وكتب الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، يوسي ميلمان، أن اغتيال بدر الدين الليلة، قرب مطار دمشق، "يشكل ضربة قاسية، لكون الرجل كان بمثابة القائد الفعلي للذراع العسكرية لحزب الله، ويعتبر وريث عماد مغنية الذي اغتيل قبل ثماني سنوات وتُنسب عملية اغتياله لكل من الولايات المتحدة والموساد، وأنه مع اغتيال بدر الدين فإنه تم عملياً اغتيال اثنين من وزراء أمن حزب الله، على الأراضي السورية خلال ثماني سنوات، مع فارق أن اغتيال مغنية ينسب بشكل صريح حتى بموجب مصادر أميركية، لعملية اغتيال مشتركة نفذتها مخابرات الأخيرة والموساد الإسرائيلي، أما في حالة بدر الدين، فإنه لا يوجد اتهام كهذا، على الأقل حالياً، ولا حتى وفق قناة المنار التابعة لحزب الله".
ووفقاً ليوسي ميلمان، فإن بدر الدين كان من أوائل المنضمين لحزب الله، ومن مؤسسي الذراع العسكرية التابعة له، وكان مطلوباً في السابق للسلطات الكويتية، لكن وفي السنوات الأخيرة انصب اهتمامه، شأنه في ذلك شأن باقي القيادات السياسية لحزب الله، على الحرب في سورية، حيث لقي مصرعه في ملابسات غير واضحة.
واللافت في تعليق ميلمان على عملية الاغتيال، تجاهله كلياً لتصريحات نتنياهو الشهر الماضي، عن العمليات التي قامت بها إسرائيل وتقوم بها خلف الحدود في سورية، ليقفز مباشرة لتعداد الخصوم والأعداء الذين كانوا يتربصون ببدر الدين، مثل "جبهة النصرة" و"داعش" وتنظيمات وفصائل المعارضة السورية الأخرى، التي تقاتل نظام بشار الأسد.
لكنه أضاف، وفق اللازمة الإسرائيلية المعهودة في هذه الحالات، أنهم "في إسرائيل لا يأسفون على موت مصطفى بدر الدين، الذي كان متورطاً بشكل مباشر في التخطيط وتنفيذ عشرات العمليات ضد إسرائيل، وضد أهداف إسرائيلية ويهودية خارج حدودها".
وبحسب ميلمان، فإن حزب الله سيتغلب في نهاية المطاف على هذه الخسارة، تماماً كما حدث بعد اغتيال مغنية، وسيختار قائداً عسكرياً آخر من ضمن قادته العسكريين.
ويشير ميلمان إلى أن بدر الدين الذي كان يتصدر لائحة مطلوبي الولايات المتحدة، كان مطلوباً أيضاً للمحكمة الدولية التي حققت في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في العام 2005.
وفيما تجنب ميلمان الإشارة لإسرائيل كطرف محتمل له يد في العملية، فإن مراسل موقع يديعوت أحرونوت روعي كيس، أشار في سياق استعراضه لما نشرته وسائل الإعلام عن مقتل بدر الدين، الليلة، إلى أن "عملية اغتياله، تأتي عملياً بعد اغتيال سمير القنطار في ديسمبر/كانون الأول الماضي على يد إسرائيل"، وهو ما شكل بحسب كيسي حلقة واحدة من مسلسل عمليات تضرب "التنظيمات الإرهابية شبه الدولية المنتشرة على حدود إسرائيل".
وزعم كيسي أن سياسة التصفيات العينية التي ينتهجها جيش الاحتلال، بشكل عام، "لم تعتمد يوماً على تصفية الحسابات أو الانتقام رداً على نشاطات الهدف السابقة، وإنما لمنع تنفيذ مخططاته المستقبلية ضد أهداف إسرائيلية".
وفي هآرتس سارع المراسل العسكري، عاموس هرئيل إلى القول، إن "المعلومات الأولية عن العملية تشير إلى أنه لم يكن لإسرائيل دور فيها، لافتاً إلى أن الجهات الإسرائيلية الرسمية لم تتطرق إلى العملية أو ترد عليها".
وذكر هرئيل أن وسائل إعلام مقربة من حزب الله، قالت في البداية إن إسرائيل متورطة في عملية الاغتيال، لكنها تراجعت عن ذلك لاحقاً ولم يتم تكرار هذه الاتهامات.