العاسمي: استئناف معركة "عاصفة الجنوب" في درعا اليوم

29 يونيو 2015
قوات المعارضة تستأنف اليوم معركتها لتحرير درعا (Getty)
+ الخط -

اعترف عضو المجلس العسكري الأعلى لـ"الجيش الحر"، أيمن العاسمي، بوقوع أخطاء خلال معركة "عاصفة الجنوب"، التي أعلنتها قوى المعارضة السورية المسلحة بدرعا، جنوب البلاد، مؤكداً، أن المعركة سوف تستأنف، اليوم الاثنين، بوتيرة أقوى وبمشاركة جميع الفصائل الموجودة في المحافظة، باستثناء "لواء شهداء اليرموك" المتهم بـ"مبايعة" تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وقال العاسمي في حديثٍ خاص لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفصائل المشاركة في المعركة توقعت أن تكون سهلة، على غرار المعارك السابقة التي خاضتها في ريف حوران، لكن فاتها أن القتال في المدن شيء مختلف عنه في الريف".

كما أوضح أنّ "ثمة تقييد لاستخدام الأسلحة الثقيلة كالراجمات والمدفعية الثقيلة، بسبب تمركز قوات النظام بين البيوت السكنية"، لافتاً إلى وجود نحو مائة ألف مدني في المدينة، ما حدّ من قدرة قوات المعارضة على استخدام تلك الأسلحة.

وأشار العاسمي، إلى أنه لم يسبق لهذه القوات خوض قتال مدن حتى الآن، باستثناء معركة مدينة الشيخ مسكين، ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وحيث تحصينات النظام أقل قوة.

كذلك، بيّن أن الإحجام عن استخدام السلاح الثقيل بالكثافة المطلوبة، كان السبب وراء الاتهامات التي صدرت بالتخاذل والخيانة، لكن حقيقة الأمر أن الفصائل المتهمة كانت تتوخى عدم إلحاق الأذى بالمدنيين وممتلكاتهم.

على صعيد متصل، لفت إلى "خطأ عسكري كبير" ارتكبته قوات المعارضة ناجم عن سوء تقديرها سلوك النظام، إذ توقعت أنه بإغلاقها الطريق الدولي بين درعا ــ دمشق، سوف تجبر قوات النظام على سلوك طريق بديل هو أزرع ــ خربة غزالة، لكن النظام لم يستخدم هذا الطريق بل استخدم طريقاً زراعياً، وهو طريق مخفٍ، ويصعب رصده وإغلاقه، وما زال مفتوحاً لإمداد قوات النظام بين مدينتي درعا وأزرع.

ورأى العاسمي، أن المعركة كان يجب أن تبدأ باحتلال خربة غزالة أولاً، قبل الهجوم على مدينة درعا، لضمان إغلاق طرق إمداد النظام.

اقرأ أيضاً: المعارضة تُطلق "عاصفة الجنوب" للسيطرة على مركز محافظة درعا

وفي سياق حديثه عن الأخطاء، أضاف العاسمي، أن هناك خطأ آخر ارتكبته قوات المعارضة، نتيجة سوء التنسيق وسوء استخدام الأسلحة، خلال الهجوم على حاجز السرو، والذي يتألف من حاجزين كبيرين، هما السرو الشرقي والسرو الغربي، وكانت الخطة أن يتم قصف السرو الشرقي بالأسلحة الثقيلة، بينما تتم مهاجمة السرو الغربي بسرية اقتحام من "لواء المعتز"، لكن القصف الثقيل لم يحصل، كما قتل معظم المهاجمين، ومن ثم تمكنت قوات النظام من استعادة الحاجز.

وأوضح عضو المجلس العسكري الأعلى، أن قادة الفصائل جميعها اتفقوا، يوم أمس الأحد، على استئناف المعركة على أسس جديدة لتلافي الأخطاء السابقة، مقللاً من أهمية غرفة "الموك" في الأردن، لمشاركة بعض الفصائل الإسلامية خاصة "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام" و"بيت المقدس" و"جبهة المثنى الإسلامية".

وأكد العاسمي، أن هناك ضوءاً أخضر من غرفة "موك"، ومن القوى الإقليمية الفاعلة لتحرير مدينة درعا من سيطرة النظام، في ضوء إدراكها صعوبة تحييد أو استثناء أي فصيل فاعل على الأرض في هذه المعركة.

وبالنسبة لـ"جبهة النصرة"، قال العاسمي إنها لا تشكل أكثر من سبعة في المائة من قوة الفصائل العاملة في درعا. مشيراً إلى أنها تنتشر أكثر في المنطقة الغربية والقنيطرة، بينما الدور الرئيسي سيكون لـ"حركة المثنى" المنتشرة في درعا البلد وفي ضاحية اليرموك.

وتوقع العاسمي، أن يبدأ الهجوم، اليوم، من خمسة محاور، وهي: محور شمالي من جهة البانوراما، ومحور شمالي غربي وسيكون القتال هنا صعباً بالنظر إلى تمركز قوات النظام في المنطقة، ومحور جنوبي هو جبهة المنشية في درعا البلد، ومن المتوقع أن يتم إحراز تقدم سريع في هذا المحور، ومحور ضاحية اليرموك، ومحور بلدة النعيمة التي تعتبر المدخل الشرقي لمدينة درعا.

اقرأ أيضاً درعا: النظام يترنّح في وجه "عاصفة الجنوب"

وحول المعارك التي حصلت، في الأيام الماضية، قال العاسمي، إن التقدم الذي أحرزته كتائب المعارضة، حصل حتى الآن، كان في المحور الجنوبي، كما حصل تقدم من الجهة الشمالية الغربية.
ورأى العاسمي، أن النظام يستشرس في الدفاع عن درعا لأسباب عدة، أولاً بسبب رمزيتها، كونها مهد الثورة وخسارتها تشكل ضربة معنوية وسياسية كبيرة له، وثانياً أنها مدينة حدودية، وفقدانها يعني انقطاع صلته بالعالم الخارجي من جهة الجنوب، والأهم من ذلك، بحسب

العاسمي، أن سقوط النظام في درعا يمهد تلقائياً لسقوطه في دمشق، لأن فقدانه بقية مرتكزاته في المحافظة، وهي قليلة تتمثل في قرى خربة غزالة وأزرع والصنمين، تصبح مسألة وقت، ومن ثم يكون مقاتلو المعارضة على تماس مباشر مع قواته في دمشق، مع عمق مفتوح من الجنوب إلى الحدود الأردنية، خصوصاً إذا ترافق ذلك مع تقدم مماثل لمقاتلي المعارضة من جهة القنيطرة، حيث تلتحم قوات المعارضة في كلتا المحافظتين، وتطبق على النظام في دمشق من الجهتين الجنوبية والغربية.

ويختم العاسمي بالقول، إن هذه الأهمية لمدينة درعا تفسر إصرار النظام على التمسك بها، وتسخيره معظم سلاحه الجوي لقصف مدينة درعا، حتى أنه أسقط على المدينة 75 برميلاً متفجراً خلال خمس ساعات فقط، في اليوم الأول لمعركة "عاصفة الجنوب". مشيراً إلى سقوط 95 مقاتلاً معارضاً حتى الآن.

اقرأ أيضاً: "عاصفة الجنوب" تشنّ هجوماً على المنشية في درعا

المساهمون