أكثر من مليار مدخن في العالم، يُشعلون كل دقيقة 11 مليون سيجارة، ويموت خلالها أكثر من 10 أشخاص. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يبلغ عدد الوفيات بسبب التدخين مع نهاية القرن الواحد والعشرين مليار شخص إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم، ما يعني مجموع عدد ضحايا الحربين العالميتين معاً.
وتشير المنظمة في تقرير نشرته بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ لعام 2018 تحت شعار "التبغ وأمراض القلب"، إلى أن نحو 80 في المائة من المدخنين يعيشون في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ويموت منهم سنوياً نحو 7 ملايين شخص.
وتبين أن هدف إحياء اليوم العالمي هذا العام الذي يصادف يوم 31 مايو/أيار سنوياً، يركز على زيادة الوعي بشأن الصلة بين التبغ وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، والتي تعتبر مجتمعة أولى أسباب الوفاة في العالم، وحثّ الجميع، حكومات ومجتمعات، على اتخاذ الإجراءات والتدابير العملية التي تحدّ من مخاطر التبغ على صحة القلب.
وتؤكد أن أمراض القلب والأوعية الدموية تحصد أرواح الناس بمعدل يفوق أية أسباب أخرى للوفاة، لافتة إلى أن تعاطي التبغ والتعرّض لدخانه غير المباشر (التدخين السلبي) يقف خلف وفاة 12 في المائة تقريباً من مجموع الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، علماً أن تعاطيه هو السبب الثاني للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بعد ارتفاع ضغط الدم.
وكانت دراسة نُشرت في دورية "لانسيت" الطبية في إبريل/نيسان 2017، أشارت إلى انخفاض نسبة الأشخاص الذين يدخنون التبغ يومياً خلال 25 عامًا.
ووجدت أن واحداً من كل أربعة رجال، وامرأة واحدة من كل 20 امرأة، كانوا يدخنون يومياً في عام 2015، لكن هذا المعدل سجل تراجعاً عما كان عليه عام 1990، حين كان رجل واحد من كل ثلاثة رجال وامرأة من بين 12 امرأة يدخنون يومياً.
Twitter Post
|
واستندت الدراسة إلى معطيات جماعة ضغط تسمى "أطلس التبغ"، التي لفتت إلى أن انخفاض معدلات التدخين في بعض الدول "يقابله استهلاك متزايد في بلدان أخرى بسبب ضعف ضوابط مكافحة استخدام منتجات التبغ". وفي حين يرتفع التدخين في المناطق الفقيرة في العالم، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ينخفض في دول مثل أستراليا والبرازيل وبريطانيا التي تشمل إجراءات مكافحة التدخين فيها ارتفاع الضرائب والحظر والتحذيرات الصحية.
Twitter Post
|
وقالت منظمة الصحة العالمية في تقرير، العام الماضي، إنّ الصين لديها أكبر عدد من المدخنين نسبة لعدد سكانها البالغ 1.3 مليار نسمة، وقدرته بنحو 315 مليون مدخن يستهلكون أكثر من ثلث السجائر في العالم. في حين أشارت إلى أن أندونيسيا لديها أعلى نسبة من المدخنين، وتبلغ 76 في المائة من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما.
Twitter Post
|
وأكدت أن الحكومات لا تمتلك وحدها القدرة على بذل الجهود لمكافحة التبغ، ففي إمكان الأشخاص أيضاً أن يسهموا على المستوى الفردي في تحقيق خلو العالم من التبغ على نحو مستدام. وسيؤدي ذلك بدوره إلى حماية صحتهم وصحة الأشخاص الذين يتعرضون للتدخين غير المباشر، بما في ذلك الأطفال وغيرهم من أفراد الأسرة والأصدقاء. والمال الذي لم يعُد يُنفق على التبغ يمكن توجيهه إلى استخدامات أخرى أساسية، بما في ذلك شراء الأغذية الصحية والحصول على الرعاية الصحية والتعليم.
(العربي الجديد)