الصحف الفرنسية تتابع الانتخابات الإسبانية عن كثب

19 ديسمبر 2015
يوم الصمت الانتخابي في إسبانيا (Getty)
+ الخط -


اهتمت الصحف الفرنسية الصادرة صباح اليوم السبت، يوم الصمت الإنتخابي في اسبانيا، بالترشيحات التي قد تفضي حسب المحلّلين والمتابعين للشأن السياسي الإسباني إلى انتهاء عصر القطبية الحزبية بين الحزب الشعبي المحافظ والحزب الاشتراكي، التي عرفتها البلاد منذ سنة 1977، تاريخ بدء الديمقراطية في اسبانيا بعد سنتين على وفاة الجنرال فرانكو.

وركّزت وسائل الإعلام الفرنسية اهتمامها على صعود نجم حزب "بوديموس" (أقصى اليسار) وزعيمه بابلو ايغليزياس الذي توجّه إلى محازبي "بوديموس" مساء الجمعة ودعاهم إلى "فرض التغيير السياسي في البلاد".

صحيفة "سود أويست" عرضت ملفاً خاصاً تحت عنوان "تعرّف إلى الانتخابات الإسبانية والمرشحين الأربعة لتولي رئاسة الحكومة". ورشّحت الصحيفة استمرار اليمين المعتدل (الحزب الشعبي) في الحكم مع فارق هذه المرة هو عدم قدرته على الفوز بـ 176 مقعداً في البرلمان وهذا ما سيشكّل عائقاً أمام ماريانو راخوي، زعيم الحزب الشعبي، في تشكيل حكومته الجديدة. وأضافت الصحيفة: "سيكون الرهان اليوم في اسبانيا على الحزب الذي سيتبوّأ المرتبة الثانية، لم تعد صيغة القطبية الحزبية مفروضة بعد تصاعد الموجة الشبابية في كل من "بوديموس" و"ثيودادانوس". الكل يرى اسبانيا جديدة بعد حين".


بدورها تساءلت صحيفة "لوموند" عن الدور الكبير الذي سيلعبه حزب "بوديموس" في اسبانيا في الفترة المقبلة، فكتبت ساندرين موريل مراسلة الصحيفة في مدريد "في حي أرغانزويلا في مدريد في صالة صغيرة لا تسع سوى بضع عشرات، اكتظّت القاعة بمحازبي بوديموس ليدخل ضيف غير اعتيادي هذه المرة، هو الكاتب البريطاني في صحيفة"الغارديان" البريطانية والسياسي اليساري أوين جونز الذي قال ممازحاً الحضور أنّ رغبة جيريمي كوربن هي الزواج بين بوديموس والـ PSOE (حزب العمال الاشتراكي الإسباني)، هكذا يكون المرشحون من بوديموس والمنتخَبون من العمال الاشتراكي ورئيس الحكومة لبوديموس.."، وأضافت موريل: "يرى شيوعيو أوروبا اليوم أنّ مستقبل التغيير السياسي في أوروبا يبدأ من اسبانيا، فالحزب الذي استطاع أن يفوز في مايو/أيار الماضي ببلديتين كبيرتين في مدريد وبلدية برشلونة، يرى نفسه قادراً على استلام الحكم وتطبيق برنامجه الاقتصادي الجديد وهو يحظى بدعم شبابي كبير على مستوى كافة المحافظات الإسبانية".



أما "لوفيغارو" فصبّت اهتمامها على التسويق لمرشّح حزب "ثيودادانوس" الذي خطف أصوات الليبراليين الذين وجدوا في الحزب الشعبي حزباً محافظاً للغاية قارب في طروحاته ما يقدّمه اليمين المتطرّف في ما خصّ الهجرة واللجوء تحديداً، وقالت "لوفيغارو" أنّ حزب ألبير ريبيرا "يعرض اليوم على الناخبين "العقد الوحيد الدائم" لمواجهة البطالة مع تقليص تكاليف العمل وتقديم مساعدات مالية لذوي المداخيل المحدودة، ويعد بما وصفه ريبيرا في حملته الإنتخابية بـ"المرحلة الإنتقالية الثانية من الإصلاحات".

وفي السياق نفسه تحدّثت "لا كروا" عن دعم كبير يتلقاه ريبيرا وحزبه من المؤسسات الاقتصادية في البلاد حتى بات يطلق عليه اسم "ايبكس 35" وهو اسم بورصة العاصمة الإسبانية مدريد، وتعيد الصحيفة هذا الدعم إلى تخوّف كبير لدى أوساط الطبقة البرجوازية وكبار المستثمرين من ترهّل وانهيار يصيب الحزب الشعبي الحاكم لذلك تبدو الرغبة واضحة في إطلاق قوة ليبرالية بديلة تجنّب البلاد سيطرة اليسار الراديكالي الذي يمثّله "بوديموس".

نجم الانتخابات سيكون "بوديموس" الحزب الذي كتبت عنه "ليبراسيون" صباح اليوم فقالت: "وجد ليبقى وليغيّر"، وكشفت الصحيفة في افتتاحية العدد الأخير قبل موعد عن الانتخابات عن ثقة ايغليزياس زعيم الحزب في إحراز المركز الثاني على الأقل نهار الأحد. "مع "بوديموس" سيرتفع الحد الأدنى للأجر الذي يقدّر بـ 650 يورو شهرياً وسيكون هنالك تدابير لحماية العمال عدا عن اتفاقيات عامة تخص قطاع الصناعة. سيجبر "بوديموس" الشركات على الرجوع الى الحكومة قبل اتخاذها قرارات تسريح العمّال".



وختمت اليومية الفرنسية "وعد ايغليزياس بفرض ضرائب على الأغنياء ستزيد من مداخيل الدولة كما ينوي الحزب رفع الضريبة على القيمة المضافة على المنتوجات الكمالية، برنامج اقتصادي يستحق التجربة في اسبانيا جديدة".

اقرأ أيضاً: مساجد فرنسا: مصانع إرهاب أم ضحية الإسلاموفوبيا؟

دلالات
المساهمون