافظة شريطة تجهيزهم بالسلاح وخطة محكمة تضع من قبل الأجهزة الأمنية والدعم الكامل من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، على الرغم من كون الجهد المبذول لا يتناسب مع واقع المحافظة المزري.
وأوضح الجبوري أن عملية تحرير نينوى تحتاج جهد مدني من قبل أهالي المحافظة لمساعدة قوات الجيش والأمن، وهذا يجب أن يكون بتسليح المتطوعين إلا أن عملية تجهيز الأسلحة غير مقبولة حتى الآن.
وفي سياق متصل، صرح قائد عمليات محافظة نينوى، نجم الجبوري، بأن الأسلحة والآليات الحديثة التي وصلت مؤخراً إلى القوات الأمنية المكلفة بتحرير الموصل ستسهم وبنحو فاعل بالقضاء السريع على مسلحي تنظيم "داعش" بالمحافظة، مشدداً على ضرورة أن تواصل الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم لقوات التحرير لتتمكن من تحقيق الانتصار الذي ينتظره جميع العراقيين واستعادة السيطرة.
وأشار الجبوري إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات كبيرة في قدرات القوات الأمنية التي تدربت على كافة المجالات استعداداً للبدء بالعمليات العسكرية وتحرير المدينة، بعد انتظار دام نحو عام كامل.
كذلك توعد قائد عسكري عراقي تنظيم "داعش" باستخدام أحدث الأسلحة في العالم لطرده من محافظة نينوى كبرى محافظات شمال العراق التي يسيطر عليها منذ نحو عام، وأكد إكمال قواته التدريبات المطلوبة لشن الحرب ضد التنظيم.
وقال قائد عمليات نينوى التابعة للجيش العراقي، اللواء نجم عبد الله، في رسالة وجهها إلى أهالي محافظة نينوى "400 كم شمال بغداد"، حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، إن القوات المكلفة بتحرير محافظة نينوى أكملت تدريباتها العسكرية يوم 30 مايو/ أيار 2015، وباتت جاهزة لخوض المعركة.
ودعا عبد الله أهالي محافظة نينوى إلى أن يستعدوا للقتال إلى جانب قواته ضد مسلحي تنظيم "داعش"، وزعم القائد الذي عينه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمنصبه بعد سيطرة التنظيم على محافظة نينوى في 10 يونيو/ حزيران 2014، أن ضربات قواته "أفقدتهم (داعش) صوابهم، فكيف إذا اقترب اليوم الموعود".
وأشار إلى أنه تم إعداد "أحدث ما توصلت إليه آلة الحرب في العالم، لمعركة نينوى"، مبيناً "حيث ستشترك طائرات الـ F35 وطائرات الـ F22 وهي أحدث المقاتلات في العالم، فضلاً عن باقي طائرات دول التحالف المقاتلة، فقد أعددت تلك الدول أحدث ما لديها للاشتراك في هذه الملحمة، وقريباً ستتحرك القاصفات الاستراتيجية إلى مرابضها القريبة من العراق".
وحذر السكان من اللجوء إلى عمليات الانتقام والعنف تجاه من يشتبهون بعمله مع مسلحي داعش، وقال "عليكم تحديد أهدافكم بدقة، وسنعينكم على ذلك فنحن نعرفهم كما نعرف أولادنا، ولدينا معلوماتهم كاملة".
ويرى مراقبون في حديث قائد عمليات نينوى مبالغة وتفاؤلاً مفرطاً، إذ يقوم مسلحو "داعش" بالاستعداد وبقوة لمعركة الموصل، كذلك فقد جمعوا أسلحة ومسلحين للبقاء والقتال في داعش الموصل وهي من المدن الكبيرة في العراق.
اقرأ أيضاً:
مصير مجهول لمعتقلين اختطفتهم مليشيات من خالدية الأنبار
"داعش" يهاجم بيجي ويقتل قيادياً في الحرس الثوري الإيراني
الحكومة العراقية تعتّم إعلامياً على نتائج معركة الأنبار