وصل زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، اليوم الجمعة، إلى بغداد قادماً من مقر إقامته في منطقة الحنانة بمحافظة النجف (180 كيلومتر جنوب بغداد)، بالتزامن مع موعد انطلاق التظاهرة المليونية التي دعا إليها ضد مفوضية وقانون الانتخابات.
وذكر المكتب الإعلامي لزعيم "التيار الصدري"، في بيان مقتضب، أن مقتدى الصدر وصل إلى العاصمة العراقية بغداد، فيما توقعت قيادات مقربة منه أن تكون للصدر مشاركة ولو لدقائق في تظاهرة اليوم.
إلى ذلك، قال أحد منظمي التظاهرة ويدعى حيدر التميمي، لـ "العربي الجديد"، إن اللجنة التنسيقية وصلت، في وقتٍ مبكر من صباح اليوم، إلى ساحة التحرير، وسط بغداد، وهي المكان المخصص للتظاهرة من أجل إجراء الترتيبات اللازمة لذلك، مؤكداً أن شعارات التظاهرة ستنحصر بالمطالبة بإزاحة الفاسدين، وإقالة مفوضية الانتخابات الحالية، واستبدالها بجديدة، فضلاً عن سن قانون انتخابات عادل.
وأشار إلى أن التظاهرة سترفض قانون الانتخابات، الذي صوت البرلمان على بعض فقراته الثلاثاء الماضي، بما فيها آلية سانت ليغو المعدلة على الطريقة العراقية (1.9)، مشدداً على استمرار التظاهرات حتى تعديل قانون الانتخابات.
وأضاف أن "الشعب العراقي سيحدث التغيير المنشود على الرغم من أنوف الفاسدين"، لافتاً إلى أن المحتجين لن يتنازلوا عن سلميتهم مهما حدث.
وأكّد أن العراقيين سيواصلون التظاهرات ما دام الفاسدون يتمسكون بقوانين تخدمهم وتصب في مصلحة أحزابهم على حساب قوت الفقراء والمسحوقين من أبناء المحافظات العراقية المختلفة.
في المقابل، علّق الحساب الرسمي لصالح محمد العراقي، الذي يعتقد أنه مقرب من مقتدى الصدر، على احتمال فشل تظاهرة الجمعة بالقول "باختصار: فشل التظاهرات غداً يعني عودة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي للحكم"، مضيفاً "وبالتالي عودة داعش".
وفرضت القوات العراقية إجراءات أمنية مشدّدة في بغداد، وقطعت عددا من الطرق والساحات والجسور بحسب مصادر أمنية أكدت لـ"العربي الجديد"، أن قوة مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الشغب قطعت جسور الطابقين والمعلق والسنك والجمهورية القريبة من مقر انطلاق التظاهرة، فضلاً عن إغلاق ساحات كهرمانة والخلاني والطيران والتحرير وشوارع الرشيد والسعدون والنضال.
وبعد عودته من السعودية في زيارة استمرت ثلاثة أيام، دعا زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر إلى تظاهرة مليونية، الجمعة، احتجاجاً على الفساد وتصويت البرلمان على عدد من فقرات قانون الانتخابات التي تخدم الأحزاب الكبيرة على حساب الصغيرة.