الصورة مفقودة

21 نوفمبر 2017
فابيان فيردييه/ فرنسا
+ الخط -

الأركيولوجيون بالذات هم من أكثر القوم استعمالاً للصور، نجد مجلدات ألبومات حول الحفريات في مصر وفي العراق وفي البلاد الأفريقية والآسيوية منذ القرن التاسع عشر، أي منذ انبلاج فجر الصورة التوثيقية التقطوا هذه الأداة بكثير من الحماس والمنفعية. فكيف نصدّق أن أركيولوجياً جاء في "وضح التاريخ" (استعارة لعبارة هيغل) لا توجد له صورة واحدة في النت؟

بالرغم من أننا حيال شخصية علمية (وأميركية) عاشت في القرن العشرين الذي أصبحت فيه الصورة محور التواصل البشري، فإننا حين نبحث على صورة لـ آلبرت غلوك على الإنترنت لن نجد لها أثراً. تماماً مثل التحقيق حول جريمة اغتياله، فإن أكثر ما يمكن أن يذكّر به قد طُمس. إنها جريمة أخرى، تقع في محرّكات البحث الإلكتروني، وربما وقعت نظيرتها في الأرشيفات الجامعية.

هذه الجرائم قد تذكّرنا بجريمة شهيرة في الأدب البوليسي، ففي رواية "جريمة قطار الشرق السريع" لـ أغاثا كريستي، يجري اغتيال السيد راتشت (المصادفة أنه أميركي متجه للشرق) ويُطلب من هركول بوارو أن يحقّق في ما حدث. على الجثة كان هناك اثنتا عشرة طعنة سكين. وفي القطار يوجد 12 شخصاً على علاقة مع المجني عليه، وسيجد بوارو في نهاية التحقيق أن كل هؤلاء مشتركون في الجريمة.

بالعودة إلى اغتيال غلوك؛ هكذا جرائم تقتضي متعاونين في مواقع مختلفة يعملون على طمسها، ووضعها في صناديق مقفلة إلى الأبد.

المساهمون