الصحافي الشهيد ياسر مرتجى

08 ابريل 2018
+ الخط -
رحل زميلنا الصحافي الشهيد ياسر مرتجى، فجر السبت، متأثراً بجراح أصيب بها بعد أن قنصه جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة خلال تغطيته مسيرات العودة قبل أن يصور غزة من الجو ويحقق أمنيته بالسفر، وهذه حال مليوني فلسطيني حرمهم الاحتلال والانقسام من حقهم في السفر والتنقل، والعيش بحياة كريمة تليق بهم.

أيّ حياة تلك ونحن في القرن الواحد والعشرين بانتظار فتح المعبر مرة أو مرتين في العام؟ أو بانتظار سجلات المسجلين للسفر عبر معبر رفح؟ أليس في هذا القهر، والوجع بعينه، في حين يظل معبر الكرامة يعمل على مدار الساعة في الجزء الآخر من الوطن؟


وفقاً لإحصائية وزارة الداخلية بغزة، إن معبر رفح هذا العام لم يفتح إلا 8 أيام وبلغ عدد أيام إغلاقه 85 يوماً.

كل من عرف ياسر أو لم يعرفه لا يستطيع حبس دموعه ومنع نفسه من البكاء، ناهيك بتجارب الزملاء الصحافيين والصحافيات على الفيسبوك الذين تعاملوا معه ووصفوه بالصحافي الخدوم.

لم يبق فلسطيني واحد في غزة والداخل والشتات إلا ورثى ياسر، وقد امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بصوره الشخصية، والصور التي التقطها أثناء تغطيته الحصار، ومسيرات العودة وجمعة الكاوتشوك، وابتسامات الأطفال.

ليكن الجمعة القادم من مسيرات العودة، لإنهاء الانقسام وتحقيق أمنية ياسر ومليوني فلسطيني في غزة من السفر والتنقل خارج حدود الوطن والجغرافيا. ولتنته هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا ولنقُل كفى للانقسام الذي دخل عامه الحادي عشر، وكفاكم إخفاقاً من أجل أحلامنا ودمائنا وإنساننا، فإذا لم توحدنا دماء ياسر وشهدائنا فكيف نتوحد؟

إن المطلوب من القوى والفصائل والقائمين على الأمن والكهرباء والمعبر في غزة أن يعتذروا، الاعتذار من شعبنا الفلسطيني كي يشعر المواطن بأن من ارتكب هذا الخطأ وسهل طريقه، أدرك خطأه وعرف مصيبته، ويعلن أنه لم يكن صائباً بفعلته، علّ الجرح يخف.
2E77EB3D-A1E3-40BD-B10A-3A064524A9C2
محمد البريم

صحافي وكاتب فلسطيني من غزة خرج من رحم المعاناة والألم... حاصل على بكالوريوس في اللغة العربية والإعلام من جامعة الأزهر بغزة، وله العديد من المقالات التي تهتم بالشأن الفلسطيني، ويقيم في مدينة رام الله، وساهم في طباعة العديد من الإصدارات الفلسطينية من خلال دار الجندي للنشر والتوزيع.