نجحت الصين مؤخرًا في إنبات أول بذرة على سطح القمر، كجزء من مهمة تهدف إلى استكشاف الفضاء، على المدى الطويل. وكشفت إدارة أبحاث الفضاء الوطنية الصينية، عن صورة لبذور القطن المنبتة، أمس الثلاثاء.
ولا يقتصر هدف المهمة على زراعة النباتات على القمر بنجاح فقط، بل جعلها تزهر أيضًا، وهذا ما يفترض أن يحدث في نهاية الفترة التجريبية، التي تمتد على مدار 100 يوم. لذا يقدم لكم "العربي الجديد" في هذا المقال، تفاصيل زراعة أول نبات على سطح القمر، ومعلومات عن التجارب السابقة للزراعة في الفضاء أو في بيئة تحاكيه.
القطن على سطح القمر:
حمل المسبار الصيني الضخم، حوضًا محكم الإغلاق يحتوي على التربة، بذور القطن، بذور اللفت الصخري، بذور البطاطا، بيض ذبابة الفاكهة والخميرة، لخلق بيئة ذاتية الاستدامة تشبه بيئة حياة النباتات على كوكبنا. وهذا من شأنه أن يمثل خطوة رئيسية لتوفير مصدر غذائي لرواد الفضاء، أثناء رحلاتهم الفضائية الطويلة، ويجنّبهم ضرورة العودة إلى الأرض للحصول على الإمدادات.
وأوضح البروفيسور ليو هان لونغ، من جامعة تشونغتشينغ، والذي قاد البحث، أن بذور اللفت والبطاطا أنبتت أيضًا، إلا أن بذور القطن حققت النتيجة المرجوة قبلها، وقال: "أخذنا بعين الاعتبار إمكانية البقاء في الفضاء مستقبلًا، وإن تعلّم كيفية إنبات البذور في بيئة منخفضة الجاذبية، قد يساعدنا على وضع حجر الأساس لإنشاء مستوطنة بشرية على القمر، في وقت لاحق".
وأوضحت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، أن حوض الألمنيوم الذي يحوي البذور، والذي يُعرف باسم "الدائرة الإيكولوجية الصغيرة على سطح القمر"، يزن 3 كيلوغرامات فقط، إلا أنه يكلف أكثر من 1.15 مليون جنيه إسترليني. كما أشارت إلى أنه صمم ليحافظ على درجة حرارة تتراوح بين 1 و30 درجة مئوية، وليسمح للضوء الطبيعي والماء والمحاليل المغذية، بالوصول إلى النباتات.
واختيرت العناصر الـ6 الموجودة داخل الحوض، لتتصرف كـ"منتجين مستهلكين ومحللين"، إذ تنتج النباتات الأوكسيجين من خلال التركيب الضوئي، وتوفر الغذاء الذي تستهلكه ذبابة الفاكهة للحفاظ على بقائها، في حين تحلل الخميرة مخلفات الذباب والنباتات، كما يمكن للبطاطا أن تكون مصدرًا للغذاء، وللّفت أن يكون مصدرًا للزيت، وللقطن أن يكون مصدرًا للنسيج، في حال نجاح البشر في إنشاء مستوطنة على القمر مستقبلًا، وفقًا لموقع "إندبندنت".
Twitter Post
|
Facebook Post |
هذه النبتات نمت في الفضاء:
لم يسبق التجربة الصينية، زراعة أي بذور على سطح كوكب خارج الأرض، وكانت النباتات تزرع سابقًا على متن محطة الفضاء الدولية.
وتذوّق رواد الفضاء أول قضمة من الخس الروماني الذي نما في محطة الفضاء الدولية عام 2015، وتمكنت الطحالب من البقاء على قيد الحياة 530 يومًا على السطح الخارجي للمحطة ذاتها، وفقًا لموقع "نيوز ساينس"، كما زرع الخيار على متن المحطة أيضًا.
محاصيل في تربة وبيئة تحاكي الفضاء:
كما أجريت عدة تجارب في مخابر على الأرض، لمحاكاة التحديات التي تواجه الزراعة في الفضاء، مثل تجربة "غرين هاب" عام 2016 في محطة أبحاث صحراء المريخ، بولاية أوتاه الأميركية، التي هدفت إلى محاكاة الصعوبات التي تواجه الزراعة على المريخ.
Facebook Post |
ونجح علماء من مركز أبحاث جامعة "فاغننجين" في هولندا، العام الماضي، في جني 10 محاصيل، بما فيها الطماطم والبازلاء والفجل والسبانخ، مستخدمين تربة من بركان في هاواي، يحاكي تركيبها الكيميائي تركيب تربة الكوكب الأحمر، إلا أنهم لم يحددوا بعد ما إذا كانت المحاصيل آمنة للأكل بعد، لأن التربة المستخدمة تحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق، ويتوقع أن يستكملوا تجاربهم في إبريل/نيسان من هذا العام، وفقًا لموقع "delta.tudelft".