الصحف المحافظة تؤيد كلينتون: ليس لديها خيار آخر

03 نوفمبر 2016
تختار على قاعدة "أهون الشرّين" (تيموثي كلاري/فرانس برس)
+ الخط -
قبل أقل من أسبوع على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، حازت المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، على تأييد أكثر من 186 صحيفة يومية، متفوقة بـ31 مرة على منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، الذي حصل على تأييد 6 صحف فقط.

في هذا الإطار، اعتبرت الصحافية الأميركية، جيني كوتنر، أن تأييد الصحف لمرشح معين لا يعد دائماً أمراً بالغ الأهمية، خاصة عندما يتماشى مع توقعات القرّاء وآرائهم السياسية، في مقالها على موقع Policy Mic.

واعتمدت كوتنر على دراسة صادرة عام 2011، جاء فيها أن المواقف المؤيدة التي تخالف الأجندة السياسية المتبعة لصحيفة معنية ـ كأن تدعم صحيفة يمنية الحزب الديمقراطي للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية ـ تؤثر بشكل ملموس على خيارات القراء. كما تزداد ثقة الناخبين بالمؤسسات الإعلامية عندما يلاحظون تحيزاً أقلّ فيها، ويأخذون بعين الاعتبار وجود مستوى أقل للتحيز عندما تناقض الوسائل الإعلامية قيمها المعتادة، وهو ما حصل في 2016 كثيراً.

وتساهم تأييدات الصحف المحافظة في صياغة مسودة سردية سير الانتخابات الأخيرة التي يرجح أن تساهم في وصول امرأة للمرة الأولى إلى البيت الأبيض، عبر الإشارة إلى إنجازات كلينتون، لكنها تقوم بالأمر على مضض، ويطغى الخطاب المعادي لترامب على إنجازاتها هذه، وفقاً لكوتنر.

وعكست صحف عدة مؤيدة للحزب الجمهوري خطاب "لا لترامب"، مثل "دالاس مورنينغ نيوز" Dallas Morning News، "كولومبس ديسباتش" Columbus Dispatch اللتين دعتا إلى انتخاب كلينتون، بالإضافة إلى "سان دييغو يونيون تريبيون" San Diego Union Tribune و"أريزونا ريبابليك" Arizona Republic اللتين لم ترشحا أي مرشح ديمقراطي خلال القرن الماضي.

ورأت الصحافية أن تأييد كلينتون من قبل صحف مؤيدة للحزب الجمهوري يأتي في إطار مألوف، إذ توافق هيئات التحرير فيها على أن كلينتون "أهون الشرين"، و"أمل البلاد الوحيد في هزيمة المرشح الجمهوري الذي سيسبب الفساد والفوضى في حال توليه للمنصب".

بمعنى آخر، تعتبر كوتنر أن تأييد الصحف المؤيدة منذ عقود للحزب الجمهوري كلينتون في انتخابات عام 2016 لا تعكس تبدلاً في المواقف أو قناعة هذه الصحف بمؤهلات كلينتون لتولي الرئاسة بفضل خبرتها الطويلة في المجال السياسي، بل تعتبر كلينتون "خياراً أكثر أماناً" من ترامب الذي أثار سلوكه استهجان الصحف الأميركية منذ بداية حملته الانتخابية.

وأشارت الصحافية إلى أن بعض الناخبين سيصوتون لكلينتون لأنهم تأثروا بتجربتها، بغض النظر عن تفاصيلها، كما قد يصوت آخرون لها لأنهم يأملون برؤية امرأة في البيت الأبيض، أما البعض الآخر فسيصوّت لها لأنهم متخوفون من معارضتها.

ولفتت إلى أن إعلان هذه الصحف عن تأييدها لكلينتون سيساعد على تحقيق هدفها الظاهر للعيان، وهو الحصول على دعم الناس لها، وربما سيكون هذا القرار الصائب، لكن ذلك لن يكون إنجازها الوحيد، بل ستترك للتاريخ شيئاً بين السطور بمعنى "صوتنا للمرأة الأولى في الرئاسة، لأنه لم يكن لدينا خيار آخر".



(العربي الجديد)

المساهمون