العائدون إلى تاورغاء يواجهون أمراض الدمار والتلوث

29 أكتوبر 2018
عودة قاسية (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -
أعلن رئيس المجلس المحلي في تاورغاء الليبية، عبد الرحمن الشكشاك، عن إصابة أكثر من 200 شخص في المدينة بمرض الليشمانيا الجلدي، وأمراض أخرى تسببت بها مخلفات الحرب.

وقال الشكشاك إنّ المدينة تعاني من انتشار أمراض بسبب مخلفات ما زالت منتشرة في كلّ مكان، ما جعلها بيئة حاضنة للجراثيم ومسببات الأمراض، في وقت تعاني فيه المدينة من نقص حاد في الإمكانات الطبية إذ ليس فيها سوى مستشفى ميداني واحد لا يستوعب المرضى المراجعين.

وكانت تاورغاء المتاخمة لمدينة مصراته، وسط البلاد، موقعا عسكرياً لكتائب النظام السابق، لقصف ثوار مصراته، لتتحول بعدها إلى ساحة حرب بعد سقوط النظام، إذ اعتبرها الثوار "مدينة مارقة" ويتوجب تهجير سكانها البالغ عددهم 40 ألف نسمة، فدمروا أغلب أجزاء المدينة، لتتحول إلى مدينة أشباح.

خلال الأشهر الماضية، تمكنت حكومة الوفاق من إقناع الثوار بالسماح لمهجري المدينة بالعودة إلى بيوتهم، لكنّ عدم تهيئة المدينة تسبب في تأخر كثيرين منهم عن العودة. يصف الشكشاك الأوضاع: "العائدون هم فقط 150 أسرة تقيم إقامة دائمة في المدينة، بينما يدخل إليها عدد آخر كلّ خميس وجمعة وسبت. ويعيش أصحاب المنازل المتضررة والمدمرة من بينهم في مجمع داخل المدينة وهو عبارة عن مبنى سابق لمعهد جرت صيانته ينامون فيه ليلاً، وفي الصباح يتجهون إلى مزارعهم".

يؤكد مدير المكتب الصحي في تاورغاء، محمد هدية، أنّ في المدينة مركزاً متخصصاً في مكافحة الليشمانيا، لكنّه دمر وما بقي منه موجود حالياً في مستشفى ميداني صغير. يلفت إلى أنّ الليشمانيا مرض متوطن في المنطقة، لكنّ جهوداً طبية قضت عليه في السنوات الماضية. يؤكد في حديثه إلى "العربي الجديد" أنّ عودة انتشار المرض سببها مخلفات الحرب وتلوث الأحياء بسبب دمار المساكن، والركام الموجود فيها منذ سبع سنوات، مشيراً إلى أنّ المستشفى الميداني يستقبل يومياً ما بين ثلاث وأربع حالات لا يستطيع أكثرها الوصول إلى مراكز ومستشفيات مجاورة أو بعيدة عند تحويلهم إليها فــ"المستشفى الميداني لا يتوفر على أمصال لمقاومة المرض وعلاجه".




وفيما يشير هدية إلى اتصالات مكثفة مع مستشفيات بطرابلس بجهود وزارة الصحة لتوفير تلك الأمصال والأدوية، يؤكد أنّ معاناة مواطني المدينة لم تتوقف منذ أشهر بسبب سوء الخدمات الطبية فــ"المستشفى الميداني استقبل خلال الأشهر الماضية أكثر من 670 مريضاً يعانون من حالات مرضية مختلفة، وعجز في كثير من الأحيان عن مواجهتها" مشيراً إلى أنّ من بينها ما أدى إلى الوفاة، كحال سيدة ماتت أثناء الولادة.
دلالات