يصر العميد المتقاعد في الجيش العراقي أسعد الجبوري على استخدام عبارة "منجم ذهب الإرهابيين" في وصف مخازن الأسلحة والذخائر التابعة للجيش العراقي، والتي نهبت على مرحلتين، كانت الأولى عقب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 والثانية بعد سيطرة مسلحي "تنظيم الدولة" (داعش)، على مدن الموصل والرمادي ومناطق أخرى، وهو ما خلّف أكبر ترسانة عسكرية لا تخضع لسلطة حكومية أو إشراف قوة نظامية، وجرى استخدام أغلب محتوياتها في أعمال التفجير التي شملت مناطق عسكرية ومدنية وخلّفت آلاف الضحايا.
اقرأ أيضا: تردي بيئة العرب [5/7].. العراقيون يتناولون اليورانيوم في طعامهم
تفريغ مخازن الذخيرة
يستعرض الضابط الجبوري ذو الرتبة العالية، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، عشرات المواقع العسكرية المنتشرة في محافظات العراق والتي كان أصغرها يحتوي على كميات هائلة من المواد الأولية الخاصة بتصنيع المتفجرات، مبيّناً أن هذه الأماكن تم تفريغها بشكل تام من محتوياتها، ويتم استخدامها في التفجيرات التي تضرب مناطق العراق بشكل يومي.
ويبيّن الجبوري أن أكبر مخازن الذخيرة العراقية كانت متواجدة في المعسكرات العملاقة، مثل الرشيد والتاجي والحبانية وأبو غريب وبلد والغزلاني، ومجموعة أخرى ضمت آلاف الأطنان من ذخائر الدبابات والمدافع المضادة للطائرات ومدافع الميدان والهاون والصواريخ المحمولة على الكتف والكاتيوشا والألغام، مضيفاً أن النهب شمل كل محتويات هذه المعسكرات فضلاً عن مئات المواقع البديلة الصغيرة التي جهّزها الجيش في الأحياء السكنية وزوّدها بالأسلحة والذخائر مع اقتراب موعد الغزو الأميركي في عام 2003.
الضابط المختص في مجال التموين والنقل العسكري، يؤكد أن عمليات النهب التي قادتها عصابات منظمة وطلائع المليشيات التابعة للأحزاب الحاكمة حالياً ومجاميع من الأهالي لم تقتصر على مواقع تخزين الأسلحة والذخائر التابعة للجيش وامتدت لتشمل عشرات المصانع والهيئات والمباني التابعة للتصنيع العسكري، التي كانت تحتوي على كميات هائلة من المواد شديدة الانفجار وتجهيزات ميكانيكية وكهربائية مختلفة تدخل في صناعة المتفجرات مع مخططات وبحوث جاهزة تخص مشاريع تصنيع وتطوير هذه الصناعة.
اقرأ أيضا: المأساة في سنجار.. صرخات أطفال الأيزيديين تملأ الجبل
تعديل المتفجرات
ووفقاً للعميد الجبوري، فإن المنهوبات الحربية يتم استعمالها من قبل المسلحين وعناصر المليشيات والعصابات الإجرامية منذ احتلال بغداد وإلى الآن بطريقتين، هما الاستخدام المباشر، وهو ما ينطبق على الألغام وصواريخ الكتف ومدافع الهاون وذخائر البنادق بمختلف أنواعها، بينما يتم اللجوء في الطريقة الأخرى إلى تحوير الذخائر والإضافة عليها من أجل زيادة مفعولها التفجيري أو تغيير طريقة عملها، وهو ما حصل مع ذخائر الدبابات والمدافع بكل أنواعها، التي تستخدم في تصنيع الأحزمة والعبوات الناسفة.
الرائد نعيم حسن المكصوصي، من مديرية مكافحة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية العراقية، يعتمد بصورة أساسية على الخبرة العملية التي حصل عليها طوال السنوات الماضية في مجال معالجة المتفجرات والتي تمكّنه الآن من معرفة نوع المواد والتوصيلات الكهربائية المستخدمة في كل قنبلة وأفضل الطرق وأسرعها لإبطال مفعولها.
