كشفت مصادر سياسية عراقية عن رفض رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، طلبا سوريّاً للوساطة بين دمشق والتحالف الدولي وفتح باب تواصل بين الطرفين عن طريق بغداد.
وقال عضو في البرلمان العراقي عن كتلة العبادي، رفض كشف اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "وفداً سوريّاً وصل بغداد الأسبوع الماضي حاملاً رسالة خطية من الرئيس السوري بشار الأسد وموجهة الى العبادي يطلب فيها تدخل بغداد لتقريب وجهات النظر بين دمشق والتحالف الدولي وفتح باب للتنسيق العسكري حيال الحرب على داعش، ولا سيما في ما يتعلق بضربات التحالف الدولي على مواقع وجيوب التنظيم في سورية".
وأوضح النائب العراقي أنّ "العبادي اعتذر للوفد المؤلف من ست شخصيات سورية، بينهم مسؤول رفيع في وزارة الخارجية، عن قيامه بأي دور وساطة حالياً، مشيراً إلى أنّ العراق في وضع لا يسمح له بأداء هذه المهمة، وهو مَن يحتاج إلى وساطات دولية لكسب الدعم وحصوله على السلاح ولا يمكنه التورط في مثل هذا الموضوع".
بدوره، أكد وزير عراقي يشغل حقيبة مهمة في الحكومة، لـ"العربي الجديد"، هذه المعلومات. ولفت إلى أن الوفد السوري توجه عقب موقف العبادي إلى مدينة النجف للقاء المرجع الديني علي السيستاني.
وأوضح الوزير، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "العبادي أبلغ الوفد اعتذاره عن المهمة رغم محاولة الوفد السوري إقناعه طيلة الاجتماع الذي عقد داخل المنطقة الخضراء وتضمن تسليمه رسالة خطية من الأسد يشيد فيها بإصلاحات العبادي الحالية فضلاً عن طلب مباشر بأن يكون "وسيط خير" بين دمشق والتحالف الدولي من خلال ترتيب لقاء بين الطرفين في بغداد لعرض دمشق ما وصفته الرسالة معلومات مهمة للغاية تساعد على تسريع عقارب ساعة زوال تنظيم الدولة الإسلامية". ورأى الوزير العراقي أن "دمشق تسعى، على ما يبدو، لتأمين التواصل السياسي بينها وبين الدول الغربية من بوابة داعش لا أكثر".
وأكد الوزير العراقي أنّ "العبادي اعتذر عن الموضوع، معللاً ذلك بالوضع العراقي الداخلي وارتباط ملف المصالحة بالملف السوري وجولته الخليجية، وأنه لا يريد أن يظهر بكونه داعماً للنظام السوري كحال سابقه نوري المالكي". ووفقاً للوزير، فإن اعتذار العبادي يعتبر الثاني من نوعه بعد طلب مماثل من نائب وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وحول سبب توجه الوفد السوري عقب رفض العبادي الى النجف، قال الوزير: "لا علم لنا بسبب تلك الزيارة كونها تزامنت مع مراسم إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين، وانحصرت في منزل المرجع علي السيستاني". وأضاف: "لكن على الأرجح حاول أعضاء الوفد الضغط على العبادي من خلال السيستاني، إلا أنّ أي رسالة أو اتصال لم يرد للحكومة أو رئيسها من السيستاني بخصوص ذلك".
من جهةٍ ثانية، أكد مسؤول عسكري عراقي أن طائرات مراقبة أميركية وسّعت نطاق مسحها الجوي في سورية لتطال دمشق.
وقال ضابط رفيع في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "الطائرات تنطلق من قواعد عراقية مختلفة".
وأوضح أنها "المرة الأولى التي تدخل فيها دمشق ضمن نطاق برنامج المسح والمراقبة الأميركي الذي بدأ قبل نحو ستة أشهر وبشكل مبرمج وشبه يومي".