الصحافة الإسرائيلية: مذابح دوما بفعل الدعم الروسي المطلق

09 ابريل 2018
الصحافة الإسرائيلية: ثقة بالنفس عند الأسد (فرانس برس)
+ الخط -

ذهبت الصحافة الإسرائيلية، اليوم الإثنين، وهي تذرف دموع التماسيح على أطفال وشهداء دوما، إلى القول إن المذابح الكيميائية للنظام السوري في دوما ما كانت لتُنفَّذ لولا الدعم الروسي المطلق لنظام بشار الأسد.

وأعاد المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، خلفية مذابح السبت إلى الاجتماع الثلاثي في أنقرة الأسبوع الماضي، بمشاركة كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني.

وقال عاموس هرئيل في هذا السياق، وفق التحليل الذي نشره صباحاً في النسخة الورقية لـ"هآرتس"، قبل تعديله لاحقاً مع تنفيذ الهجوم الجوي على مطار "التيفور"، إن التقديرات تشير إلى أن الأسد يواصل ذبح مواطنيه بتأييد روسي، وأن الهجوم الكيميائي في دوما يعزز التقديرات القائلة بأن الأسد على استعداد لاستخدام كل الأدوات المتوفرة لديه لضمان إعادة السيطرة على سورية، فيما تتلقى إيران أيضاً هي الأخرى دعماً لتكريس وجودها في سورية.

مع ذلك، استدرك هرئيل في النص الذي أدخل عليه تعديلات ونشره على موقع الصحيفة، بالقول إنه ليس واضحاً ما إذا كان الأسد حصل على ضوء أخضر لتنفيذ الهجوم الكيميائي، فدمشق وموسكو تنفيان استخدام السلاح الكيميائي، وبالتالي ينبغي العودة للقاعدة التقليدية القائلة بأنه يجب عدم تصديق أي أمر إلى أن ينفي الكرملين وقوعه، في إشارة إلى أن النفي في حالة الكرملين هو تأكيدٌ للواقعة.

ومن المنظور الإسرائيلي، اعتبر هرئيل أن هناك تداعيات للأحداث الأخيرة، فهي تعزز التقديرات بشأن الثقة بالنفس عند الأسد، واستعداده لاستخدام كل أنواع الأسلحة لاستعادة السيطرة على سورية، بما في ذلك مستقبلاً في جنوب سورية، الأمر الذي يثير مجدداً الشكوك بشأن صحة القرار الإسرائيلي الرسمي بوقف تصنيع الأقنعة الواقية من السلاح الكيميائي في إسرائيل، ووقف توزيعها على الجمهور.  

إلى ذلك، وبحسب "هآرتس"، يبدو أن إيران حصلت في قمة أنقرة الأخيرة على دعمٍ لمواصلة جهود ترسيخ وجودها العسكري في سورية، بما في ذلك على مقربة من الحدود مع إسرائيل في الجولان، ما سيكون له أثر في تعجيل التطورات المستقبلية، الأمر الذي تبدو بوادره جلية في نشاط إسرائيلي فاعل ضد الوجود الإيراني في سورية وفقاً للتهديدات التي أصدرها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان.

ومن شأن تصعيد في هذا الاتجاه أن يؤدي بالتالي إلى تأجيل الانسحاب الأميركي من سورية من جهة، وتورط إسرائيل فيها من جهة ثانية، إذ يبدو أن الحبل الذي تسير عليه إسرائيل في الجبهة الشمالية رفيع للغاية.

واتفق عوديد غرانوت في "يسرائيل هيوم" مع ما ذهبت إليه "هآرتس" بشأن مجزرة دوما الكيميائية، قائلاً إن الأسد ما كان ليتجرأ على تنفيذ المذبحة وارتكابها مستخدماً السلاح الكيميائي، لولا التجاهل الروسي لذلك، وغضّ روسيا الطرف عن هذه العمليات. فموسكو هي التي أفشلت حتى الآن المساعي الدولية للتحقيق في استخدام الأسد للسلاح الكيميائي، بل إنها عادت أمس وكررت أن الاتهامات للنظام باستخدامه عارية عن الصحة.

وفي هذا السياق، يشير غرانوت إلى أن ادعاءات النظام السوري بأنه ليس بحاجة لاستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة، وأنه لم يتبق لديه أسلحة كيميائية، هي اتهامات كاذبة، لأن الغوطة، ومن ضمنها دوما، أحد المعاقل التي لم ينجح الأسد في كسرها، وهي بمثابة شوكة في حلق النظام، وتهدد العاصمة دمشق، وقد حاول الأسد عبر الهجمات الكيميائية والقصف المتواصل - ويبدو أنه نجح في ذلك السبت - ترهيب المدنيين وتسريع عملية إخراج المقاتلين من المدينة.

وإلى جانب هذه التحليلات، فقد أبرزت الصحف الإسرائيلية صوراً للمذبحة، في سياق التخفيف من جرم الاحتلال الإسرائيلي، ضمن عملية ذرف لدموع التماسيح على ضحايا النظام الإجرامي في سورية.

وفي هذا السياق، برز الكاتب اليميني بن درور يميني، الذي استغل مجزرة دوما، للحديث عما وصفه بـ"النفاق الدولي" في  التعامل معها وتوجيه أسهم النقد بالأساس إلى قوات الاحتلال على خلفية سقوط شهداء فلسطينيين في مسيرات يوم العودة، مدعياً أن هذه الانتقادات فاقت حجم الانتقادات التي وجهت للمذبحة التي نفذها الأسد، والمذابح التي يواصل ارتكابها ضد مواطنيه، وأن هناك مطالب لإجراء تحقيق حول ما تقوم به إسرائيل، أكثر من تلك الدعوات المطالبة بالتحقيق ضد جزار دمشق.

المساهمون