المكصوصي شرح لـ"العربي الجديد"، أنواع المتفجرات الأكثر استخداما في العراق والتي يقول إن غالبيتها العظمى يتم تصنيعها محلياً وباستخدام الذخائر العسكرية المنهوبة من مخازن الجيش، موضحاً أن الأسلوب الأكثر شيوعاً هو استخدام قذيفة خاصة بالمدفع المضاد للطائرات عيار 57 ملم أو قذائف الدبابات ومدافع الميدان، ويتم تفريغها من محتواها وزيادة حجم التجويف فيها مع إضافة صاعق مناسب وتفجيرها باستخدام التوصيل السلكي المباشر أو باستعمال الهاتف المحمول المثبّت مع القنبلة.
ويضيف ضابط المتفجرات أن المسلحين يلجأون إلى استخدام طرق أخرى في التعامل مع الأهداف الكبيرة وثقيلة الحجم، مثل الدبابات والمدرعات وكاسحات الألغام، إذ يستعملون قناني الأوكسجين الطبي والصناعي والتي يتم تعبئتها بمادة الـ( TNT)، وتزوّد بصاعق التفجير، متابعاً أن هذه الخلطة تتم الزيادة أو النقصان في موادها وحجمها بحسب الهدف المراد تفجيره.
اقرأ أيضا: أغرب 5 قوانين في العراق..الخامس يحدد شروط نقل الأثاث
مواد التصنيع
يلفت المكصوصي إلى أن الخبرات التي حصل عليها المسلحون من ضباط عملوا سابقاً في مجال التصنيع العسكري مكّنتهم من تصنيع قنابل أكثر فتكاً، واستعمال مواد ذات استخدام صناعي أو زراعي، مثل سماد اليوريا وحامض الهيدروكلوريك المسمى "الماء الملكي" والصابون المنزلي وبودرة الكلور، والتي يتم خلطها بمواد (TNT) أو (c4)، وتضاف إليها عناصر أخرى للحصول على قنابل نوعية تم استعمالها في الكثير من عمليات التفجير في العراق.
خبير المتفجرات يشير إلى أن الاختلاف ليس بعيداً عن هذه التركيبة، حيث يتم إعداد السيارات المفخخة التي تستهلك كميات أكبر من المتفجرات مع إضافة مواد معدنية مثل المسامير الكبيرة والكرات الحديدية، لضمان وقوع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية والأضرار المادية نتيجة قوة الانفجار والعصف وتطاير واندفاع المكونات المعدنية المنبعثة من السيارة المفخخة، منوهاً إلى أن خلطة الـ(TNT) المطحون وسماد يوريا وصاعق كهربائي موضوعة في خزان بلاستيكي ومجهّزة بسلك طويل تعد الأكثر استعمالا في نسف المنازل والمباني.
براء طلال (اسم مستعار)، لمترجم عمل 5 أعوام مع الدوريات البرية التابعة للجيش الأميركي في بغداد ومحافظتي بابل وواسط قبل أن يتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة هرب بعدها باتجاه تركيا التي كانت عائلته قد سبقته إلى هناك، ويعمل إلى الآن على استكمال شموله ببرنامج (SIV) الخاص بإعادة توطين المترجمين العراقيين والأفغان الذين عملوا بشكل مباشر مع الجيش الأميركي.
بعد أن أثبت طلال، خريج كلية اللغات في جامعة بغداد، كفاءة وتميّزاً في عمل الترجمة مع الوحدات الأميركية، عهدت إليه لاحقاً مهام التنسيق مع وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية العراقية وكان شاهداً على مجموعة من القضايا المهمة والحساسة، ومنها ملف "العبوات الذكية" التي تم استخدامها في تنفيذ عمليات اغتيال نوعية ضد شخصيات تشغل مناصب سياسية وأمنية حساسة ورجال دين.
يوضح طلال، في محادثة إلكترونية مع "العربي الجديد"، أن معلومة دقيقة وصلت إليهم في صيف عام 2007 من مصدر عامل في محافظة واسط (جنوب بغداد)، مكّنتهم من ضبط مخبأ يضم 73 عبوة ناسفة ذكية وشديدة الانفجار كانت مخبأة في مخزن مهجور، مبيّناً أن التحقيقات أثبتت أنها مهرّبة من إيران عبر منافذ في محافظتي البصرة وميسان وتم استخدامها من قبل المليشيات الشيعية في تصفية العديد من الخصوم أو الشخصيات التي تمثل تهديداً محتملاً لعمل ونفوذ هذه المليشيات، ومنهم قائد شرطة بابل اللواء قيس المعموري.
