الصيف الأعلى حرارة في تاريخ بريطانيا

16 يونيو 2017
يستمتعون بالطقس المشمس (دانيال ليل-أوليفاس/ فرانس برس)
+ الخط -

تجتاح بريطانيا موجات حرّ تسجّل نحو 30 درجة مئوية، وتظهر البيانات أنّه الصيف الأكثر سخونة في تاريخ البلاد. وتفيد بأنّ هذا الفصل قد يكون شبيهاً بصيف عام 1976 الذي سجّل درجات الحرارة الأعلى في بيانات الأحوال الجوية البريطانية.

ويُتوقّع أن ترتفع درجات الحرارة خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، فيما يتجاوز مستوى الزئبق 20 درجة مئوية، وذلك على نطاق واسع في كل أنحاء جنوب بريطانيا. وقد تصل الحرارة إلى مستويات أعلى في بعض المناطق. وقد تبلغ في اسكتلندا وشمال البلاد 35 درجة مئوية.

وعلى الرغم من الأحوال الجوية المتقلبة التي سجلت في بداية شهر يونيو/ حزيران الجاري، فإنّ الخبراء يؤكدون أنّ هذا الأسبوع يبشّر بصيف عظيم. وتشير التوقّعات الرسمية على المدى الطويل إلى أنّ درجات الحرارة سوف تبقى فوق المعدّل حتى بداية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل. وهو الأمر الذي دفع البريطانيين في لندن إلى الخروج من بيوتهم للاستمتاع بالطقس الدافئ والمشمس النادر في مدينة الضباب، فامتلأت الحدائق العامة بهؤلاء الذين فضّلوا انتهاز هذه الفرصة وإن تغيّبوا عن أعمالهم. بيتر براون (60 عاماً) من هؤلاء، ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ "الاستيقاظ في الصباح على هذا الجوّ الجميل بعد الأيام الممطرة التي سبقته، يستحق أخذ يوم عطلة من العمل. فالشمس نادراً ما تشرق في هذه البلاد، وباتت بالنسبة إلينا الطاقة التي تمدّنا بالحياة والتفاؤل". يضيف: "أقضي يومي هذا خارج المنزل، في أيّ مكان تصلني فيه حرارة الشمس، بعيداً عن المكتب وضغوط الحياة".

في السياق، يقول غراهام مادج وهو كبير موظفي الإعلام في مكتب الأرصاد الجوية لـ "العربي الجديد"، إنّ "المكتب توقّع فقط دراجات حرارة مرتفعة لبضعة أيّام، ولا علاقة لذلك بالتغيّرات المناخية التي راح يعلّق عليها القرّاء، نتيجة توقّعات بعض الاختصاصيين القائلة باستمرار موجة الحرّ لثلاثة أشهر".

من جهتها، تقول البروفسورة جوانا هاي وهي مديرة مشاركة في معهد غرانثام في جامعة إمبريال كوليدج لندن، لـ " العربي الجديد"، إنّ "الطقس على ما يبدو يذهب في اتجاه صيف هو الأكثر حرارة في تاريخ البلاد. لكنّنا لا نستطيع الجزم بذلك، لأنّه من الصعب أحياناً التنبّؤ بما قد تؤول إليه الأحوال الجوية بعد شهر". وعن تأثير التغيّر المناخي على ارتفاع الحرارة، تقول إنّها "بالتأكيد تلعب دوراً كبيراً منذ عقد من الزمن، إذ ارتفعت الحرارة في العالم عمّا كانت عليه قبل عشرة أعوام تقريباً. لكنّنا لا نستطيع التحدّث عن عام واحد وربطه بالتغيّرات المناخية، لأنّ هذا الصيف قد يكون حاراً جداً ويأتي الصيف الذي يليه بارداً، فالطقس يتبدّل باستمرار".

تجدر الإشارة إلى أنّ ثمّة خبراء توقعوا بقاء الحرارة مرتفعة على مدى مائة يوم، أي لثلاثة أشهر حتى نهاية شهر أغسطس/ آب المقبل.

المساهمون