الصفحات الإسرائيلية أكثر تحريضاً وعنصرية خلال العام 2014

26 ديسمبر 2014
مطلع العام انشغلت الصحف بوفاة أرييل شارون (أرييل سيناي/GETTY)
+ الخط -
كان العام 2014 حافلاً بالأحداث بالنسبة للإسرائيليين، الذين تفاعلوا معها عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك من خلال تعليقات على الأخبار المنشورة في المواقع الإلكترونية العبرية. وبدا واضحاً من خلال التفاعلات مع الأحداث المختلفة، أن هذا العام كشف عن مجتمع أكثر تعصباً وعنصرية وتحريضاً ضد الفلسطينيين، خاصة أبناء الداخل الفلسطيني وقياداتهم، كما بدا المجتمع الإسرائيلي منقسماً على نفسه في أكثر من قضية.
وقد تكون وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارييل شارون في يناير/كانون ثاني من هذا العام، القضية البارزة الوحيدة التي لم  تكن خلافية في نقاش الإسرائيليين، فاعتبره غالبيتهم "قائدا كبيرا".
ومطلع شهر مارس/آذار، اشتعلت الصفحات الإسرائيلية  بالنقاش، بعد مظاهرة للآلاف من اليهود المتزمتين دينيا (الحريديم) على مشارف القدس، ضد اقتراح قانون لفرض التجنيد الإلزامي على جزء من أبناء هذه الشريحة. وكان الانقسام واضحاً في الشارع الإسرائيلي بين هؤلاء ومن ينادون الى تجنيدهم من العلمانيين.
الأحداث السياسية-العسكرية والتحريض
وناقش المجتمع الإسرائيلي في جميع مراحل العام 2014، الكثير من قضايا الفساد المالي والاعتداءات الجنسية، في صفوف قيادات رسمية وعسكرية، حالية وسابقة، في الكنيست والشرطة والجيش وغيرها، منها ما طال رئيس الوزراء السابق ايهود أولميرت، وعضو الكنيست المستقيل فؤاد بن العيزر وشخصيات أخرى، وآخر القضايا ما كشف عنه هذا الشهر، عن تورط قائد وحدة في جيش الاحتلال في اعتداءات جنسية على جنديات يخدمّن في وحدته.
إلا أن الاحداث السياسية والتطورات العسكرية والأمنية، كانت صاحبة الحظ الأوفر من النقاشات، وحملت الكثير من التحريض على الفلسطينيين في كل مكان. ووصلت الأمور ذروتها منذ تعرض ثلاثة مستوطنين للخطف والقتل في يونيو/حزيران الماضي، تبعها خطف الفتى المقدسي محمد ابو خضير من قبل مستوطنين، وقتله وحرقه بصورة بشعة في يوليو/ تموز ومن ثم العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي مرحلة لاحقة العمليات التي نفذها فلسطينيون في القدس ابتداء من أغسطس/ آب وصولا إلى ديسمبر/كانون الأول، رداً على استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الاقصى المبارك، ومنع المسلمين من دخوله، والتضييق على الفلسطينيين في سائر القدس المحتلة.
بالتزامن مع ذلك، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة تحريض دموية ضد الفلسطينيين بشكل عام وفلسطينيي الداخل بشكل خاص، من خلال عبارات صريحة عبر المواقع الالكترونية الإسرائيلية وصفحات "فيسبوك" و"تويتر"، منها ما يدعو لقتلهم ومنها ما يدعو لطردهم.
وترصدت مجموعات صهيونية، تعليقات فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، الرافضة للممارسات الإسرائيلية في كل هذه الاحداث، مما تسبب في فصل عدد كبير منهم من وظائفهم في مؤسسات وشركات إسرائيلية، تحت ضغط هذه المجموعات.
ولم يسلم قياديو الداخل الفلسطيني من ذلك، وعلى رأسهم عضو الكنيست حنين زعبي، التي حفلت الصفحات الإسرائيلية بالتحريض ضدها بسبب العديد من المواقف، فضلاً عن تحريض قيادات اسرائيلية ضدها أيضاً.
 لكن الأحداث  المذكورة، خاصة العدوان على غزة، أظهرت وجود تباين كبير داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، فشهدت الساحة "الفيسبوكية" الإسرائيلية نقاشات عاصفة، بين من أيد العدوان ودافع عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومن عارضه وانتقده. وأشارت نتائج بحث، نشرت بعد العدوان، أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين ألغوا صداقات على "فيسبوك"، بسبب الاختلاف في الرأي وعدم القدرة على احتمال توجهات الشخص الآخر، وسط تفوق كبير للآراء اليمينية على تلك المحسوبة يسارية، مما يشير إلى ازدياد التعصب. 

"داعش" أيضاً
أما "تنظيم الدولة"، الذي أشغل العالم، فكان حاضراً أيضاً بقوة على صفحات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، وأنشأ الإسرائيليون عشرات الحسابات على "فيسبوك" و"تويتر"، تحمل اسم "داعش" ورموزه وشعاراته ورايته السوداء، بعضها اتخذ طابعاً جديّاً، لكن غالبيتها ساخرة وهزليّة، فيما اتّخذ مسؤولون إسرائيليون من "داعش" شمّاعة للتحريض على المقاومة الفلسطينية.
في نهاية العام، انشغل الشارع الإسرائيلي وقادته، بانتخابات الكنيست المقررة في مارس/اذار القادم. وشهدت مواقع التواصل نقاشات كثيرة، تواكب التطورات على صعيد الائتلافات التي تشهدها الساحة بين بعض الاحزاب الإسرائيلية، فضلا عن استطلاعات الرأي شبه اليومية حول قوة الأحزاب.
المساهمون