المترجم الساعي إلى الهجرة يؤكد أن العبوة الذكية تتميّز بصغر حجمها ومفعولها الشديد، ويتم استخدامها بفئتين، الأولى مصممة للأشخاص وتُلصق أسفل مقعد الشخص المستهدف في السيارة وتعمل بالتوقيت المسبق، والثانية توضع على جانب الطريق ويتم التحكّم بها عن بُعد بواسطة جهاز (Remote Control)، كاشفاً عن حصولهم على نموذج من الفئة الثانية تم صنعه بأشكال مموّهة ولا تلفت الانتباه ولا تثير الشك.
اقرأ أيضا: بالوثائق.. نفط داعش.. رحلة الخام المهرب إلى إسرائيل
مدينة ملغّمة
في قضاء سوران التابع لمدينة أربيل (عاصمة إقليم كردستان العراق)، يعيش أبو براء، وهو ضابط صف من أهالي مدينة الرمادي (غرب العراق). اضطر أبو براء إلى ترك الخدمة في الجيش العراقي بعد سقوط مدينته بقبضة مسلحي "تنظيم الدولة" وإصابته بشكل بليغ قبل انسحابه وزملائه إلى مدينة العامرية، ضمن محافظة الأنبار، التي انتقل منها إلى بغداد وحصل على مساعدة مالية من أحد أقربائه، وهو ما مكّنه من اصطحاب عائلته والسفر بالطائرة إلى الإقليم الكردي الذي يستقر فيه حالياً.
أبو براء، البالغ من العمر 46 سنة، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن خزين الأعتدة والذخائر المتوفر لدى المسلحين عقب الاحتلال الأميركي عام 2003 تم تعزيزه وبشكل هائل بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينتي الموصل والرمادي في العام الماضي واستيلائه على أكبر مخزنين هناك، وهما معسكر الكندي واللواء الثامن اللذان كانا يحتويان على كميات ضخمة جداً من الأسلحة المتطورة ذات المنشأ الأميركي والروسي والأوروبي.
وبحسب روايات زملاء أبو براء الذين خدموا في الجيش داخل مدينة الموصل (شمال العراق)، فإن القيادات العسكرية ووزارة الدفاع حوّلوا المدينة إلى قنبلة ضخمة من الأسلحة والأعتدة، وخصوصاً في معسكر الكندي، الذي كان من أول الأهداف التي سيطر عليها عناصر التنظيم وقاموا بإخلاء تلك الأسلحة التي كان أغلبها لا يزال معبأً في صناديق المنشأ.
ضابط الصف المصاب يبيّن أن مقر اللواء الثامن في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، كان يضم أكبر مخزون من الأعتدة اللازمة لإدامة زخم المعركة الدفاعية والصمود في مواجهة عناصر التنظيم الذين تمكنوا في النهاية من اقتحام المقر، وقبل أن يتسنى للجنود تدمير هذه الذخائر، بحسب التوجيه الصادر من قيادة العمليات العسكرية في المحافظة والذي يؤكد أنه قد جاء، "لكن بعد فوات الأوان".
-------
اقرأ أيضا:
عزة الدوري.. 3 سيناريوهات لمصير آخر رجال صدام
اقرأ أيضا: تردي بيئة العرب [5/7].. العراقيون يتناولون اليورانيوم في طعامهم
تفريغ مخازن الذخيرة
يستعرض الضابط الجبوري ذو الرتبة العالية، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، عشرات المواقع العسكرية المنتشرة في محافظات العراق والتي كان أصغرها يحتوي على كميات هائلة من المواد الأولية الخاصة بتصنيع المتفجرات، مبيّناً أن هذه الأماكن تم تفريغها بشكل تام من محتوياتها، ويتم استخدامها في التفجيرات التي تضرب مناطق العراق بشكل يومي.
ويبيّن الجبوري أن أكبر مخازن الذخيرة العراقية كانت متواجدة في المعسكرات العملاقة، مثل الرشيد والتاجي والحبانية وأبو غريب وبلد والغزلاني، ومجموعة أخرى ضمت آلاف الأطنان من ذخائر الدبابات والمدافع المضادة للطائرات ومدافع الميدان والهاون والصواريخ المحمولة على الكتف والكاتيوشا والألغام، مضيفاً أن النهب شمل كل محتويات هذه المعسكرات فضلاً عن مئات المواقع البديلة الصغيرة التي جهّزها الجيش في الأحياء السكنية وزوّدها بالأسلحة والذخائر مع اقتراب موعد الغزو الأميركي في عام 2003.
الضابط المختص في مجال التموين والنقل العسكري، يؤكد أن عمليات النهب التي قادتها عصابات منظمة وطلائع المليشيات التابعة للأحزاب الحاكمة حالياً ومجاميع من الأهالي لم تقتصر على مواقع تخزين الأسلحة والذخائر التابعة للجيش وامتدت لتشمل عشرات المصانع والهيئات والمباني التابعة للتصنيع العسكري، التي كانت تحتوي على كميات هائلة من المواد شديدة الانفجار وتجهيزات ميكانيكية وكهربائية مختلفة تدخل في صناعة المتفجرات مع مخططات وبحوث جاهزة تخص مشاريع تصنيع وتطوير هذه الصناعة.
اقرأ أيضا: المأساة في سنجار.. صرخات أطفال الأيزيديين تملأ الجبل
تعديل المتفجرات
ووفقاً للعميد الجبوري، فإن المنهوبات الحربية يتم استعمالها من قبل المسلحين وعناصر المليشيات والعصابات الإجرامية منذ احتلال بغداد وإلى الآن بطريقتين، هما الاستخدام المباشر، وهو ما ينطبق على الألغام وصواريخ الكتف ومدافع الهاون وذخائر البنادق بمختلف أنواعها، بينما يتم اللجوء في الطريقة الأخرى إلى تحوير الذخائر والإضافة عليها من أجل زيادة مفعولها التفجيري أو تغيير طريقة عملها، وهو ما حصل مع ذخائر الدبابات والمدافع بكل أنواعها، التي تستخدم في تصنيع الأحزمة والعبوات الناسفة.
المكصوصي شرح لـ"العربي الجديد"، أنواع المتفجرات الأكثر استخداما في العراق والتي يقول إن غالبيتها العظمى يتم تصنيعها محلياً وباستخدام الذخائر العسكرية المنهوبة من مخازن الجيش، موضحاً أن الأسلوب الأكثر شيوعاً هو استخدام قذيفة خاصة بالمدفع المضاد للطائرات عيار 57 ملم أو قذائف الدبابات ومدافع الميدان، ويتم تفريغها من محتواها وزيادة حجم التجويف فيها مع إضافة صاعق مناسب وتفجيرها باستخدام التوصيل السلكي المباشر أو باستعمال الهاتف المحمول المثبّت مع القنبلة.
ويضيف ضابط المتفجرات أن المسلحين يلجأون إلى استخدام طرق أخرى في التعامل مع الأهداف الكبيرة وثقيلة الحجم، مثل الدبابات والمدرعات وكاسحات الألغام، إذ يستعملون قناني الأوكسجين الطبي والصناعي والتي يتم تعبئتها بمادة الـ( TNT)، وتزوّد بصاعق التفجير، متابعاً أن هذه الخلطة تتم الزيادة أو النقصان في موادها وحجمها بحسب الهدف المراد تفجيره.
اقرأ أيضا: أغرب 5 قوانين في العراق..الخامس يحدد شروط نقل الأثاث
مواد التصنيع
يلفت المكصوصي إلى أن الخبرات التي حصل عليها المسلحون من ضباط عملوا سابقاً في مجال التصنيع العسكري مكّنتهم من تصنيع قنابل أكثر فتكاً، واستعمال مواد ذات استخدام صناعي أو زراعي، مثل سماد اليوريا وحامض الهيدروكلوريك المسمى "الماء الملكي" والصابون المنزلي وبودرة الكلور، والتي يتم خلطها بمواد (TNT) أو (c4)، وتضاف إليها عناصر أخرى للحصول على قنابل نوعية تم استعمالها في الكثير من عمليات التفجير في العراق.
براء طلال (اسم مستعار)، لمترجم عمل 5 أعوام مع الدوريات البرية التابعة للجيش الأميركي في بغداد ومحافظتي بابل وواسط قبل أن يتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة هرب بعدها باتجاه تركيا التي كانت عائلته قد سبقته إلى هناك، ويعمل إلى الآن على استكمال شموله ببرنامج (SIV) الخاص بإعادة توطين المترجمين العراقيين والأفغان الذين عملوا بشكل مباشر مع الجيش الأميركي.
بعد أن أثبت طلال، خريج كلية اللغات في جامعة بغداد، كفاءة وتميّزاً في عمل الترجمة مع الوحدات الأميركية، عهدت إليه لاحقاً مهام التنسيق مع وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية العراقية وكان شاهداً على مجموعة من القضايا المهمة والحساسة، ومنها ملف "العبوات الذكية" التي تم استخدامها في تنفيذ عمليات اغتيال نوعية ضد شخصيات تشغل مناصب سياسية وأمنية حساسة ورجال دين.
يوضح طلال، في محادثة إلكترونية مع "العربي الجديد"، أن معلومة دقيقة وصلت إليهم في صيف عام 2007 من مصدر عامل في محافظة واسط (جنوب بغداد)، مكّنتهم من ضبط مخبأ يضم 73 عبوة ناسفة ذكية وشديدة الانفجار كانت مخبأة في مخزن مهجور، مبيّناً أن التحقيقات أثبتت أنها مهرّبة من إيران عبر منافذ في محافظتي البصرة وميسان وتم استخدامها من قبل المليشيات الشيعية في تصفية العديد من الخصوم أو الشخصيات التي تمثل تهديداً محتملاً لعمل ونفوذ هذه المليشيات، ومنهم قائد شرطة بابل اللواء قيس المعموري.
المترجم الساعي إلى الهجرة يؤكد أن العبوة الذكية تتميّز بصغر حجمها ومفعولها الشديد، ويتم استخدامها بفئتين، الأولى مصممة للأشخاص وتُلصق أسفل مقعد الشخص المستهدف في السيارة وتعمل بالتوقيت المسبق، والثانية توضع على جانب الطريق ويتم التحكّم بها عن بُعد بواسطة جهاز (Remote Control)، كاشفاً عن حصولهم على نموذج من الفئة الثانية تم صنعه بأشكال مموّهة ولا تلفت الانتباه ولا تثير الشك.
اقرأ أيضا: بالوثائق.. نفط داعش.. رحلة الخام المهرب إلى إسرائيل
مدينة ملغّمة
في قضاء سوران التابع لمدينة أربيل (عاصمة إقليم كردستان العراق)، يعيش أبو براء، وهو ضابط صف من أهالي مدينة الرمادي (غرب العراق). اضطر أبو براء إلى ترك الخدمة في الجيش العراقي بعد سقوط مدينته بقبضة مسلحي "تنظيم الدولة" وإصابته بشكل بليغ قبل انسحابه وزملائه إلى مدينة العامرية، ضمن محافظة الأنبار، التي انتقل منها إلى بغداد وحصل على مساعدة مالية من أحد أقربائه، وهو ما مكّنه من اصطحاب عائلته والسفر بالطائرة إلى الإقليم الكردي الذي يستقر فيه حالياً.
أبو براء، البالغ من العمر 46 سنة، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن خزين الأعتدة والذخائر المتوفر لدى المسلحين عقب الاحتلال الأميركي عام 2003 تم تعزيزه وبشكل هائل بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينتي الموصل والرمادي في العام الماضي واستيلائه على أكبر مخزنين هناك، وهما معسكر الكندي واللواء الثامن اللذان كانا يحتويان على كميات ضخمة جداً من الأسلحة المتطورة ذات المنشأ الأميركي والروسي والأوروبي.
وبحسب روايات زملاء أبو براء الذين خدموا في الجيش داخل مدينة الموصل (شمال العراق)، فإن القيادات العسكرية ووزارة الدفاع حوّلوا المدينة إلى قنبلة ضخمة من الأسلحة والأعتدة، وخصوصاً في معسكر الكندي، الذي كان من أول الأهداف التي سيطر عليها عناصر التنظيم وقاموا بإخلاء تلك الأسلحة التي كان أغلبها لا يزال معبأً في صناديق المنشأ.
ضابط الصف المصاب يبيّن أن مقر اللواء الثامن في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، كان يضم أكبر مخزون من الأعتدة اللازمة لإدامة زخم المعركة الدفاعية والصمود في مواجهة عناصر التنظيم الذين تمكنوا في النهاية من اقتحام المقر، وقبل أن يتسنى للجنود تدمير هذه الذخائر، بحسب التوجيه الصادر من قيادة العمليات العسكرية في المحافظة والذي يؤكد أنه قد جاء، "لكن بعد فوات الأوان".
-------
اقرأ أيضا:
عزة الدوري.. 3 سيناريوهات لمصير آخر رجال صدام